رواية شيقة
كمية الغرور اللي عنده دي..
أنهت جملتها وسارت من أمامهم جميعا.. ليسرع سيد ويتحدث پخوف ظاهر على محياه..
دي بتكدب يا فارس باشا.. انا شغال مع سيادتك من اكتر من 15سنه من أيام محمد باشا والد حضرتكوتاريخي يشهد عليا..
أشار له فارس بالصمت وسار من أمامه وهو يقول..
هاتلي ملف رامي دا على مكتبي حالا..
أمرك يا باشا..
البت دي لازم تحصل جوزها بأسرع وقت.. قبل ما تقول للباشا اللي تعرفه عننا.. عايزها ټموت من غير نقطة ډم.. تقطعوا عنها أي وسيلة مساعده.. خليها ټموت من الجوع ومتلقيش اللقمه.. مفهوم..
ابتسم له رجل ابتسامة شريره مرددا..
طبعا مفهوم.. دي يا رقبتها يا رقبتنا يا كبير..
عايز حراسه مكثفه على البنت اللي هتخرج من الشركة دلوقتي..
حرك رأسه بيأس محدثا نفسه..
مش هيسبوها بعد كلامها دا..
نهاية الفلاش بااااك..
ارتجل سيارتهوقاد بنفسه خلفه سيارات الحراسه الخاصه به متجه نحو العنوان التي تتواجد به تلك الساحره..
كانت إسراء تستعد للنهوض بعد جلوسها فتره على جانب الطريق حين داهمها دوار عڼيف وبدأ جسدها يرتجف بوضوح.. وتتعرق بغزاره رغم انها تشعر ببروده شديده تكاد ان تكسر عظامها..
ملكيش شغل هنا يا ست.. اتكلي على الله يله..
تلاحقت أنفاسها دليل على شدة تعبها ونظرت له بذهول وبصوت ضعيف قالت..
انت عرفت إزاي اني هسأل على شغل! وبعدين ما انتو معلقين ورقه على الباب أهي طالبين ناس تشتغل..
قالها الرجل بنبره راجيه وعينيه زائغه بينها وبين سيارة زجاجها عاتم تقف على مقربه منهما..
امتلئت أعين إسراء بالعبرات وبعدم فهم حدثت نفسها..
هو أيه اللي بيجرالي دا يا ربي.. كل ما أدخل مكان يقولولي ملكيش شغل عندنا.. أروح فين بس يارب.. انا تعبت أوي..
ظلت تسير بالطرقات بلا هواده.. خطواتها مرتجفه تدل على شدة تعبها..
عينيها تملؤها العبرات ولكنها تأبي الهبوط..
ضاقت عليها من جميع الجهات.. تقفلت بوجهها كل الأبواب..
ظلت تسير حتي توقفت بجوار إحدي المطاعم.. تطلعت على الجالسين بالداخل تتابعهم بخجل واحراج شديد وقلب يعتصر ألما مپرحا يكاد ان يزهق روحها..
اذدردت لعابها بصعوبه والقت بكل شئ عرض الحائط وأولهم كرمتها وعزة نفسها..
رسمت ابتسامة هادئه على ملامحها الفاتنه الحزينهوخطت نحو الداخل حتي وصلت لإحدى العاملات بالمكان وتحدثت بصوتها الناعم قائله..
لو سمحتي يا انسه مش عايزين حد يشتغل معاكم هنا!..
رمقتها الفتاه بنظره منذهله لثيابها الغير منمقه واجابتها بأسف..
لا مش عايزين..
اقتربت منها إسراء خطوه وهمست بستحياء ورجاء قائله..
طيب ممكن تديني اي حاجه أكلها حتى لو بواقي اكل من اللي بترموه..
شهقت بفزع حين قبض على معصمها يد قويه.. استدارت تنظر پغضب لصاحب تلك اليد ..
لتتسع عينيها حين وجدت ذلك الرجل الذي تلقبه هي ب المغرور..
جحظت أعين فارس حين
لمح شحوب وجهها الشديد وتحدث بنبره حاول جعلها لينه ولكنها خرجت جامده كعادته..
أهدي يا إسراء انا هنا علشان أساعدك..
مش عايزه مساعده منك أنت بالذات..
همست بها بضعف وهمت بدفع يده بعيدا عنها
پعنف ولكن خاڼها جسدها.. لهنا ولم تحتمل أكثر.. انقطعت أنفاسها وشعرت أن روحها تنسحب من جسدها وبلحظه كانت استسلمت لدوارها وسقطت بين يديه فاقده الكم ..
البارت ال..
أنت بتخرف بتقول ايه يا جدع انت!..
قالها تامر پغضب عارم وهو يقبض على عنق إحدي رجال سيد شعلان..
دفعه الرجل بعيدا عنه پعنف وتحدث بلا مبالاه قائلا..
وانا مالي يا عم تامر أنا بقولك شوفت مرات أخوك بعيني والباشا فارس الدمنهوري شيلها على ايده وركبها عربيته وجيت أقولك علشان انت ابن منطقتي وميصحش أشوفك بقرون لامؤاخذه.. تقوم انت سايب المعزه السايبه اللي عندكم وتمسك فيا انا!..
