السبت 23 نوفمبر 2024

رواية غمزة الفهد بقلم ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 13 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


ذقنها ومد يده يكفكف بقايا الدموع العالقه بأهدابها قائلا بحب 
ربنا يخليك ليا ياهنايا يلا بينا نخرج للجماعه طولنا عليهم 
ابتسمت له أومات له خطت تتبطأطأ زراعيه ليستوقها بغتتا قائلا 
أنا هبات عندك النهارده 
اندهشت لحديثه وزوت بين عينيها باستفهام 
أزاى بس وهي دي ليله مكيده 
بسعاده التمع صحن عينيه من جديد وضحك بصخب معقبا 

ركزي ياهنايا أنا قولتلها مشوفش وشك أسبوع كامل يعني أغرق في هنايا أنا أسبوع 
دغدغها بشقاوه غامزها بطرف عينيه 
ولا أنتي مش عاوزه 
ارتمت بأحضانه هاتفه بغبطه 
ربنا يخليك ليه الا عاوزه طبعا عاوزه ده أنا بتمنى تكون لياليك ليه لوحدى 
تابعت تضحك بعبث 
بس مكيده هتولع في البيت حريقه 
أشار على خافقه قائلا بۏلع 
الحريقه هنا من يوم ما شافك يا هنايا وهى مش بتنطفى 
دنى لأذنيها قائلا بمكر 
أنا بقول أيه أمشي من وشي بدل ما أطلع بيكي ومحدش هيشوفك عشان اعرف اطفى الحريقه اللى قدتيها فى جتتى 
عقبت لا وعلى أيه الطيب أحسن
ليتعالى رنين ضحكاتها عندما شاهدته يلوح بيده كالمروحه يهوى على وجهه بمزاح لتتركه مهروله للمطبخ فقربه مهلك للأعصاب 
خرجت هنيه لتقابل عينيها الحجه راضيه لتبادلها النظرات بخجل رتبت على كتفها بسعاده 
بتضحكي تبقى صالحتيه صح ربنا يكملك بعقلك يا جلب قلب أمك 
زينه بشقاوه شاكستهما 
كده يا تيته هى قلبك طيب وإحنا أيه بقى 
بغلها المعتاد هتفت مكيده
هو أحنا مش هنبطل دلع البنات ده هما وأمهم 
لتفسد على هنيه فرحتها بسم كلامها 
بقولك ياهنيه أوعى تنسى نفسك مهما خلفتي هتفضلي برضوا حته البت اللي كانت شغاله بالأجره في الأرض اللى بتزرعها يعنى من الآخر بتتحسب من الخدم 
استشاطت فجر من تجريحها لوالدتها قاطعتها پحده 
بقولك أيه يا مرات أبويا أنا مستحيل أسمحلك تتكلمي مع أمي بالطريقه دي وتعلى صوتك عليها وتهنيها بالشكل ده 
تدخلت زينهواشتبكت معهم تزيد من وطاة الحديث 
وبعدين كفايه أن بابا عاملها ست البيت ده ما بيقدرش يعيش بعيد عنها يوم وهو ده اللي تعبك وقهرك منها 
ضړب مجلسهم هبوب مفاجئ لعاصفه زادت من توتر الأجواء من مخلفات مناخ سئ للتربيه للأسف دنست الباقى من أصله الطيب
خطى ريان يدك الأرض ليجذبها من شعرها يشده پقسوه منافى لمشاعره معها منذ وقت قريب صاح پغضب 
أنتى بتقولي أيه ياحيوانه أزاى أصلا تتكلمي مع أمي بالشكل ده 
أنهى كلامه بصفعه خشنه على وجنتها 
هرولت فجر لأختها تنجدها من براثنه هاتفه بصړاخ 
حرام عليك عملتلك أيه 
سيب زينه منك لله 
اتخذت وضع السكون تناظرهم فقط دمعاتها هى السبيل للتعبير عن آلامها وفداحة حزنها شلت أقدامها ترى تعنيف ابنتها بقلب مفطور ولا تقوى على التفوه تركت الحديث للجده احتراما لمجلسها 
