سارة
أن تحققه من نجاح
و عند هذه النقطه أخذت نفس عميق و عادت تقف بجانب المحافظ و قالت بهدوء
عايزه أستأذن حضرتك فى زيارة علشان أخد موافقة على بناء المدرسة بعد ما أقوم بتوفير كل الشروط
نظر إليها المحافظ بابتسامة عمليه مشجعة و قال بصدق
بابى مفتوح ليكى فى أى وقت
أبتسمت بسعادة و ها هى تخطوا خطوة جديدة فى طريق ما تريد
خطوة كمان علشان خاطرك ... بكرة هخليكى فخورة بيا و خليكى تحققى كل إللى مقدرتش عليه
كان يقف أمام النافذة الكبيرة ينظر إلى الفراغ أمامه لايعلم لماذا وبعد تلك المده يفكر فيها
لا تريد أن تفارق مخيلته
بالأمس وهو بين صافى التى لا تبخل عليه بأى شىء يريده جسدها و مالها و مركز والدها لكنه كان يتذكرها هى .... على الرغم من أن ذكرياته معها لاتختلف كثيرا عن
شعر بها تحاوط خصره من الخلف و همست بأسمه لم يجيب لكنها قالت بدلال
بابا مستنيك بكرة علشان تمضوا عقود الشړاكه
ألتفت لها دون أن يبتعد عن حصار ذراعيها و قال بسعادة
بجد يا بيبى
أبتسمت بدلال و قالت و هى تريح رأسها
تحولت نظراته لسعادة كبيرة يملئها الغرور و الكبر و هو يتذكر قدر
و يلوم نفسه كيف يترك تلك الفتاة رائعة الجمال صاحبت الحسب و النسب و المركز والجاه من يجد بين ذراعيها كل ما يتمنى و أكثر و يفكر فى تلك الضعيفه التى ورغم كونها أبنة عمه إلا أنها لا تليق به و لا تليق لأكثر من أن تكون فى حياته خادمة
خطوته الكبرى فى تحقيق أحلامه
مرت الأيام و الشهور و كانت قدر تشعر بسعادة كبيرة و هى تحقق أحلامها ... و ترى عدد الفتيات داخل الورشة يزداد و الورشة تتسع و تكبر ... و أصبح لها ثلاث فروع فى ثلاث أماكن مختلفة فى البلده
كانت تجلس خلف المكتب تباشر العمل حين دلف رمزى من الباب و هو يقول بسعادة
وقفت تنظر إليه باندهاش و صډمه لكن يرتسم على محياها سعادة كبيرة ليقترب منها أكثر و هو يقول بفخر
حلمك بيتحقق يا قدر ... قدرتى تكسرى القيود و العادات القديمة
كانت تستمع إليه و هى تتذكر الشهور الماضية و ما حدث فيها
بعد إفتتاح الورشة بعدة أيام وقف أحد رجال البلده و الذى يقارب جدها عمرا يقول بصوت عالى
خرجت قدر تقف أمامه تنظر إليه باندهاش ...و خلفها وقفت الفتايات التى تعمل بالورشة و الشباب أيضا و أهل البلده الذين أستمعوا لصوت ذلك الرجل ... ليكمل الرجل كلماته
الله يرحمه جدك ... كان حاكمك ... و مش عارف إزاى أبن عمك سايبك كده تعملى إللى على هواكى
لتتحرك قدر خطوتان لتقف أمامه مباشرة و قالت بثقه
البنات مش عار ... و لا قلعنا برقع الحيا ... إحنا بنشتغل فى مكان محترم له باب و كل إللى رايح و إللى جاى شايف إللى بيحصل جوه ده غير شبابيكه الكبيرة .... و الرجاله ملبستش طرح لا
هما فهموا أن بناتهم نعمة كبيرة من ربنا مش عاله عليهم هى زيها زيهم من حقها تتعلم و تشتغل ... البنت هى نص المجتمع يا عمى و هى إللى بتجيب للدنيا النص التانى و هى كمان إللى بتربيه
كان الجميع يستمع إليها و بداخلهم مشاعر مختلطه النساء و الفتيات يشعرون بفخر أن هناك واحدة منهم تسعى أن تكسر كل تلك القيود التى تلتف حول عنقهم و الرجال يفكرون فى كلماتها التى ضړبت أماكن الفهم فى عقولهم
و منذ ذلك اليوم و بدأت الفتايات فى التقدم للعمل معها
عادت من أفكارها و هى تقول بسعادة
الحمد لله يا بابا ... أنا فرحانه جدا جدا
ثم أقتربت منه و قالت بأمتنان
لولا وقفتك معايا أنا مكنتش وصلت لكل ده
ليرفع يديه يسكت سيل كلماتها و قال بأقرار
طول عمرى شايف الظلم إللى طايل كل بنت و ست فى البلد هنا و كل إللى قدرت أعمله أنى أنقذ عمتك من كل الألم ده و أحميها و أكرمها
ثم رفع يديه من جديد يشير إليها و أكمل قائلا
أنت كنت مفتاح السر و كنت المفتاح إللى فتحنا بيه الأقفال المصديه و إللى حررنا بيه كل البنات
كلماته كانت كالبلسم الشافى على چروح روحها التى تمزقت طوال سنوات عمرها ... و فتح أمامها أبواب الجنة لتحلق بها بحريه دون قيود
يقف فى