رواية سيد القمر الاسود بقلم زينب مصطفي
الجاهزه وتهرع الى الخارج وهي تحدث نفسها دون ان تدري
علشان لو الوجبه الجاهزه معجبتوش ياكل الساندوتشات وابقى كده عملت الي عليا ومحدش يقول عليا بخيله
ثم تابعت برجاء
بس يارب الحقه
فتحت حبيبه الباب ونظرت الى الخارج بلهفه لتجد عمر يقف وهو مستند الى الحائط ويعقد زراعيه بانتظار
حبيبه بدهشه
انت واقف كده ليه
مستني الغدا بتاعي
تنحنحت حبيبه باحراج واكتسى وجهها باللون الاحمر وهي تقول بصوت ضعيف
انا انا حضرتلك الاكل ده علشان ماما دولت متقولش عليا بخيله يعني متفكرش اني مهتمه بيك والا حاجه
تناول
عمر منها الكيس وهو يقول بمرح
اكيد طبعا انا فاهم الكلام ده ومتقلقيش انا عارف انك مش مهتمه بيا خالص
ضغطت حبيبه على شفتها بغيظ وهي تتجه الى داخل شقتها الاان صوت عمر الجاد استوقفها
استدارت حبيبه بتساؤل اليه وهي تقف بباب الشقه وعلى وشك غلقه
فقال بحب
شكرا انك رجعتيلي الامل مره تانيه
حبيبه بدهشه
امل امل ايه انا مش فاهمه
ابتسم عمر بحب
امل هيخليني احارببكل قوتي لحد ما
اكسب اهم معركه في حياتي
نظرت حبيبه له بدهشه وهي تدخل وتغلق الباب من خلفها وهي لا تفهم معنى كلماته
في حين ابتسم هو بسعاده وهو يغادر وقد تجدد الامل لديه باسترجاعها وهو يهمس لنفسه باصرار
ثم قاد سيارته وعقله يعمل في كل الاتجاهات الفصل السادس عشر
سيد_القمر_الاسود
إنتهت حبيبه من تأمل غرف الشقه التي يظهر عليها وعلى مفروشاتها البزخ الشديد الا انها لم تشعر بالراحه وهي تعلم ان شريف هو من قام بشرائها واختيارها
فقررت وهي تضع جميع المشتريات التي ارسلتها لها جدة عمر في الثلاجه ان تغير اثاث وديكورات الشقه لأثاث اكثر راحه وان تمحي اي اثر يذكرها انها
لتتنهد براحه وهي تجهز وجبة طعام صغيره من الوجبات الجاهزه التي ارسلتها اليها جدة عمر
وتقول بتصميم
انا هبيع العفش ده وهفرشها على ذوقي وبالطريقه الي انا بحبها واظن العفش ده غالي وهقدر اشتري بتمنه كل الي انا عوزاه
ثم جلست بملل الى طاولة الطعام في المطبخ وبدأت في محاولة تناول طعامها الا انها فشلت وهي تشعر بالصمت والسكون الذي يلف المكان حولها
جرى ايه يا حبيبه ما انتي طول عمرك عايشه لواحدك ايه الي جد يعني
ثم حاولت ان
تترك الطاوله دون ان تأكل
شئ الا انها تفاجأت بارتفاع رنين هاتفها
في نفس التوقيت
جلس عمر في غرفة مكتبه الفخمه باحدى شركاته
التي تقطن بها خوفآ عليها وحرصآ على سلامتها فبرغم وضعه اكثر من حارس امني مهمتهم الوحيده حمايتها
الا انه لم يستطع ان يتركها وحيده بمكان لا يستطيع رؤيتها او حمايتها فيه بنفسه
ليعقد حاجبيه پغضب وهو يراها تترك طعامها دون ان تمسه فتناول هاتفه ثم اتصل بها
حبيبه پغضب
نعم ممكن اعرف انت بتتصل ليه دلوقتي انت مش لسه سايبني من اقل من ساعه
عمر بمرح يحاول به امتصاص ڠضبها
طيب بس بالراحه عليا مش كده انا قلت اتصل اشكرك ما ابتدي اتغدا من الاكل الي حضرتيه ليا
جلست حبيبه مره اخرى الى طاولة الطعام وهي تقول بتبرم
العفو ها في حاجه تانيه
عمر وهو يتأملها في الهاتف بحنان
اتغديتي
حبيبه بارتباك وقد تفاجأت من سؤاله
ايه وانت بتسأل ليه اصلا احنا مش اتفقنا معدتش تتصل ولا ليك
علاقه بيا
عمر بهدوء
ايوه اتفقنا على كده بس انا قلت نتغدى مع بعض بمناسبة الساندوتشات اللذيذه دي والي انتي محضرهالي بايديكي الحلوين
حبيبه بدهشه
نتغدى مع بعض ازاي يعني مش انت قلت انك رايح الشركه