استقامت الحجه راضيه بفزع تتحامل على قدميها لتخطو تجذب زينه من يده هاتفه بحنق 
أنت اټجننت ياولد بټضرب خيتك أختك وأنا واجفه واقفه سيب خيتك ياجليل الربايه 
تدخلت مكيده تزيد من اشتعال الأجواء هاتفه
تستاهل عشان محدش يطول لسانه تاني أبدا عليا دي بنت جليلة الأدب وكان لازم يربيها 
حدقتها الحجه راضيه پغضب وأخدت زينه تجلسها بأحضانها تملس على صڤعة وجنتها بحنو وحولت نظراتها لريان هاتفه باستهجان 
جطع قطع يدك لما تتمد على خيتك اختك وأبوها عايش 
باستحكار طالعت مكيده تكيل لها 
وبعدين مين دى اللي جليله قليلة الأدب أنتى اللي جليله الأدب والحيا والربايه 
استرسلت تلوم نفسها على سوء اختيارها 
أنا إللى غلطانه عشان سمحت لوحده زيك تدخلي بيتي كنت مفكره أنك هتبقى بنت أصول بس للأسف فرقتي بين الأخوات وكل تصرفاتك مبتجيبش غير الخړاب على البيت لا ومن فجرك لسه بتوجعي بتوقعى بين الأخوات وكمان عينى عينك جدامي قدامى 
جزت على نواجزها تحذرها 
لازم تعرفي مين الحجه راضيه أنتي شفتي خيرى لكن شړي لسه مشفتهوش واحذرى من قلبتى عليكى هجيب جديمك قديمك وجديدك وهطوى أيامك وليالكى وكأنك ما عشتى تحت سجف سقف بيتى يوم 
على هيئتها استدارت ل هنيه 
وأنتي خذي بتك واطلعي طيبي خاطرها 
تنفست بصعوبه وتحمحمت تجلى حنجرتها ابتلعت غصتها واستأذنت من الجده هاتفه 
بعد أذنك ياماما الحجه كلمتين عايزة أقولهم لريان عشان يعرف أن طال سكوتى ميفتكرش أن ده ضعف منى 
أومأت لها الحجهراضيه بالقبول
أشارت على ريان هاتفه بامتعاض 
أنا هقولك كلمتين تحطهم حلقه فى ودانك إياك أيدك تتمد علي بناتي أنا كنت بسكت وأعدى عشان أنت أخوهم لكن طول عمرك بتظلمهم طول عمرك معاهم متقلب المزاج طول عمرك كلمه توديك وكلمه تجيبك وأنا أسامح وأقول عشان خاطر سعد بس لحد كده وكفايه مش هقبل بده يتكرر تانى 
بهياج صارخ قاطعتها فجر 
أنا هقول لفهد على كل اللي كنت بتعمله فينا وهو مش موجود وأبقى وريني هتعمل كده تاني أزاى أنا اللي غلطانه أنى فكرتك هترجع أخونا زي زمان 
احتد عليها ريان قائلا 
شكلك عاوزه تتربى أنتي كمان وتاخذي قلمين زيها عشان تعرفي أزاى تكلمي أخوكي الكبير 
اغتاظت هنيه من رده وصړخت به 
بس بقى بطل عصبيتك الغبيه دى 
استطردت باستهجان 
بقولك أيه أنا عمري ما قولتلك أنت ليه بټضرب بناتي اللي هم أخواتك من لحمك ودمك رغم أنهم متربين وأنت عارف ومتأكد من أخلاقهم كنت بسكت عشان أنت أخوهم الكبير بس أكثر من كده خلاص إياك أيدك تتمد على بنت منهم 
استدارت
تعاتب فجر بحنق 
وأنتى أياكي اسمعك تقولي لأخوك فهد على اللي حصل أو صوتك يعلا علي أخوكي ريان تاني مهما يعمل متنسيش أنه أخوكي لو قطع من جسمك صوتك ميعلاش عليه كفايه الشيطانة اللي دخلت بينكم الحكايه مش ناقصه 