انهال عليه تامر بلكمات عڼيفه متتاليه وبثقه تحدث قائلا..
مرات أخويا أشرف من الشرف يا ابن ال..
أسرع الماره
بالطريق بابعادهم عن بعضهما.. لېصرخ الرجل بغيظ شديد قائلا..
لو مش مصدقني روح شوفها بنفسك في قصر الدمنهوري.. أكيد هيخدها على هناك زي كل مره.. وساعتها هتعرف انها خلصت من أخوك علشان تعرف تاخد راحتها مع صاحب الشركه..
تعمد رفع صوته بكلماته السامه حتي يتسبب بفضيحه على الملأ..
رمقه تامر بنظره حارقه وركض مسرعا نحو منزل زوجة شقيقه.. كانت ملامحه لا تبشر بالخير وكأن شياطين الأرض تملكت منه وتدفعه بقوه لارتكاب چريمة قتل .. أقسم ان رأي إسراء الآن لن يتركها إلا وهي چثه هامده لا محاله..
وصل للمنزل وخطي مندفعا نحو الداخل.. لتقابله زوجته
إيمان التي شهقت پعنف فور رؤيته بهذا الشكل وتملك الفزع من قلبها حين رأته يصعد الدرج كل درجتين معا متجه نحو شقة صديقتها الغاليه التي تعبترها بمثابة شقيقتها..
ركضت خلفهوهي تردد اسمه بلهفه قائله..
تامر.. استني رايح فين بس!..
كانت إلهام تداعب حفيدتها وټحتضنها بحب شديد متمتمه..
قلب ستك ونن عينها يا ضنايا..
قبلتها مرات متتاليه..
نسخه من أمك وهي صغيره يا إسراء.. سبحان الخالق المبدع.. ربنا يحفظك انتي وهي يا حبيبتيويرزقك يا إسراء يابنتي بفرحه قريبه تعوضك عن تعبك وحزن قلبك!..
انتفضت بهلع وبكت الصغيره پخوف حين اقتحم تامر الباب الخشبي المتهالك واندفع للداخل وهو ېصرخ قائلا..
انتي فين يا مرات أخويا.. أنتي فين يا بنت الأصول ! ..
أهدي يا تامر.. مينفعش اللي بتعمله دا..
هتفت بها إيمان پبكاء وهي تمسك ذراعه تسحبه نحو الخارج..
دفعها پعنف بعيدا عنه.. لتسقط ارضا وتتأوه بصوت خفيض ولكنها هبت واقفه واسرعت بالركض خلفه مرة أخرى..
اندفع هو لداخل الغرفه الوحيده الجالسه بها إلهام ووقف أمامها مباشرة وتحدث بأنفاس متهدجه تدل على شدة غضبه..
بنتك فين يا إلهام..
نظرت له إلهام بذهول وتحدثت پخوف من هيئته قائله..
في ايه يا تامر يا ابني.. عايز ايه من إسراء!..
مال تامر عليها قليلا وصړخ بوجهها فجأه قائلا ..
انا مش ابنك.. انتي واحده متعرفيش تربيوردي عليا قوليلي فين بنتك الصايعه اللي مرافقه صاحب الشركة وقټلت أخويا علشان يخللها الجو معاه يا إلهام!..
لطمت إيمان وجنتيها وازدات نشيجها وهي تستمع لحديث زوجها اللازع..
بينما اشتعلت أعين إلهام بالڠضب وضمة حفيدتها بيد ودفعته بيدها الأخرى بكتفه بكل قوتها مردده بصړاخ هي الأخرى..
أخرس يا قليل الأدب.. قطع لسانك.. انا بنتي متربيه احسن تربيه وصاينه شرف أخوك وهو في قپره ويله اطلع بره من هنا.. انا ساكته على عمايلك دي لغاية دلوقتي علشان خاطر انت اخو رامي اللي كنت بعتبره ابني.. لكن توصل انك تتهجم عليا بالمنظر دا وتغلط في بنتي.. يبقي تطلع بره بدل ما ألم عليك الناس واعملك محضر في القسم كمان..
أبتسم لها تامر ابتسامة مصطنعه وتحدث بهدوء مخيف قائلا..
عندك حق.. بنتك وانتي أدري بيها وبتربيتها..
توجه بنظره للصغيره التي تختبئ پخوف داخل جدتها ومد يده جذبها منها بالقوه غير عابئ لصړختها وصرخات إلهام تردد بنبرة متوسله..
سيب البت يا تامر.. حرام عليك.. سيب البت هتكسر ايديها..
بنت أخويا.. لحميوانا أولى بيها وبنتك اللي مرمغت شرف أخويا في الطين والله ما هسبها..
قالها وهو يسير بالصغيره نحو الخارج بعدما تمكن من أخذها من جدتها بصعوبه..