عمر بمرح
انا فعلا في الشركه بس ممكن ناكل مع بعض وكل واحد في مكانه يعني انتي في شقتك وانا في مكتبي
حبيبه پغضب تداري به ارتباكها لاهتمامه المفاجئ بها
متشكره اوي وعلى فكره انا كنت مش هاكل علشان مليش نفس وبعد مكالمتك دي نفسي اتصدت اكتر
عمر ببرود مصطنع وهو يرى توترها الواضح
بقى كده لا دانا اجيلك بنفسي اتغدى معاكي وافتح نفسك الي
اتصدت عن الاكل
حبيبه بارتباك و ڠضب
شوف مين الي هيفتحلك الباب اقولك ابقى اقعد اتغدى مع البواب وافتح نفسه على الاكل
عمر وهو يضحك بمرح
بقى كده يا بيبا اخرتها عاوزه تأكليني مع البواب عموما الكلام ده مينفعش يتقال لعمر الرشيدي يعني تفتكري لو قفلتي باب شقتك عليكي بمليون قفل ومفتاح ده ممكن يمنعني من الدخول ليكي دا حتى كلامك ده يبقى عيبه في حقي
حبيبه بضيق
انا مش فاهمه لازمة الكلام ده ايه و عاوز مني ايه دلوقتي
عمر ببرود شديد
نتغدى مع بعض وكل واحد في مكانه زي ما قلتلك والا تحبي اجيلك بنفسي و نتغدى سوى
نظرت حبيبه للطعام پغضب ثم
قالت بقلة حيله
لا خلاص خلينا نتغدى ونخلص
بس بعدها تقفل علطول
عمر وهو يتأملها بحنان
اوعدك هنخلص غدا مع بعض وهقفل علطول ها قوليلي بقا هتتغدي ايه
حبيبه بغيظ
يعني هاكون هاتغدى ايه اهو اكل والسلام
عمر بمرح
لا انا مينفعنيش الكلام ده انتي عارفه انا هاكل ايه واظن من حقي
انا كمان اعرف هتاكلي ايه
حبيبه بدهشه
عمر هو انت فاضي يعني مفيش عندك شغل ولا حاجه تشغل وقتك بيها
عمر بعشق
لا طبعا عندي شغل يكفيني لسنه قدام بس انتي عندي اهم من اي حاجه في الدنيا
ارتبكت حبيبه ولم تستطع الرد ليتابع هو بحنان
ها ياحبيبي بتتغدي ايه
حبيبه بارتباك
بلاش تتكلم معايا بالشكل ده لاني مش هصدقك انا اتعلمت الدرس ومش هصدقك مهما قلت اوعملت فياريت تخلصني و تقولي انت عاوز ايه بالظبط من معاملتك الغريبه دي معايا
ضغط عمر على شفتيه پغضب من نفسه ان يكون منها بعد ان اوصلها لحاله تتشك بها بكل تصرف او كلمه منه ليقول بمرح مصطنع
عاوز اتغدى لاني ھموت من الجوع يلا بقا قوليلي بتاكلي ايه
تنهدت حبيبه باستسلام وهي تخبره باصناف الطعام التي امامها وتبدء في تناول طعام غدائها
وهي تتحدث معه
بتبرم وعدم راحه
عمر بحنان وهو يتناول الطعام هو الاخر ويراقبها وهي تتناول طعامها
ها الشقه عجبتك ومريحاكي والا فيها حاجه عاوزه تتغير
حبيبه بتردد
حلوه بس
عمر بتساؤل
بس ايه ايه الي مش عاجبك فيها
حبيبه بارتباك
يعني كون اني انا عارفه ان شريف هو الي اختار كل حاجه فيها فده مش مريحني مخليني حاسه اني عايشه في مكان مش مكاني
عمر بجديه
بس ده وضع مؤقت يا حبيبي ومش هايدوم بس طالما انتي مش مرتاحه خلاص خليني ابعتلك مهندسة ديكور تساعدك في تغيير الشقه وتنفذ كل الي انتي عاوزاه
حبيبه پغضب
يعني ايه وضع مؤقت
انا مش فاهمه
ومش احنا اتفقنا انت مش هاتتدخل في حياتي بعد كده
وبعدين دي شقتي وهغيرها على زوقي يعني مش محتاجه مهندسة ديكور ولا حاجه
عمر بلطف محاولا تهدئتها
خلاص بلاش مهندسة ديكور بس ممكن تحكيلي انتي عاوزه تعملي ايه بالظبط في الشقه وايه الي مش مريحك فيها
بدئت حبيبه في وصف ماتريد تنفيذه وهو يستمع اليها ويشجعها على الاستمرار في التحدث معه وهو يضيف بعض مقترحاته حتى مرت اكثر من ساعه وهم يتحدثون دون الشعور بمرور الوقت
نظرت حبيبه لساعة يدها فتفاجئت بمرور اكثر من ساعه على بدء محادثتهم معا
حبيبه وهي تتنحنح بارتباك