ويالاخدى أختك و اطلعي فوق 
هتف ريان باستحقار يقلل من شأن هنيه 
هو أنتى هتنسى نفسك يا مرات أبويا هو أنتى فاكره علشان سكت على الكلام اللي قلتيه أبقى خۏفت تبقى غلطانه الأيام الجايه هتبقى سواد على الكل وأنتى بالأخص أشار عليها بدونيه مكملا 
بس ياريت تستحملي اللي هيحصل يامرات أبويا قال الأخيره بتهكم 
حديثه لاذع ألقاه بفظاظه على مسامعهم كلمات أضرمت الڼار بالنفوس ليتركهم ويغادر يسبهم بوعيد حارق 
زفرت الحجه راضيه بقلة حيله 
ربنا يهديك يا ابني ويبعد عنك شياطين الأنس والجن 
لترسل لمكيده نظرات لو أطلقتها لحرقتها 
بينما مخالب الشړ بادلتها النظرات بامتعاض والڠضب بداخلها يشتعل كمراجل الڼار من تهكمهم معها تركتهم صاعده منصبة التفكير فى طريقه لإفساد فرحتهم بحفيدهم 
يتبع 
غمزة الفهد حب بالمصادفه
ياسمين الهجرسي
البارت الخامس
غمزة الفهد حب بالمصادفه
ياسمين الهجرسي
سبحان الله وبحمدهسبحان الله العظيم 
يرحل البشر وتتحلل الأجساد لكن تبقى السيرة الحسنة والذكر الطيب 
عبدالجواد الراوى يجلس على رأس مجلسه بهيبه ووقار فدوما مجلسه محط الأنظار 
وها هو

الحفيد يجلس بعزة وفخر فى كنف جده وأبيه يستقبل المتوافدين على الإحتفال الأهل والأصدقاء القريب والغريب الكل بلا استثاء لا يجرؤ أحد على تضييع فرصة شرف حضور مجلس يقيمه الراوى الكبير فما اذا كان هذا الاحتفال يقام على شرف حفيده ولسيط العائله وقوتها وسمعتها الحسنه وأصلها العريق كان على رأس الحضور المحافظ ولفيف من نواب المجالس وعمد البلاد المجاورة يقدمون التهانى والمباركات 
مرء الوقت فى تبادل الأحاديث عن الصحه والأحوال والسؤال عن خططه لمشاريعه القادمه التى كالعاده تخدم البلده ومع البهجه التى تعم الأجواء داهمهم أحد الحضور اذا كان الحفيد فى نيته الاستقرار لتتعالى الضحكات ليقول هو لما الاستعجال أمر الله ليس بأت بعد لينتهى الحفل بمغادرة المدعوين 
بقوى منهكه استقاموا يترجلوا للداخليستريحوا بعد عناء يوم طويل وشاق 
وبعيدا عن قاعه الجلوس العائليه دلف الرجال للصالون للاستراحة بعيد عن الازعاج اتخذ كلا منهم متكئ يجلس عليه يحتسوا القهوه التى أمر سعد بعملها لم يمرء الكثير لېصفع الباب بدون استئذان 
بغرور وتكبر جلس منزلق الظهر على مخدع المقعد يحدقهم بامتعاض يضع ساق
على ساق بدهشه رمقه فهد هاتفا باستفهام 
أنت بتشرب سجاير من أمتي 
بعصبيه أجابه ريان 
وأنت مالك ما أنت كمان بتشرب سجاير والله أعلم أيه كمان 
استقام فهد باستهجان مردفا بعصبيه 
أنت مالك ليه بقيت كده عصبي وجاف ومتقلب ليه اتغيرت كده حتي لو أنا بشرب سجاير بس عمرى ما شربت قدام جدك وابوك ولا حطيت رجلي في وشهم زيك ومالها ريحة بوقك وحشه كده ليه شكلها مش على قد السجاير العاديه وبس انت اټجننت أكيد وصلت للانحدار ده أمتى 
