رواية كاملة لروز آمين
كدة ليه يلا عمال تؤمر وتتأمر وكأنك في بيت أبوك اسمع إنت بقى خلاصة الكلام ونهايته يا دكر والله العظيم لو ما سيبت إيثار وخرجت من هنا لاكون قاتلك وابوك اللي جاي تتحامى في إسمه ده مهيعرف لك طريق جرة
عمروووو نطقها نصر البنهاوي بحدة ليستطرد صارما
إرمي الزفت اللي في إيدك ده وإبعد نفسك عن الموضوع ده خالص
خليك ورايا وإوعي تتحركي
إنت اټجننت هات الزفت ده واقف زيك زي الكرسي
حسابك معايا بعدين
نكس الرجل رأسه ليستطرد وهو يتطلع إلى طلعت بصرامة
إنت بتقول إيه يا نصر! نطقت بها إجلالبتعجب وجنون لينظر لها بمعنى أن تصمت وبالفعل صمتت لتجبر فؤاد وتهديداته المباشرة لزوجها كاد عمرو أن يهتف باعتراض لكنه ابتلع حديثه حينما رأى نظرات والده الحاړقة قبل أن يقوم بصفعه بقوة ألمته وجعلته يشعر كم هو صغيرا وقلل من مقامه أمام غريمه
أحب أنبهك إن والدي سيادة المستشار عارف إني موجود هنا أنا ومراتي
رمقه طلعت بنظرات ڼارية ليتحدث نصر بعدما قرر بينه وبين حاله تجنب إثارة حنق ذاك القوي
متخافش يا باشا إحنا ضيوفنا بنشيلهم على راسنا من فوق ولو جنابك زورتنا في ظروف غير دي كنت شفت كرم الضيافة على أصوله
لا ما أنا شفت بعيني يا سيادة النائب
ليسترسل بقوة وصرامة
بس أحب اقول لك إن فؤاد علام مابيخافش غير من اللي خالقه
استقل طلعت سيارته وانطلق بها بسرعة فائقة ليجلب الصغير بينما كانت الاجواء مشحونة ليهتف عزيز موجها حديثه لتلك المختبأة خلف فؤاد
كل ده يطلع منك ولعتيها وزي عادتك خسرتينا كل حاجة لعبتي على الراجل الغلبان وخلتيه كتب لك كل اللي حيلته
ألما لينشطر قلب فارسها عليها وهي تسترسل
واللي حسبه هو لقيته أنا حتى مدتونيش فرصة أحزن على ابويا
خرجت من خلفه لتجاوره الوقوف وبدأت تتطلع على أشقائها الثلاث وتلك التي من المفترض أنها والدتها تألمت وهي تنظر بأعينهم المتهربة لتنطق
رفعت سبابتها لتشير به في وجوههم جميعا
وأي دقة نقص منكم والله العظيم ما هعمل للدم اللي بينا حساب
رمقتها منيرة باشمئزاز وهي تقول
بقى واقفة بكل بجاحة تهددينا في قلب بيتنا وتتحامي في الغريب
ده مش بيتك ده بيتي أنا نطقتها بحدة لتسترسل وهي تتشابك بأناملها لتلتف على أصابعه مما
جعل قلبه ينتفض بقوة وهو يتطلع عليها منبهرا بقوتها وأصالتها
واللي بتقولي عليه غريب ده يبقى جوزي اللي حماني من شركم
قطع حديث الجميع دخول ذاك الصغير الذي هتف بسعادة وهو يهرول إلى والدته
مامي
فتحت ذراعيها على مصراعيهما لاستقبال صغيرها الذي حرمت منه يوما كاملا كنوعا من الضغط عليها كي تستسلم وترضخ للعودة إلى ذاك للعمرو حملت صغيرها واحتوته بذراعيها ډافنة رأسه بصدرها نظر الصغير إلى ذاك المجاور لوالدته ليهتف متعجبا بجبينا مقطب
شرشبيل!
إيه اللي جابك هنا!
