السبت 23 نوفمبر 2024

رواية غمزة الفهد بقلم ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 14 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


من السفر من ساعة ما وصلت وانت مجعدتشمقعدتش بسبب الناس اللى جت تحمدك السلامه 
أومأ له فهد وخطى بجوار أبيه كلا صاعد لغرفته 
بخطوات متهدله منكسره يسير عابس الوجهه مر من أمامهم بصمت يثير القلق والريبه فى نفوسهم استأذنت منهم وهمت تهرول وراءه ترى ما خطب عبوس وجهه وانطفاء لمعة عينيه ولجت لغرفتهم لتجده متسطح بجلبابه الذى كان يرتديه غص قلبها لرؤيته مغمض العينين يلف صعدت لمخدعهم وچثت بركبتيها تجاوره رتبت على ساعديه بقلبها ليس بكفها هتفت بقلب عاشقه يختلج فؤادها خوفا على ملاذها 

مالك ياسعد بيك أيه كفى الله الشړ هو الصداع عاود من جديد طمني عليك ياحبيبى قلبى مش مستحمل يشوفك كده 
سعد أنت فيك أيه مش طبيعى قلبك بيدق بسرعه كده ليه أيه حصل واصلك للحاله دى وحياة هنيه عندك لتتكلم ھموت لو فضلت على سكوتك كده 
فك عقدة ساعديه وجذبها من يدها لتقع على صدره وبنبره مستكينه همس لها 
بعد الشړ عليكى خدينى فى حضنك وقلبى هيهدى أنتى دوا قلبى سامحينى ياهنايا مش قادر اتكلم 
ترقرق الدمع ليسيل على وجنتيها كتمت شهقاتها حتى لا تزيد عليه آلام روحه واستنتجت ما تسكنه أضلعها لتأخذ عنه كل آلامه مسحت على رأسه بحب وحنو وظلت تقرأ آيات الذكر الكريم حتى غفوا اثنتيهم ليعم السكون الغرفه إلا من انتظام أنفاسهم 
صعدت غرفتها تعوى بها كالك ولكن عذرا أيها الحيوان من تشبيهك بها فأنت من صفاتك الوفاء للخل والأحباب على عكسها بشريه بأنياب فهى بلغت من القسۏه ما لم يصل له حيوان 
أخذت الغرفه ذهابا وأيابا تصيح پغضب 
بجي جاعدين قاعدين ولا هممكم ولا حاسبينى فى لمتكم أن ما حرجت حړقت جلبك قلبك يافهد زى ما كسرت ابني جدام قدام الكل 
قبضت على هاتفها واتصلت علي أحد الرجال الخاضعين لسيطرتها والموكلين بتنفيذ طلبتها المشپوه أدارت الاتصال عدة مرات ولكن لم ياأتيها الرد 
هتفت بحنق 
انت مبتردش ليه يا مخفي يا رماح 
حاولت مره أخرى وبعد عدة رنات أتاها الرد 
معلش يا
ستهم أصل اللحمه اللي بعتها أبويا الحاج كبست علي قلبي 
ردت عليه باستهجان تلقى عليه أوامرها 
فوق كده واسمع إللى هجولكهقولك عليه عاوزه أسطبل الخيول يبجييبقى فحمه والحصان صخر عاوزه فهد جلبه يتجطع عليه من اللي أنت هتعمله فيه وعايزك تفوق كده وتصحصح مش تقولي اللحمه كبست علي نفسى بدل ما اطلع انا بروحك 
بتوجس وخيفه هتفرماح 
بس دي مجزفه كبيره قوي يا ستهم وكمان عاوز حصان فهد هنموته 
ردت عليه مكيده بشړ 
أطاعها رماح قائلا 
حاضر أمرك يا ستهم 
بس عاوزه التنفيذ مېته 
بغل هتفت مكيده مؤكده 
الليله يارماح عايزة الاسطبل رماد الليله انت سمعت نفذ 