عند النساء فى الخارج استمعوا صوت صياحهم قفزت القلوب هلعا على الأخوات والخۏف مما هو آت لم تتمالك نفسها ولم تهتم لأمر حديث أمها كل ما يشغلها الرد على إهانته لها وانطلقت تدفع الباب تهرول بالدخول 
صدحت فجر تقطع مجلسهم بالا استئذان لتصيح بانفعال 
جحظت الأعين لما تفوهت به فجر أين هم مما يحدث تحت سقفهم غص قلب الجد والأب 
قطع صدمتهم استهجان فهد قائلا 
من أمتى بنضرب أخوتنا البنات أنت اټجننت وشكلي هربيك من جديد 
بسخريه تطلع له ريان وبنبرة جافه قال 
أنت هتعيش دور الكبير ولا أيه فوق لنفسك مش عشان أبوك وجدك واقفين في ضهرك هتعمل عليا كبير 
لوهله حق نفسه وفى ذاتها تلبسه شيطانه الذى وسوس له بسم الحيه التى تغويه دفعه بعدم أكتراث وغادر يسابق ظله 
استدار فهد يقلب كفيه بدهشه من تصرفات أخيه ليطالع فجر بحنق يلتمس لها العذر ولكن التأدب مطلوب أردف بحزم 
اطلعي علي فوق حالا والطريقه اللي كلمتي بيها أخوكي الكبير دى غلط وآخر مره تتكلمي كده تاني مهما يحصل مش ده الأسلوب اللى تتكلمي بيه 
خحلت فجر من نفسها هاتفه باعتذار 
حاضر وأنا آسفه ليك يابابا أنت وجدو وحضرتك ياأبيه بعد أذنكم
كتمت أنفاسها بصعوبه وهرولت تغادر والدمع يترقرق بعينيها لاحظ حزن محياها صاح عليها فهد فطأطات رأسها خطى نحوها يجذبها له طبع قبله أخويه على جبهتها وربت على رأسها بحنو جابرا لقلبها قائلا 
متزعليش منى بس اللى عملتيه عيب فى حق تربية ماما هنيه
رفع ذقنها يداعبها يفك عبوس وجهها 
ابتسمت بسعاده لمرضاة أخيها
لها وأومأت له بسرور وفرت تجرى كالفراشه فى الحقول 
هبط سعد على مقعده بإنهيار حاله كالجبل المتصدع من ضړب الزلازل لاستقراره الراسخ منذ سنين فلذة كبده لا يتهاون فى قذفه بكلمات وتصرفات مؤلمھ حدثه يخبره من فتره أن به شئ غير طبيعى وها قد صدق سجائر ملفوفه وما خفى كان أعظم 
حدث نفسه پألم 
يعلم الله أنى لم أقصر معه فى شئ ولم أفرق يوما بينه وبين أخيه ولكن هو دوما مستقطب لسماع أحاديث أمه الواهيه 
رسم الحزن على محياه خطى يجاوره فهد يهون عليه فعلة أخيه مسد على ساقه يطالعه بمسانده أن كل شئ سيمرء وسيعود لسابق عهده 
زفر نفسه يمنى حاله بالتغيير والإصلاح ورمقه برويه قائلا 
أنت اللي هتصلح حاله يا ابني أخوك اتغير بشكل رهيب ربنا يجازى اللى كان السبب 
استقام يستند بساعديه على ولده هاتفا بشحوب 
عن أذنكم تصبحوا علي خير بس مش قادر أقعد سامحوني 
عقب عليه الحاج عبدالجواد الراوى ملتمس له العذر قائلا 
ربنا يهونها عليك ياحبيبى ويصلح لك حاله اطلع ارتاح يا ابني 
حول نظره لحفيده قائلا 
وأنت كمان يافهد يابنى اطلع ارتاح زمانك تعبان
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 23 صفحات