رواية مذاق العشق بقلم سارة المصري
ليحدثه بتلك الطريقة لاول مرة فى حياته
زين اكثر ابنائها رزانة ولم تعهده اهوجا ابدا كما حدث اليوم
نظرت الى محمود وهى تضم قبضتيها الى صدرها كأنها تحاول ان تحمى قلبها من الصدمة
محمود احكيلى كل حاجة خبيتو عنى ايه
تنهد محمود فى استسلام وكأن صوت زوجته قد ايقظه من شروده فاتجه الى سمر قائلا فى صرامة رغم
سمر روحى اوضتك دلوقتى
نهضت سمر فى تثاقل ونفذت ما طلبه منها
ظل محمود معطيا ظهره لزوجته وهو ينظر الى حيث خرجت سمر وكأنه يعطى نفسه الفرصة فى ترتيب الكلمات وتنميقها فالصدمة ستشمل الجميع
هتفت سميرة فى لهجة جمعت بين القلق والالم
ايه اللى بيحصل يا محمود
تهالك في تعب ليجلس على كرسى قريب وهو يشيح بوجهه عنها
انا هحكيلك كل حاجة
استمعت الى خطته مع ابنة ااخيه
استمعت وعلمت ان ولدها حرم من حبيته وعاش ثلاث سنوات مع اخرى يعلم ابوه جيدا انها اتهمته زورا لاتوجد كلمة تمثل ما شعرت به وقتها تجاه زوجها زوجها الذى احبته لسنوات وعاشرته اكثر من نصف عمرها
لم تكن تعرف انه ظالم الى هذا الحد وان ظلمه لم يمارسه فى حياته الا على ولده
مش قادرة اصدق مش قادرة اصدق
ومررت يدها على وجهها وهى تواصل في حړقة
انت تعمل فى ابنك كدة انت تكسر قلبه وفرحته ده ابنك فاهم ابنك
نهض محمود محاولا الدفاع عن نفسه بأى حجة
وعشان ابنى كنتى عايزانى اعمل ايه اسيبه يروح يتجوز الخواجاية اللى انتى كمان كنتى معترضة عليها انا جوزته بنت عمه اللى بتعشق التراب اللى بيمشي عليه كان عندي امل ان مع الوقت هيحبها
يعنى ابنى كان عايش السنين دى كلها قلبه مكسور ومسابهاش بمزاجه يعنى كل الحزن اللى كنت بشوفه فى عنيه كان عشانها اقسم بالله لو كنت اعرف انو مسابهاش بمزاجه لكنت جوزتهاله ڠصبا عن اى حد ولا انى اشوف فى عينيه نظرة حزن وقهر واحدة من اللى كنت بشوفها
انت ظالم يا محمود ظلمت الكل ظلمت ابنك لما شيلته فوق طاقته وظلمت صوفيا وحتى سمر ظلمتها لما طاوعتها فى اللى كانت عايزاه وجوزتها واحد مستحيل فى يوم انه يحبها
وابتسمت فى سخرية مشوبه بۏجع
كنت متخيل ايه لحظة ما يعرف الحقيقة هيقولها برافو مفرطتيش فى شرفك هايلة بجد ضحكتى عليا وخدعتينى
ومالت اليه تضيف وهي تبسط ذراعيها
اديك خسړت كل حاجة خسړت ابنك اللى ساب شغله معاك حتى لما وزعت ثروتك على حياة عينك ابنك رفض يقرب لحاجة وقريب هيسيبلك البيت كله وقبل ده كله خسړت احترامه ليك واحترامى ليك وكل ده عشان تعمل لبنت اخوك اللى هيا عايزاه وتخلص من عقدة الذنب اللى عندك دايرة الذنب المقفولة من سنين وعمال تلف فيها واخرتها دخلت ابنك معاك جواها
وكورت قبضتها لتواصل فى عڼف
اخرج بقا من وهمك ده اطلع منه وكفاية تعيشنى فيه اكتر من كدة عيشت فيه سنين لوحدك لكن لحد ولادى ولا يا محمود لا والف لا
صړخ بها هذه المرة يمنعها من فتح جراح الماضي
كفاية بقا يا سميرة كفاية انتى عارفة انها مش مجرد عقدة ولا احساس بالذنب انا فعلا كنت السبب فى مۏت ابوهم وامهم بسبب غلطتى انا وعشان مصلحتى اتحرمو منهم العمر كله ومهما عملت مش هقدر اعوضهم
صړخت فيه بدورها