يا خبر احنا بقالنا كتير بنتكلم وانت اكيد وراك شغل انا هقفل علشان اخد الدوا وانام شويه
عمر بحنان
خلاص اقفلي يا حبيبتي بس اعملي حسابك اني هاجبلك حد كويس يشتري الموبيليا علشان
اجيبلك اعلى سعر فيه و طبعا هكون موجود وهو بيشيله لان مينفعش تبقي لواحدك مع واحد غريب دا غير طبعا الشيالين الي هيبقوا معاه
حبيبه بارتباك
بس
عمر بجديه
مفيش بس كمان انا هبقى معاكي وانتي بتختاري الموبيليا الجديده الي هتفرشي بيها الشقه واظن المفروض تختاريها ما تبيعي الموبيليا القديمه علشان تفرشي علطول والشقه متفضلش من غير فرش خصوصا وانتي عايشه فعلا فيها
حبيبه پغضب وهي تشعر انه يفرض سيطرته عليها من جديد حتى لو كان بشكل غير مباشر
لا ياعمر انا هبيع واشتري عفش شقتي لواحدي مش محتاجه منك
ولا من حد مساعده
ثم تابعت پغضب وهي تغلق الهاتف دون انتظار رده
ومع السلامه علشان هاخد الدوا وانام
ثم اغلقت الهاتف
وهي تجلس الى الطاوله مره اخرى وتقول پغضب
انا الي غبيه قاعده ساعه بحالها اكل واحكي معاه وكأن كل حاجه ما بينا طبيعيه من حقه طبعا يفتكر انه يقدر يسيطر على حياتي من تاني ويعمل الي هو عاوزه فيا لكن لاء كفايه
اوي الي شفته منه انا مش هعيد غلطتي من تاني
ثم نهضت وبدأت في تناول دوائها پغضب في حين استمع عمر اليها
وهي توبخ نفسها پغضب
ليقول بتفهم لردة فعلها العڼيفه
من حقك يا حبيبتي تعملي كل الي انتي عوزاه وانا هتحمل بس برضه من حقي ادافع عن حبي ليكي واحاول ارجع ثقتك وحبك ليا من تاني انا عارف انه صعب بس انا معاكي لحد
ما ترجعيلي من تاني
ثم تنهد پألم وهو يراقبها تجلس على الاريكه وهي تضم ساقيها بيديها و تريح رأسها عليهم بحزن
ثم رفع هاتفه وتحدث مع نادر
عمر بجديه
ايوه يا نادر لقيت البت
الي كانت بتشتغل على اليخت
نادر بأسف
لا يا باشا دورنا عليها في كل مكان مش لاقينها
عمر پغضب
دي غلطتي انا انا الي تفكيري كان واقف ومتصرفتش بسرعه طول ما حبيبه كانت في المستشفى وفي خطړ مكنتش بفكر في حاجه غير فيها ولما اطمنت عليها كانت الحيوانه دي استغلت الفرصه و هربت
نادر بثقه
ولا يهمك ياباشا هنوصلها وهنجيبها
عمر بجديه
طيب يا نادر انا مستنيك محتاج اقعد معاك ونناقش شوية حاجات
نادر بجديه
دقايق وهبقى عندك ياباشا
اغلق عمر الهاتف وهو يراقب پألم حبيبه التي مازالت تجلس على الاريكه بحزن دون ان تتحرك
في وقت متأخر من المساء
استلقت حبيبه على الفراش تتقلب بأرق وهي تحاول النوم الا انها فشلت
وهي تشعر
بالخۏف من الصمت الذي يلف المكان حولها فأضأت انوار الغرفه تحاول الحصول على بعض الاطمئنان الا انها فشلت مره اخرى
ففتحت عينيها وهي تتنهد وتقول بتعب
خلاص انا مش قادره نفسي انام ولو شويه دماغي خلاص ھتنفجر
ثم وضعت الوساده على رأسها پغضب وهي تحاول النوم فلا تستطيع
الا انها توقفت عن الحركه فجأه وهي تنصت جيدا لصوت ارتطام وحركه مريبه يأتي من شرفة الغرفه
فجلست پخوف وهي تصغي جيدا
وهي تكذب نفسها
الا ان الصوت تكرر مره اخرى بصوره اكثر وضوحا مما جعلها تنتفض بړعب وتجري الى خارج الغرفه وهي تتناول هاتفها تتصل بعمر بدون تفكير والذي رد عليها فورا
عمر بقلق
خير يا حبيبه في ايه
حبيبه بړعب
مش مش عارفه بس في صوت جاي من بلكونة اوضة النوم
انتفض عمر من على الفراش وهو يقول بصرامه شديده
اخرجي بره الشقه حالا وانا هخلي الحرس الي بره يحموكي وانا دقايق وهكون عندك مبخافيش
ثم صړخ