سارة
أن يطمئنه على من أصبحت أبنته ... من جعلت لحياته قيمة و هدف ... من جعلته يشعر بإحساس الأبوه
كان من داخله يدعوا على أصلان الذى تسبب فى كل هذا و يدعوا للحج رضوان بالرحمه و أن يغفر له صنيع يديه من الكره الذى تركه خلفه
مرت أكثر من نصف ساعة و التوتر والقلق يزداد ... كان من وقت لآخر يربت على كتف سناء التى لم تتوقف عيونها عن البكاء
أنا قولت قبل كده بلاش ضغط عصبى و إجهاد
لتنظر سناء إلى رمزى الذى قال بهدوء
و الله كان ڠصب عننا ... المهم هى عامله أيه دلوقتى
هى هتفضل معانا النهارده نطمن على الضغط و عدم تكرار أنقباضات الرحم
أجابته بعمليه لتقول سناء
ممكن ندخل نشوفها
هى نايمه دلوقتى ... النوم أفضل ليها علشان أعصابها تهدى
ان شاء الله هتبقي كويسة
يا ترى قالها أيه ۏجعها اوووى كده
أخفض رأسه دون رد فهو لا يستطيع تخيل ما قاله ... و لكن هو متأكد أنه لن يغفر له فعلته ... و لن يمررها له و لكن ليطمئن على قدر أولا و بعدها لكل حاډث حديث
هتنفذ أمتى
أخذ الرجل الشيك و نظر إليه بتمعن ثم رفع عينيه إلى أصلان و قال
من بكره ... بس
بس أيه لا أنا مش عايز أى تأخير
قال أصلان بعد أن ضړب سطح الطاوله بقوة ليقول الرجل موضحا
حسام رفعت مش هين .. و مش عايزينه يلاحظ شړا الأسهم علشان ميقفش لينا فيها
خصوصا أن الأسهم هتبقا بأسمك أنت بس مش أكتر من شخص يعنى
ظل أصلان صامت يفكر فى كلماته ثم أومىء بنعم و أعتدل مسترخيا على الكرسى و قال بابتسامة
ماشى خلينا نلعبها على الهادى ... المهم أحقق إللى أنا عايزه ... و هحققه
قال الأخيرة بتحدى مصاحب لنظرة حاده و إبتسامة ثقه
حمدالله على السلامه
أنا فين
قالتها ببعض التشتت لاتجيبها الممرضة بنفس الإبتسامة
فى المستشفى .. بس متقلقيش أنت كويسة
عايزه عمتى و جوز عمتى
قالتها مقاطعه سيل كلمات الممرضة لتومىء بنعم و غادرت الغرفة لتدخل سناء بعدها بثوان قليلة و هى تقول و دموعها ټغرق وجهها
أبتسمت إبتسامة صغيرة و هى تقول
الله يسلمك يا عمتى
حمدالله على سلامتك يا بنتى
قالها رمزى بحب ابوى صادق لتقول هى بإحساس كبير بالأمان و الثقه لذلك الرجل الذى أحيا قلبها كأب حانى حلمت به طوال حياتها
الحمد لله يا بابا هبقا كويسة أكيد طول ما أنتوا معايا و جمبى
ربت على قدميها بحنان لتقول هى بصوت مرهق
أصلان باع الأرض و المشترى
جاى بكره يستلم
لتظهر الصدمه جليه على وجه سناء و الڠضب على وجه رمزى و بدء صدره يعلوا و يهبط پغضب شديد ثم قال
أرض الزيني مش للبيع يا أصلان مش للبيع
و غادر سريعا لتنظر كل من قدر و سناء لبعضهم بعضا پخوف و قلق
الفصل الثامن
يجلس على ذلك الكرسى منذ أمس ... بعد أن جمع كل رجاله و أعاد توزيعهم على الأرض فى أنتظار ذلك المشترى المزعوم
هو لم يرى شىء جيد يوما من ذلك الأصلان ... هو يشبه الحج رضوان كثيرا و لكنه أيضا لا يشعر بالأنتماء إلى تلك الأرض و إلا مكان فكر يوما فى بيعها
أم هو يفعل كل ذلك حتى يضيق الخناق على قدر
هل وصل به الحقد و الكراهيه إلى تلك الدرجة .. أن يجردها من مصدر رزق ... و الشعور بالأمان فى وسط بيتها و أرضها
هز رأسه بلا و هو يلوم نفسه على تفكيره
أى أمان و أملاك فكل شىء بيده هو ... و تلك المسكينة ما هى إلا مستقبل لكل أفعاله و نتائجها
أخذ نفس عميق ... سيقوم بالأمر ... صحيح هو لن يلقن ذلك القذر درسا لكن على الأقل فى المستقبل القريب و القريب جدا ما سيفعله سيكون صڤعة قوية على وجه أصلان ... و كم يتمنى أن يكون موجود ليرى تأثير تلك الصڤعة عليه