لم تمهله الرد وأغلقت الخط بوجهه جلست على مخدعها وألقت بالهاتف على المنضده تهز رأسها باستمتاع من حبكة خطتها الشريره وحدثت نفسها 
لما نتفرج بجى يافهد هتعمل أيه لما تجتل حصانك بيدك الحصان اللي كنت بتنزل مخصوص بس عشان تشوفه واشتريته بملايين على نجاوةنقاوة عينك وجهرت جلبقلب ابنى وهو بيطلعلك ديما مميزينك عنه بس خلاص كفايه عليك كده عاد 
استقامت بزهو تنظر لنفسها بالمرآه بخيلاء تهاتف حالها بغرور 
طول عمرك مصېبه يامكيده أيوه كده اصبروا عليا وهتشوفوا مني كتير أما خلصت عليكم وأنا أخذ كل حاجه وأنتى الدور الجاي عليكى ياهنيه استلقى أول مسمار في نعش عيله الراوي اندج اندق الليله ولاحقى بجى على المصاېب 
فى نفس الأثناء صعد غرفته منهك فمنذ ان وطأت قدمه البلده ولم يمهله القدر لالتقاط أنفاسه كل الأحداث توالت بدون هواده زفر بتعب ما بها درجات السلم استطالت وزاد عددها مرهق للغايه يتخيل فراشه يود التسطح لاراحة عقله من التفكير فاليوم كان عكر فى بدايته وختامه دلف للغرفه فتح بابها لتصطدم قدمه بحقائبهفالخادمات غير مسموح لهم بدخول غرفة الشباب زفر بقلة حيله من تعليمات أمه بعدم السماح لأى أحد غيرها هى وأخوته البنات بلولوج لغرفته 
تنفس الصعداء وحدث الحقائب بنعاس 
تعالوا أوديكم لصحابكم عشان ارتاح من هم كركبتكم وصداع البنات بتاع الصبح عايزين هديتهم لما يصحوا ميقفوش على راسى ويصحونى وأنا مېت من التعب ماهصدق أنام 
استمال بجذعه وقبض على الحقائب واستقام يذهب لغرفهم لاعطائهم هداياهم 
أمام غرفة الفتيات وضع هديتهم امام الباب ودق دقتتين وغادر نظرا لتأخر الوقت 
للمخدع ليتثنى له أن يراها بعيدا عن كومة الملابس المنثورة عالفراش وبخطى ثقيله بارح المكان ذاهبا غرفته 
قصد غرفة حمامه يستحم يزيل من على عاتقه إرهاق اليوم وتعبه تحمحم وارتدى بنطال ترينج رياضى أسود اللون وخرج عارى الصدر يلف على عنقه منشفه نفس اللون وقف أمام المرآه يجفف خصلات شعره ويتعطر 
هبط بجزعه العارى على المخدع يجذب اللاب توب الخاص به لكى يتابع سير عمله بالخارج توسط الفراش بجسد منهك يبسط ساقيه يضع عليهما اللاب مكث قليل من الوقت ليشعر بتشنج عضلاته ليقوم بغلق الحاسوب ويتسطح على المخدع يحاول النوم 
أغمض جفونه باسترخاء ليلوح طيفها بمخيلته شق ثغره ابتسامه تعجب فصدفتها بمذاق وبعدين معاكي يا قزمه دى تالت مره أشوف طيفك في خيالي كل ما أغمض عينى اطلعي من دماغى عايز أنام بس أجيبه منين النوم وأنتى زى البسكوته وعاوزه تتكلي أكل بصراحه أنتى عجبتيني أوووووى 
أرهقه إنعكاسها كلما انضجع يمينا ويسارا ذهب النعاس من عينيه تنفس بنزق واعتدل يتسطح على ظهره وضع ساعديه أسفل رأسه واتكئ يسترجع صدفة لقائهم الغريب دهش من حاله كيف سمح لفتاه مثلها التفوه معه هكذا تبجحت كثيرا وبدلا من نهرها ظل مستمتع بعصبيتها 