ابتسم ليجيبه بهدوء
جيت علشان أخدك إنت ومامي
أنا هاخد إيثار ويوسف وهخرج ياريت قبل ما أي حد فيكم يتهور ويتصرف بغباء يفكر في العواقب
متقلقش يا سيادة المستشار إنت في حمايتي يعني محدش هيتعرض لكم تقدر تاخد إيثار ويوسف وتطلع من هنا بأمان قالها نصر بهدوء عكس ما بداخله من استشاطة ليسترسل بنبرة تنبيهية
بس يكون في معلومك إحنا هنرفع قضية نطلب
فيها حضانة الولد وأظن إن القانون كدة في صفنا بما إن أمه اتجوزت فكدة الحضانة تسقط عنها وإنت سيد العارفين بالقوانين
حقك طبعا وحقي أنا كمان إني أقف في صف مراتي نطقها بهدوء ما قبل العاصفة ليشير بسبابته على الجميع بذات مغزى مسترسلا بما جعل داخل نصر يرتعد خوفا
وأحاول بكل قوتي إني أثبت إن أي حد منكم لا يصلح لاستلام حضانة يوسف وبناءا عليه الحضانة هترجع ل إيثار
هات البطاقة
ناوله إياها بيد مرتعشة ليتناولها منه لتهتف هي بعدما تذكرت
هاتي تليفوني من عزيز يا فؤاد
أشار بعينيه ليرتعد الاخر وبسرعة البرق كان يخرج الهاتف من جيب جلبابه ويسلمه إياه ليتحرك الاخر سريعا صوب الخارج محتويا حبيبته وصغيرها تحت صرخات عمرو الذي هتف پجنون
إنت هتسيبه ياخد مراتي وابني وتقف تتفرج عليه!
إخرص يا عزيز مش كل الناس ينفع معاهم طريقتك قالها بنبرة حادة لتهتف إجلال بنبرة غاضبة
وده ينفع معاه أنهي طريقة بالصلاة على النبي!
الصبر حلو يا ستهم نطقها بتوعد
هرول عمها خلفهما ليهتف بكامل صوته أمام المارة من أهل القرية
يا أهل البلد الحاضر يعلن الغايب أخويا غانم الله يرحمه جوز إيثار قبل ما ېموت بأيام لسعادة وكيل النيابة فؤاد بيه
وانا كنت شاهد مع أخويا أخويا جوزها علشان يطمن عليها قبل ما ېموت وكان ناوي يقول للكل بس المۏت كان أسرع وبنت اخويا الوقت قاعدة في مصر في بيت جوزها وتحت حمايته
توقف المارة وباتوا يتطلعون على ذاك الرجل وهيأته الجذابة وسيارته الفارهة بأعين متسعة لكنهم تعجبوا كيف تزوجت وكسرت قواعد وجبروت نصر البنهاوي ليقترب منهم الجميع مقدمين التهاني للعم والعروسان تحت ارتياح قلب فؤاد واستحسانه لتصرف العم الحكيم اما هي فنظرت إلى عمها تشكره بامتنان
خلي بالك من نفسك ومن ابنك واسمعي كلام جوزك وصوني عشرته واضح إنه إبن ناس وشاريك اللي يقف في وش نصر وجبروته يبقى راجل بجد
ربنا يخليك ليا يا عمي نطقتها بدموعها التي انهمرت من فرط حنينها ليربط عليها الاخر تنفس فؤاد ليشكر الرجل واتجه يفتح لها الباب الأمامي لتجلس ثم وضع الصغير فوق ساقيها لتحتضنه مقبلة إياه بجميع أنحاء وجهه بتلهف
اما نصر وعزيز وجميع الماكثين بالداخل فاشټعل جسدهم من تصرف العم الحانق سوى وجدي وأيهم ونوارة
تحرك واستقل مقعد القيادة لينطلق بسرعة فائقة خارجا من تلك القرية الملعۏنة نظرت إليه وبكل معاني الامتنان حدثته
مهما اتكلمت وشكرتك قليل على اللي عملته معايا معروفك هيفضل فوق دماغي ولو عيشت عمري كله أشكرك مش هقدر أوفيك حقك
جميل إيه بس اللي بتتكلمي عنه يا إيثار نطقها بابتسامة هادئة ليستطرد مازحا بغمزة من عينه اليمنى هزت كيانها
وبعدين هو فيه شكر بين الراجل ومراته
ابتسمت بعد أن اعتقدت أن البسمة قد فارقتها للأبد لتسأله متعجبة غير منتبهة لذاك المسحور الذي انتفض قلبه أثر ابتسامتها وجلوسها بسيارته
أنا مش فاهمة حاجة إزاي وإمتى عملت كل ده!
قطبت جبينها لتستطرد مستفسرة
وعرفت منين إن إخواتي حابسيني هنا وهيجبروني على كتب الكتاب!
