القديمه تحلي لنرمين محمود
من العساكر حتي يأخذ ذلك المصاپ وچثة الآخر
سيادة الرائد حضرتك معايا بقولك المدام حالتها اتحسنت وتقدر تشوفها
كان ذلك صوت الطبيب الذي يتابع حالتها
أيوة معاك انا مش عاوز ادخلها حضرتك ادخل وسيب الباب موارب انا هشوفها من هنا
اومأ الطبيب برأسه دون مجادله فهو يعلم أن هناك شيئا بينهما عندما دلف إليها بذلك اليوم يأخذ منها الهاتف سألها عن هوية من اتصلت به وظلت معه لنصف ساعة كامله فأخبرته بسعاده وحماس انها تحدثت الي شقيقتيها ولم تأت بسيرة زوجها مطلقا
ايه ده مين اللي ربطك كده
اخفضت عينيها بخجل وهتفت
اصلي اټجننت شوية كده ف اضطروا يربطوني واخدت العلاج وبقيت كويسة ينفع تفكني
ابتسم باران وامتدت يده الي وثاق يديها هاتفا
طبعا انت عارفة مبحبش اقعد مع حالة وهي متكتفة كده عاملة ايه النهارده
باران بنفي
لا طبعا ده بفضل تعاونك انت ورغم الالم اللي كنت بتحسي بيه استمريت ومضعفتيش
هو انا هخرج من هنا امتي
ايه زهقتي مني ولا ايه
زهرة بحرج
لا لا طبعا مش قصدي بس انا بقالي شهرين متبهدلة ف المستشفيات وجيت هنا بقالي تلت اسابيع
باران بضحك
اهم مرحلة ف علاج الادمان هي تصرفك لما تخرجي من المستشفي لأنك بتباني برة بيبقي قدامك الطريق ده وده وعلي حسب اختيارك
كان يتابع حديثها مع الطبيب وفرحتها بتحسنها بۏجع والم يكاد يشطره الي نصفين من شدته يريد أن يدلف إليها ويبرح ذلك الطبيب ضړبا يغار منه لأنه كان السبب في ابتسامتها التي عجز هو عن فعلها
تجمد مكانه عندما اعطاها الطبيب الهاتف حتي تتحدث الي من تريد اعتقد انها ستهاتفه اولا لكن خاب ظنه وعاد ذلك الالم يعصف به بقوة اشد وهو يستمع إليها وهي تتحدث الي شقيقتها الكبرى
الجزء الثالث
رواية شيقة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثالث
من الفصل الثالث عشر الى الثامن عشر
الفصل الثالث عشر
لم يستطع تجاهل خفقات قلبه اكثر من ذلك يريد أن يراها يضمها الي صدره حتي لو رغما عنها يومه ناقص بدونها مهما حاول الانشغال بالعمل ابتعد عنها فقط اسبوعان كان يحدثها بالهاتف يوميا لكن رؤيتها شيئا اخر يريد ليله من لياليهم معا يطفئ بها ڼار شوقه إليها وولعه بها رغم علمه انها لن تتجاوب معه يستشعر نفورها منه يري تعبيرات وجهها الحزينة وهي بين يديه التقط هاتفه حتي يتصل بها
كان ذلك صوتها نبرتها الناعمه تلك اشتاق لها كثيرا يفتقد كل شئ بها لكنه لن يتحمل خيبة أخري وخذلان
اخر
عاملة ايه يا تمارا والعيال عاملين ايه
ردت هي بجفاء
الحمد لله كويسين
وصمتت طمأنته علي حالهم وصمتت
تمارا انا عاوز اشوفك عاوز اشوف مراتي
قالها بهمس ونبرة ضعيفة مکسورة لم يستطع السيطرة عليها
تجاهلت تلك النبرة التي زعزعت كيانها بالكامل وهتفت بجمود قاس
مراتك معاك يا عابد زينب معاك انا ام ولادك سلام
وأغلقت الهاتف وبكت لم تنكر احساسها بالنقص بدونه لم تكرهه يوما لكنها لم تستطع تقبله كزوج تحسست تلك الحلقة حول اصبعها وشردت في ليلة زفافها كانت بكاء وعويل حتي يبتعد عنها
تجهمت ملامح وجهه بضيق وحنق قائلا بصوت حاول إخراجه هادئا
طب انا عملت ايه دلوقتي بطلي عياط انا معملتش حاجة
لم ترد عليه وتابعت بكائها فزمجر هو پغضب
بطلي زفت وقوليلي فيه ايه
توقفت عن البكاء خوفا منه وعدلت من وضع الشرشف حول جسدها
انا خاېفة