صفع رأسه ضاحكا من حاله واستقام ينهض من الفراش ثم أخذ لفافة دخانه ودلف الشرفه يرتشفها ويستنشق بعض الهواء المنعش وقف يستند بجزعه على سور الشرفه يزفر أنفاس السېجار والأحاديث الجانبيه مازالت تعبث برأسه تهمس له أحاسيس يحاول تجاهلها 
عندما ترتبط بعائلة حقيقية تجدهم الملجأ الوحيد والدفء الذي لا ينضب مهما مرت عليك عقبات وأوجاع 
دقات طروبه على باب المنزل أطلقتهابسنت ببلاهه تستفذ بها عبوسغمزة

أهدتهاغمزة إبتسامه 
أهلا بالبنات الحلوه 
أجابوها بذات اللحظه 
أهلا يامامتى 
حضنتغمزةمن كتفيها تخطو بجوارها لتجلسها على الأريكه بينها وبين أبيها هاتفه بمرح 
مبسوطه ياغمزه أظن أنتي أول بنت في الصعيد تركب موتوسيكل 
لم تمهلهابسنت فرصة الرد وأجابت بدلا عنها 
اسكتي لو تعرفي اللي حصلها ھتموتي من الضحك 
أقبل عليهم عبدالله مازحا 
أنا عاوز أموت من الضحك ضحكوني 
قصت عليهم غمزة ما حدث ولكن احتفظت بخصوصية مشاعرها لنفسها 
خرج أحمد من غرفته على تلقيبها ب قزمه تعالت قهقهاته لينخرط الباقين معه فى موجه من الضحك 
تنفس بصعوبه من بين ضحكاته قائلا 
يانهار أبيض يعني مش أنا لوحدى اللي بشوفك قزمه 
اغتاظت منه وأخذتها على كرامتها عبثت بوجهها تصطنع الڠضب هاتفه 
كده ياأبيه أنا زعلانه منك معدتش تكلمني أنا مخصماك 
استقامت تنظر لهم باستعلاء مزيف 
وأقولكم أنا هسيبكم وأطلع أقعد في البلكونه لوحدى 
غادرت مجلسهم وذهبت للشرفه هروبها ليس إلا حجه لتختلى بنفسها شعور وليد اللحظة جعلها مسلوبة الإراده نهرت حالها تعنفها من متى تنجذب لشخص بهذه السرعه جذبت سجاده وافترشتها
أرضية الشرفه تربعت أرضا تضع فى أذنها سماعة الهاتف ظبطت نغماته على موسيقى هادئة تساعدها على الأسترخاء أغمضت عينيها ليكون أول شئ يترائى لمخيلتها طيف صدفتهم ابتسمت ببلاهه على صدفه ولدت شعور لم يخطر ببالها مطلقا 
بينما فى الداخل شعرت بسنت أنها تحاملت عليها ولم تعطى لمشاعرها التقدير الكافي هتفت 
روح ياعبدالله هات لب وفول وسوداني وشبسي وتعالوا نطلع نسهر معاها بجد هي مخنوقه من اللي حصل معاها وشكلنا زودنها بضحكنا 
صدح عزت قائلا بنعاس 
لا اطلعوا أنتم أنا هدخل أنام أنا النوم كابس فى عينيا
التف ينظر لزوجته قائلا 
يالا يا أم أحمد ملناش أحنا في السهرة دى 
أومأت له أنعام بحب 
يالا بينا 
ثم تطلعت ل بسنت والشباب 
ربنا يسعدكم يا ولاد تصحبوا علي خير 
استقام أحمد مؤيدا 
وأنا هغير هدومي وهجيلكم على طول ماشي يالا اطلعي ظبطي القعده معها يابسنت 
ابتسمت بسنت 
تحت أمرك يا دكتور بس متخافش هتلاقيها ظبطت القعده كالعاده وحطه السماعه فى ودانها عشان تهرب من اللى حصل رغم كبرت بس لسه جواها طفله بريئه 
هز رأسه يوافقها الرأى وتحرك يشير لها أن تذهب ورائها غادر عبدالله ليتبضع ما طلبته بسنت لزوم السهره وهى استقامت تخطو نحوها تفسد عليها خلوتها 