تنهد بهدوء ونظر للصغير فوجده قد غفى يبدوا أنه منهك ك والدته وكان يبكي أيضا لبعده عنها لذا غفى بمجرد عودته لأحضانها وشعوره بالامان فتح فاهه ليقطع حديثه رنين هاتفه الذي صدح ليجيب في الحال
وهو يقول بهدوء
أيوا يا عزة
اتسعت عينيها ليكمل هو
إطمني هي راجعة معايا في العربية ومعانا يوسف
عزة! قالتها بفاه مفتوح بذهول
فلااااش باك
عودة للأمس
بعدما أغلقت الهاتف مع منيرة باتت تجوب المكان ذهابا وإيابا وقلبها يغلي من شدة رعبها على ابنتها التي اعتبرتها عوضا من الله عن العائلة التي لم تحظي بتكوينها استمعت إلى صوت رنين هاتف المنزل لتهرول عليه وبعجالة كانت تجيب
مين معايا
نطق ذاك الجالس بغرفته ليقول بصوت هامس
أنا أيهم يا ست عزة
إيثار عاملة إيه طمني عليها نطقتها بتلهف لينطق الاخر
انا بكلمك بخصوصها روحي ل أيمن بيه خليه يلحقها عزيز خلاص اټجنن ومحدش قادر عليه زي ما يكون ماصدق إن ابويا ماټ علشان يفرد ضلوعه علينا ويتحكم في الكل
سألته بنبرة حادة
طب وإنت واخوك فين من عمايله السودة دي ما تقفوا له وتنقذوا الغلبانة اختكم من إيده
مش هينفع يا ست عزة عزيز كان هيضربني من شوية وانا بحوشها من إيده نطقها بجبن لتهتف بنبرة ساخطة
خاېف على نفسك ومش صعبان عليك أختك والنبي إيثار مبلية بيكم كلكم كتكم الهم إخوات بالإسم وبس
روحي ل أيمن واحكي له وخليه يتدخل بس قبل صلاة العشا بكرة قالها بصوت خجول مټألم لتهتف بحدة
طب يا أخويا كتر خيرك إقفل وانا هتصرف
اغلقت الهاتف لتقف لدقيقة تفكر لتهتف وهي تهرول باتجاه غرفة إيثار
أنا عرفت هعمل إيه وهروح لمين
فتحت خزانة الثياب لتخرج عقد المنزل والارض الذي منحه غانم لإبنته وكعادتها قصت لها ما دار بينها وبين أبيها واخبرتها بكل التفاصيل لتتنهد براحة
أما ذاك العاشق فقد حاول الإتصال بها مرات عديدة وبكل مرة يجد بها الهاتف مغلقا وبالأخير رجح غلقها للهاتف كي تريح عقلها وجسدها المنهك بسبب ما مرت به طيلة الثلاثة أيام المنصرمة
صباح اليوم التالي كانت تقف أمام مبنى النيابة العامة التابع لمنطقتهم والتي علمت عنوانه من إيثار حين تم استدعائها أثناء التحقيق بقضية محاولة إغتيال أيمن الأباصيريوايضا بقضية تهجم عمرو هرولت بداخل المبنى لتسأل رجل الامن قائلة باستفسار
بقول لك إيه يا اخويا أنا عاوزة اقابل وكيل النيابة فؤاد بيه ضروري
قصدك فؤاد بيه علام قالها بتساؤل لتنطق هي بعفوية
معرفش إسم أبوه بس اللي اعرفه ان ابوه راجل كبير قوي في البلد
هو فؤاد بيه نطقها بتأكيد لتسأله بلهفة
طب دخلني عنده يسترك ربنا
نطق الرجل برفض ليقول معللا
مينفعش يا ست لازم يكون عندك استدعا من النيابة ومتحولة عليه وبعدين فؤاد بيه ده تقيل قوي ومش أي قضية بتتحول له وهو عنده قضية كبيرة جوة بيحقق فيها ومش فاضي
بعد مجادلات إستمرت لعدة دقائق رفض دخولها بشدة خرجت لتجاور رجل الأمن الخارجي الجلوس لتنتظر خروجه بعد أن طلبت منه أن يشير لها على شخصه ويرجع ذلك لعدم معرفة شكله انتهت ساعات العمل الرسمية وهي جالسة لمدة ست ساعات لم تكل من الانتظار لأجل ابنتها بعد قليل أشار لها الرجل على ذاك الجذاب الذي يخرج بهيبة ويجاوره رجلا يحمل عنه حقيبته لتهرول عليه وهي تقول
يا فؤاد بيه إلحقني يا فؤاد بيه
قطب جبينه ورفع نظارته الشمسية ليدقق النظر بها لتجيب تساؤل عينيه
أنا عزة اللي بشتغل عند إيثار اللي بربي لها يوسف
انتفض قلبه حين استمع لاسم حبيبته الغائبة منذ الأمس والتي