انت حر عايز تعيش جوة ذنبك ده انت حر لكن التمن اللى ترضى بيه ضميرك هوا ابنى لا والف لا يا محمود
تستمر القصة أدناه
الفصل الثاني والعشرين
الفصل الثانى والعشرون
نظر حسام الى خالد فى شك
انت عايز تفهمنى انها عدت الشهر وبنجاح كمان واحسن من الاتنين التانيين
تنهد خالد وهو يمسح وجهه يخبره في ملل
انتى بتسألنى للمرة المليون والله العظيم اه انا هكدب عليك ليه
نهض حسام من مقعده فى بطء
لتكون فاكر انك بتجاملني عشان هيا
بنت عمى الشغل شغل يا خالد
قال جملته تلك وهو يرمقه بنظرة تحذير اخيرة لاذ بعدها بالصمت لحظات يعطه فرصة للتراجع عن أقواله وحين لم يفعل رفع الأول سماعة الهاتف وطلب دخول الثلاث فتيات
فى لحظات كن امامه
نظر لهن فى عملية وهو يعقد ساعديه على صدره يخبرهن
انتو التلاتة عديتو اختبارتكو بنجاح وعشان كدة هتكونو معانا
ونظر الى كل واحدة منهن للحظة
انسة راندا هتبقى فى الدعايا انسة ايتن هتبقى فى الحسابات اما انسة نور
أضاف ابتسامة الى عبارته وهو يواصل متخليا عن قليل من تجهمه
هتبقى هيا مديرة مكتبى
للحظة كادت ايتن ان تخرج عن شعورها وتصرخ
اشمعنا يعنى
ولكنها عضت على شفتها بقوة حتى كادت تمزقها من الغيظ هو لم يكتفى بازاحتها بعيدا عن وجهه فقط بل القى بها فى قسم الحسابات وهو يعلم جيدا كم كانت تكره كل ما يتعلق بالرياضيات يريد تعجيزها حسنا ستقبل التحدى
راقبت فى غيظ نور زميلتها وهى تتهادى فى مشيتها لتقترب مصافحة اياه بابتسامة بدت لها بغيضة وثقيلة الظل وباردة
متشكرة جدا يا باشمهندس وان شاء الله اكون قدها
زاد غيظها اكثر وكادت ان ټحطم المكتب على رأسيهما معا وهو يصافحها بابتسامة عذبة
انا واثق انك قدها يا نور انتى مش مجرد بنت حلوة بس انتى ذكية وبتعرفى تاخدى قرار
عقدت ايتن حاجبيها وتنحنحت حسنا ماذا هناك ايضا لتقوله ايها الوقح
نظر حسام الى راندا بدورها يخبرها في لطف
انتى اضافة حقيقية لقسم الدعايا يا راندا السى في بتاعك مش محتاج كلام
ابتسمت الفتاة فى روتينيه
شرف ليا يا فندم
الټفت اخيرا اليها وشعر بوجودها بعد ان وزع ابتساماته على الجميع لتأتى عندها وتنفذ اذ تطلع اليها فى جديه صارمة
انسة ايتن قسم الحسابات محتاج دقة وتركيز ياريت تكونى قدها
زفرت فى غيظ لم تستطع اخفاؤه
تغير بالفعل فأصبح شخصا اخر يثيرها ويستفزها الى أقصى حد
لازالت فكرته عنها كماهى
طفلة مستهترة وسطحية التفكير
نعم تعترف انها كانت كذلك ولكن الأمر قد تغير تماما فمن كان لاتطيق رؤيته للحظات اصبحت تتمنى ان تكون مديرة لمكتبه لتحظى بقربه طيلة الوقت وستفعل كل ما هو ممكن وغير ممكن لتزيح نور هذه عن طريقها فنظراته لها لا تبشر بخير ابدا وهى حقا لا تعرف هل تجاوزها بالفعل كما يردد على مسامعها طيلة الفترة الماضية
هل حبه الذى ظل يبثها اياه سنوات طفولتها ومراهقتها وشبابها من السهل ان يتلاشى بسهولة هكذا
ام ان تلك المشاعر ترقد فى غيبوبة مؤقته بفعل الصدمة وهى فى حاجة الى صدمة اخرى لتنشط وتحرك كيانه من جديد
ربما كان هذا الاحتمال اكثرهم ايمانا به او هى تريد ان تؤمن به فلن تتحمل ابدا قاعدة كما تدين تدان
لن تتحمل ان تتبدل الأدوار بينهما فتهيم به هى حبا بينما هو لا يبالى
حبا!!!!