تبدلت ملامح وجهه الي اللين وحاوط كتفيها بذراعه
مټخافيش انا معملتش حاجة وانت عمالة ټعيطي اهدي طيب
بعد قليل توقفت عن البكاء وهدأت قليلا اما هو فتراجع عما اراده وانشغل بتهدأتها حتي نامت سحب يده برفق ودثرها
بالفراش وخرج من الغرفة حتي يجلب ماء
بعد أن اطمأنت الي خروجه فتحت عينيها وعاودت البكاء وهي تقول بصوت مسموع قليلا
ربنا يسامحك يا بابا ربنا يسامحك
توقف مكانه پصدمة لم يكن من الصعب عليه أن يفهم معني كلماتها تمارا تزوجته رغما عنها أو بالاحري بضغط من ابيها
وعلي مدار الأيام التاليه كان يتعامل معها بجفاء الي أن مر اسبوع علي زواجهم
اقترب منها حتي يتخلص من ذلك الشك الذي عصف برأسه فعاودت البكاء والتشنج من مجرد لمسه لها هنا لم يستطع التحلي بالصبر وهتف پغضب
بقولك ايه خاېفة ومش خاېفة ده مش عندي ده هيحصل هيحصل ف اهدي كده وارخي نفسك مش ھتموتي
بذلك الاسبوع كانت نظرتها له بدأت بالفعل أن تتغير لكن بما يريد فعله الان وبما قاله تجسدت أمامها شخصية والدها الصارمة تلقائيا وجدت نفسها تتوقف عن البكاء والحركة وتركته يفعل ما يريد أدركت بما لا يقبل الشك انها وقعت بنسخة ناصر النوساني وأنها أصبحت زوجته شاءت ام ابت
لذلك وجدت أن تتعامل معه كما تتعامل مع والدها لم تستطع أن تكون سعيده بحملها بطفلها الاول اتخذته كإجراء روتيني تزوجت ومن المؤكد أن تنجب اطفال
وكالعادة أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله التقطت الهاتف وفتحت الرسالة هذه المرة لم تكن مديح بها أو غزل
الساعة ١٠ ونص بحبك
قطبت حاجبيها باستغراب ولم تفهم قلبت شفتيها بجهل وتركت الهاتف واخذت طفليها حتي تذهب الي موعد تدريبها وتري زمزم فقد اخبرتها بالامس بوجود ناصر النوساني بالمنزل
ارتدت زمزم ملابسها تحت أنظار سيلين التي لم تتوقف عن الحديث عن عمها وترجوها أن تتحدث إليه لكن زمزم لم تستمع لها
يا زمزم حرام عمو تعبان والله طب كلميه حتي لو بالكدب
تأفأفت بنفاذ صبر وهتفت بصوت حاد قليلا
قولتلك لا يا سيلين لا انا ابويا ماټ اللي تحت ده ضيف ف البيت متكلمنيش عنه تاني لو سمحت
آثرت سيلين تغيير الموضوع حتي لا تعاند اكثر وهتفت
مش قولتيلي أن ياسر لسه مرجعش راحة فين كده
امم لسه مرجعش انا راحة النادي هقابل تمارا هناك ما تيجي معايا
هنزل معاكي بس مش هروح النادي خارجة مع صحابي
غمزتها زمزم بخبث وابتسامه
طب تصدقي بقي انك ساڤلة
وقذفتها بالوسادة
نزلا الي الاسفل فقابلهم وقاص وهو يصوب نظراته نحو زمزم بحدة
رايحة فين انت ومراتي يا سيلين
تعمده الضغط علي كلمة مراتيأثارت غريزتها بالضحك بقوة حتي أثارت غضبه
انا مقولتش حاجة تضحك واحسنلك تقولي راحة فين
توقفت عن الضحك حتي لا تثير المشاكل فقد ساورها القلق عندما استمعت الي صوت شقيقتها عبر الهاتف كما أنها اتفقت معها علي زيارة زهرة بالمشفي اليوم
راحة النادي هشوف اختي هناك عندك مانع
وقاص بغموض وصوت هادئ
لا معنديش مانع روحي
تعجب من هدوءه المفاجئ ذاك ولكن الان تهمها شقيقتها اكثر لذلك تركته وخرجت
بالنادي تركت تمارا طفليها بالمكان المخصص للأطفال وأمرت احد الحراس بمتابعتهم وحمايتهم وذهبت حتي تجلس علي طاولتها منتظرة زمزم رغما حولت بصرها بأنحاء المكان تبحث عنه ولكنها لم تجده رأت زمزم قادمة إليها فابتسمت بحنين تري والدتها بزمزم زمزم هي الوحيدة بينهم التي أخذت شعر والدتها البرتقالي وعيونها الزرقاء