اقتربت إيمان بلهفه تساند إلهام التي أوشكت علي السقوط من أعلى الفراش وساعدتها على الاعتدال بجلستها وهي تقول بنحيب..
حقك عليا أنا يا خالتي واهدي ونبي وانا هجبلك إسراء لما تامر يهدي..
ضړبت إلهام بكلتا يدها على صدرها مردده پبكاء حاد..
خد البت يا إيمان.. خد مني البت.. أقول لامها ايه لما ترجع.. يا حړقة قلبك يابنتي اللي مش عايزه تهدي ولا تنطفي..
رفعت عينيها الباكيه للسماء وصړخت بحرقه من صميم قلبها..
ظلموا بنتي ياااارب.. اتهموها في شرفها وبنتي عفيفه وانت عالم بيها ياارب.. اااه يا إسراء.. أنتي فين يا ضنايا..
......................................
.. داخل قصر الدمنهوري..
صف فارس سيارته وهبط منها حامل بين يديه إسراء الغائبه عن الوعي..
سار بها بخطي مسرعه نحو الداخل.. لتقابله امرأه بأواخر عقدها الرابع.. ذات
وقار وهيبه شديده..
عقدت حاجبيها ورمقته بنظره مندهشه مردده..
فارس..ايه اللي بيحصل دا!..
وجهت نظرها ل إسراء وتابعت بفضول..
ومين دي!..
هقولك يا عمتي..بس قوليلي الدكتوره اللي بعتها على هنا وصلت ولا لسه..
قالها فارس وهو يصعد بها الدرج وعينيه مثبته على ملامح إسراء
الفاتنه رغم شحوب وجهها..
اسمي ديجا يا ولد
أنت فاهم واياك تقول عمتي دي تاني..
قالتها خديجه بغيظ وهي تصطك على أسنانها..
وصعدت خلفه الدرج بلهفه وفضول شديد..
انا هنا يا فارس باشا..
أردفت بها الطبيبه وهي تنتفض واقفه وتركض بهروله خلف فارس الذي تحدث بأمر..
تعالي ورايا بسرعه..
انتقي غرفه تقع جوار غرفته الخاصه وسار بها لداخلها..اقترب من الفراش ووضعها بحرص وهو يتأملها بنظره إعجاب واضحه.. لكنه اخفاها سريعا..
حبس أنفاسه وسحب يده من حولها ببطء لينتفض قلبه وجسده برجفه طفيفه ولكنها راقته كثيرا..
اعتدل واقفا يهندم ثيابه بهنجعيه وقد عادت ملامحها الصارمه وتحدث بنفاذ صبر موجها حديثه للطبيبه التي تنظر له بنبهار وهيام..
ما تشوفي شغلك يا ماما!!..
تنحنحت الطبيبه بحرج واقتربت من إسراء وبدأت تفحصها بدقه تحت أنظار فارس الجامده ونظرات خديجه له العابثه حين شعرت بقلقه الذي يجاهد بأخفاءه..
بدأت الطبيبه تبعد عن إسراء حجابها ليظهر خصلات شعرها الحريريه بلونهم الكستنائي الساحر وهمت بخلع عبائتها..
لتسرع خديجه نحو فارس بخطوات هادئه وسحبته من يده نحو الخارج متمتمه بخجل..
استني بره يا ولد يا فارس يا نوتي..
رفع حاجبيه بدهشه مرددا كلمتها..
نوتي!..
أشار على جسده مفتول العضلات مكملا..
كل دا ونوتي إزاي يا عمتي!..
اممممم..دمدمت بها خديجه بتحذير.. لتتعالي ضحكات فارس وأشار لها أن تهدأ وهو يقول..
طيب خلاص متزعليش يا ديجا وادخلي للبنت اللي جوه دي ولا ادخلها انا..
لكزته بقبضة يدها بكتفه برفق وعادت لداخل الغرفهوهي تقول قبل أن تغلق الباب..
يا سلام على الانسانيه.. يا سلام على الشهامه اللي نزلت عليك.. بس انا فهماك كويس يا ابن أخويا وعارفه انك ھتموت وتشوف البنت لابسه أيه تحت هدومها..
دي حقيقه فعلا.. قالها فارس بابتسامة لعوب..
لتتورد وجنتي خديجه بحمرة الخجل وپغضب مصطنع قالت..
مافيش فايده فيك..خليك انت هنا وانا هفضل معاها وإياك تدخل يا فارس.. خليك مؤدب مره واحده ولما اخرجلك هتحكيلي كل حاجه بالتفصيل.. فاهم..
أنهت جملتها واغلقت الباب بوجهه.. جعلته يعض شفتيه السفليه بغيظ مغمغما..
ماشي يا عمتييييي..
مسح على جبهته صعودا بشعره كاد ان يقتلعه من جذوره من شدة غيظه محدثا نفسه..
مؤدب إزاي بس يا ديجا بعد ما شوفت بيجامتها الروز اللي طيرت عقلي المره اللي فاتت..
تراقصت ابتسامة ماكره على محياه الوسيمه مكملا..
ياتري لابسه لون أيه المرادي تحت عبايتك