منذ متى أحبته ولماذا
هل احتاجت سنوات تضاف الى عمرها ليزداد نضجها وتعي أنها أخطأت في حكمها عليه
هل ظهور حسام الجديد بكل قوته بل قسوته من شبح حسام العاشق قد أثار مشاعرها أكثر
ألف سؤال يطرح نفسه دون أن يجد لديها اجابة
فقط تحتفظ باجابة واحدة على
سؤال واحد لم يطرح من الأساس
اجابة تطوي حقيقة أنها بالفعل أحبت هذا المخلوق ولا شك لديها مطلقا هذه المرة
لايعرف حقا كيف وصل الى هنا منذ ان خرج من القصر لم يجد سوى طريقا واحدا يسلكه
طريقا وقفت فى نهايته حوريته الجميلة بابتسامتها التى اذهبت عقله منذ اللقاء الاول
طريقا بدا ممهدا هذه المرة فقد عاد زين الذى احبته لينبذ الاخر تماما من حياته
كيف وصل الى المطار وكم قضى فى الطريق لا يعرف صورتها اخفت اى معالم للوقت و للمكان
سباق كان يشعر انه يخوضه مع الزمن
سباق تقف فى نهايته صوفيا تفتح له ذراعيها وهو يركض بكل سرعته ليرتمى بينهما للابد
كم اشتاق لكل شىء فيها صوتها رائحتها عينيها
واه من عينيها
كم عانى من اعراض انسحاب ادمانه لهما طيلة السنوات الماضية
اعراض لا يملك لها دواء ولا يجد لها ترياق فهى السم والدواء فى الوقت ذاته
حصل على عنوانها من ايلينا التى اخبرته انها تتابع حملها مع احد الاطباء وستعود الى القاهرة بعد يومين
واخيرا الان هو امام منزلها لا يفصله عنها سوى تلك البوابة الحديدية لسور المنزل الذى يحيط بالحديقة نظر من بين قضبانها وهو يحاول ان يتوازن وان يصدق ان الزمن لم يعد حاجزا بينهما وكل ما يبعده عنها هى تلك الامتار القليلة
تنهد فى عمق وفى تردد مد اصابعه فى اتجاه الجرس وقبل ان ينقره رآها
نعم انها هى الحورية الجميلة تتهادى على السلم الخارجى للمنزل فى تعب لتقترب من طاولة مستديرة وتجلس على كرسى قريب منها
لم تستطع تلك الامتار السخيفة ان تخفى حزنها البادى بوضوح على وجهها
هو ليس حزن لحظة على ۏفاة امها بل حزن سنوات تراكمت همومها بداخلها
هموم كان له النصيب الاعظم فيها ويدرك هذا جيدا ويعرف انها ربما لاتغفر له
هل من حقه ان يسألها ان كانت لاتزال باقية على ذلك الوعد الذى قطعاه على نفسيهما فى لحظة جنون راقبها وهى تمرر يدها فى شعرها الاشقر الناعم لتجمعه الى كتفها الايمن كعادتها القديمة
ابتسم فى نفسه لقد اصبح شعرها اكثر طولا واصبحت بالرغم من كل شىء اجمل بكثير
مد يده فى تردد واضح وضغط الجرس
ضغط مطولا حتى رفعت نظرها اليه
انتفضت من مكانها حين رأته وتسمرت للحظات دون حراك وهى تضع يدها على صدرها
رمقته بنظرات لم يجد لها تفسير قبل ان تتحرك فى بطء لتقف امام البوابة وتهمس فى حزن
زين
همس فى عشق وهو ينظر الى عينيها دون ان يسبل اهدابه للحظه
صوفيا
امسكت بقضبان البوابة للحظات كأنها تحاول التماسك فلامس اناملها وهو يكرر بعقل غائب وقلب تائه وعيون مشتاقة
صوفيا
شعر ببرودة أناملها تماما كالسابق تمنى لو حجزهما تحت يده العمر كله ولكنها حركتهما لتفتح البوابة فى بطء
وقفت أمامه للحظات قبل أن تخفض رأسها وتشير له كي يتبعها الى مائدتها المستديرة وقبل ان تصل بخطوات استدارت له فجأة
حمد لله ع السلامة
ابتسم وهو يمنع نفسه بصعوبة من الاقتراب منها وضمھا وتمنى لو كانت لازالت على چنونها كما فى الماضى وتولت هى هذا الامر فاقترب قائلا في شوق
وحشتينى يا صوفيا
ابتسمت فى حزن
فعلا وحشتك
رد وهو يقترب خطوة اخرى
انتى بتسألينى فعلا
نظرت