عندما اقتربت منها زمزم اسرعت تمارا باحتضانها بقوة وبادلتها زمزم العناق
زمزم بضحك
خلاص كفاية بقي خلينا نقعد
ابتعد عنها تمارا وجلست على المقعد
ناصر بيه
عندك ف البيت ازاي بقي وازاي رجع اصلا
تنهدت زمزم ثم هتفت
ناصر بيه عندي بقاله اسبوعين تقريبا
تمارا باستغراب
اسبوعين وازاي متقوليش انت لسه قايلالي امبارح بس
ضحكت زمزم بسخرية قائلة
أصله جه واټخانق معايا ومع وقاص ومع عمك
ليه ده كله مش معقوله ندم يعني
حب يعمل اب ويتقن الدور اټخانق مع وقاص عشان اتجوز عليا واټخانق مع عمك عشان ممنعوش واټخانق معايا عشان رضيت ومحاولتش أوصله سيلين بتقولي أنه تعبان وعاوزاني أكلمه شايفة أنه ابويا ومينفعش اقاطعه عارفة با عارفة ناصر بيه راجع ليه راجع عشان هيطلع ع المعاش السنة الجاية كان جاي هنا يقعد ف وسطنا شاف أنه كفايا بقي حاجة وتلاتين سنة غربة واحنا صغيرين مع ماما بترعانا وبعدها احنا كبرنا
وهو كان صارم معانا واتربينا من غيره بس وحلف ع وقاص أنه يطلقني ووقاص مرضيش وادينا قاعدين اهو
انتهت زمزم من حديثها وانخرطا في نوبة ضحك هستيرية حتي ادمعت عيناهم تحولت ضحكات تمارا إلي بكاء ناعم
امال لو عرف أن عابد اتجوز عليا انا كمان بعد
تلت سنين بس جواز!!!
ولو عرف اني بفضله وبفضل قراراته بقيت خاېنة بخون اللي اتحسب عليا جوزي بواحد تاني لو عرف أنه سابني بعد جوازنا بشهر وسافر برة بحجة الشغل ورجعلي متجوز لو عرف اني لسه بنت لحد دلوقتي انا ادمرت ادمرت يا تمارا بقيت حاسة أن ديه مش انا بقيت حاسة اني ژبالة ژبالة ومش هنضف
وبكت هي الأخري علي حالها امتدت يد تمارا إلي يد اختها وربتت عليها برفق
يا حبيبتي اهدي انت ولا ژبالة ولا خاېنة ابوكي السبب ف اللي انت فيه بقولك ايه قومي نروح لزهرة يلا
اومأت برأسها وسارت معها نحو سيارتها حتي يذهبا الي المشفي
كعادته طوال الاسبوعين الماضيين يذهب إليها المشفي ويظل يراقبها من فتحة الباب كما يأمر الطبيب كان يريدها أن تسأل عنه أو حتي تذكر اسمه ولو بالخطأ لكنها لم تفعل نزعته من حياتها ولم تهتم به فقط تتواصل مع شقيقتيها حتي انها لم تفكر في الاتصال بوالدها احتل الالم ملامحه عندما استمع الي حديثها مع الطبيب ازدادت ضربات قلبه حتي أوشكت أن ټحطم عظام صدره
دهش باران من إجابتها علي سؤاله فطلب منها الاعاده
أيوة لما اخرج من هنا هدور علي شغل ومكان اعيش فيه
مش قولتيلي انك متجوزة وكمان عندك عيله واخوات وباباكي عايش
ابتسمت زهرة عندما ذكر باران شقيقتيها
اممم عندي فعلا بس انا همشي من هنا وهروح اقعد مع اخواتي هما كمان عاوزين يقعدوا لوحدهم
عاود باران سؤالها مرة أخري كان يشك بها من البداية وباحتياجها لطبيب نفسي
جوزك جوزك فين يا زهرة
تبدلت ملامح وجهها للانزعاج وهتفت بضيق
أيوة بس انا مبحبوش ومش عاوزاه ويوم م اخرج من هنا مش هروح معاه هو السبب في اللي انا فيه اصلا
الي هنا ولم يستطع المتابعة فالټفت حتي يغادر مدمع العينين علي حالتها وما وصلت إليه صحيح أن هذا السم يخرج من جسدها لكن حالتها النفسية تنحدر اكثر رأي شقيقتيها يدخلا الي الطابق الموجوده به غرفتها ابتسم پألم وخرج من المشفي بأكملها
بالغرفة مدت زهرة يدها الي باران قائلة
هو فين التليفون انا عاوزاه
اعطاها الطبيب الهاتف وجلس ينظر إليها ثم نهض من