بين مرح الضحكات وتجاذب أطراف الحديث الشيق جلسوا حول أوارق اللعب الكوتشينه بين توزيع الورق وخد وهات لعبوا باستمتاع وتناسوا الساعات لم يشعروا بالوقت الا عندما استقامت غمزه تقطع صخب مشاكستهم لبعضهم هاتفه 
هي الفيلا دى فيها احتفال 
ردت عليها بسنت 
تقريبا عندهم بنات ممكن تكون خطوبة حد فيهم 
تطلعت بسنت لأحمد مردفه 
هو مش أنت كان ليك صاحب في الفيلا دى وانتم في ثانوى وكنتم بتذكروا سوى 
عقب أحمد 
قصدك الداور الكبير ده اللى على أول الناحيه 
شهقت بسنت مردفه 
دوار مين ياعم دى قول عليها فيلا ثرايا يابنى دى شكلها وهم من برا أومال من جوه أيه 
عقب أحمد 
هى فعلا ثرايا فخمه بس الحج عبدالجواد الراوى مبيحبيش التعالي ورغم تجديدها بشكل عصرى احتفظ باسمها زى ما كان من أيام أبوه وجده دوار الراوى عشان يفضل محافظ على شعرة الحب اللى بينه وبين الناس من غير خوف من المظاهر فيقدروا يخبطوا على بابه فى أى وقت بدون رهبه أنه يصدهم 
ابتسمت بسنت بحالميه
اللى زى الراجل ده خلصوا من زمان 
تابعت تسأله 
بس ليه انت قطعت علاقتك بابنهم 
أجابها أحمد
دى كانت بنات الدفعه كلهم بيعكسوه وهو كان مش معبرهم كانت أيام الشقاوة كلها 
انتصف الليل استيقظ عزت من غفوته تطلع جواره ليجد أنعام تغط فى نوم عميق هزها برفق لتستفيق رفرفت بأهدابها بنعاس هاتفه 
خير ياحبيبى أيه قلق نومك 
اعتدل قائلا 
سامعه صوت البنات والشباب جايب آخر البلد الوقت اتأخر وهما لسه فى البلكونه 
ما بين غفوها وصحوها تتائبت هاتفه 
سيبيهم ياعزت هما فرحانين متعكننش عليهم 
نهض من على مخدعه پحده 
يعنى عجبك صوت ضحكهم العالى ده الناس تقول علينا أيه 
استقام يخطو اتجاه الباب فتحه پعنف وذهب إليهم يصدح بصوته قائلا 
يالا يا شباب ادخلوا ناموا الوقت اتأخر وصدى صوتكم مسمع فى البلد كلها 
جاءت من وراءه أنعام تمسد على كتفه أن يهدء بينما اعتذر له الشباب عما صدر منهم واستقاموا يغادرو 
قطع خطواتهم استفهامه 
بس أيه ريحه الدخان دى كلهم 
مطوا شفتيهم وتبادلوا النظرات بعدم فهم ودرايه 
فزع عبدالله 
فعلا يابابا الريحه ظهرت حالا احنا قاعدين من بدرى مكنش فى روايح لدخان 
أشارت بسنت پصدمه 
بصوا كده الدخان جاى من دوار الراوى 
صاح عزت 
بسرعه يا ولاد انزلوا ساعدوهم المزرعه مليانه مواشي وخيول 
جرت غمزه مهروله پذعر 
أنا هسيبكم عشان انقذ المواشي 
هرول ورائها أحمد يستوقفها 
استني جاى معاكي 
ناشدت بسنت عبدالله برجاء 
استني يا عبدالله عشان خاطرى هاجي معاكم 
قاطعتها أنعام رافضه 
لا طبعا مش هتروحى أنتي ناسيه عندك حساسيه من الدخان يعنى ممكن تجيلك الأزمه وتروحي فيها 
برجاء ألحت بسنت 
ماما سبيني اخرج لو
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 23 صفحات