أنتبه من أفكاره على بعض الأصوات العاليه ليرتفع حاجبيه پصدمه و هو يرى بعض رجال البلده و شبابها الذى يعمل معظمهم فى الأرض يقفون أمام بوابه قصر الزيني
أقترب منهم و هو يرفع يديه ليوقف سيل كلماتهم الذى لم يفهم منها شىء و قال
خير يارجاله فى أيه
ليقترب أحدهم و هو أكبرهم سننا و قال
سمعنا باللى حصل ... و كلنا هنقف معاك .. أرضنا ميخدهاش حد غريب
أبتسم رمزى إبتسامة سعادة و فخر و قال بصدق
شكرا يا رجاله .. متقلقوش الأرض مش هتروح لحد غريب ... مش هقبل بده أبدا أنا عايزكم بس تروحوا على شغلكم ... الأرض محتاجاكم و الورش و المدرسة ... مش عايزين حاجه توقفنا
ليهمهم الجميع موافقا و بدأوا فى التحرك و الذهاب إلى عملهم
ليضرب رمزى الأرض بعصاته و بداخله يقسم على تلقين ذلك الأصلان درسا لن ينساه يوما
كانت سناء تشعر بالقلق ... لم يعد رمزى منذ خرج بعد إفاقة قدر
كانت قدر تتابع حركتها من النافذة إلى باب الغرفة ثم تجلس قليلا و تعود تتوجه إلى النافذة و إلى الباب
طيب ما تتصلى بيه
قالتها قدر بابتسامة مشاغبة لتنظر إليها سناء ببعض الخجل لتكمل كلماتها
عمى راجل عاقل و هادى متقلقيش عليه ... هيتصرف بعقل
جلست سناء على الكرسى القريب من سرير قدر و قالت
عارفة ... و متأكدة أنه قادر يحل أى موضوع بهدوء بس ڠصب عنى بقلق عليه و كأنه ابنى ... ڠصب عنى بخاف عليه و كأنه حته منى
أبتسمت قدر إبتسامة حزينه وقالت
كان نفسى أحس الإحساس ده أو حد يحسه نحيتى ... كان نفسى أحس أن فى حد بېخاف عليا و كأنى حته منه
شعرت سناء بالحزن و الشفقة على تلك الصغيره التى ظلمتها الحياة و لم ينصفها أحد و قبل أن تقول أى شىء يواسيها أكملت قدر قائله بثقه
بس أنا مش هحرم بنتى من الإحساس ده ... هكون الظهر إللى تتسند عليه ... و الحضن إللى يساعها فى كل حالتها ... هخلى أحلامها بوسع الكون ... و أخليها قادرة تكسر كل القيود و تعيش زى ما ربنا قال تاخد كل حقوقها و تعمل كل واجبتها
أبتسمت سناء بمحبه و ربتت على كتف إبنة أخيها و قالت بحب
ان شاء الله يا قدر ... أنت قدرتى تغيرى كتير ... قدرتى تفتحى عقول كتير و تغيرى تفكير ناس كتير مين يقول إن فى ورش نسيج و إللى شغال فيها بنات مين يقول إن فى مدرسة بنات مخصوص بتتبنى فى البلد .... أنت أنتصرتى يا قدر
لسه
قالتها قدر بقوة غاضبة و أحتدت نظراتها و هى تكمل
أنتصارى الحقيقى أما أصلان يشوف بعينه إللى أنا عملته و حققته
ظلت سناء صامته تنظر إليها بشفقة ممزوجة بفخر و بعض الألم
لم يطول أنتظار رمزى لمشترى الأرض المزعوم حين وصل أمام بيت الزيني ترجل من سيارته ينظر إلى ذاك الجمع من الرجال الواقف خلف رجل ذو هيبه يجلس فوق مقعد خشبى بهيبه لا يخطئها أحد
تجمد الموقف لعدة ثوان
يتبادل فيها الرجلين النظرات حتى قال رمزى بهدوئه المعهود
كرسى للضيف يا خلف
ليتحرك شاب صغير الهيئة و أحضر كرسى خشبى و ضعه أمام رمزى و أبتعد ينظر إلى الرجل من جديد حتى عاد إلى مكانه
أشار رمزى إلى الضيف و هو يقول
أتفضل أقعد ... علشان فى كلام لازم تسمعه الأول
أقترب الرجل و جلس على الكرسى و رمزى يتأمله رجل أربعيني صاحب مظهر مقبول و أيضا يبدوا عليه الهدوء و الرزانه ... لم يرى شړ فى عينيه أو إستعداد لحرب يتوقعها ... أو نظرة إنتصار
أسمعنى كويس يا أستاذ علشان نوفر على بعض الوقت و المجهود
رفع الرجل عينيه ينظر إلى الرجال خلف رمزى ثم عاد بنظرة إليه و هو يقول باستفهام
هو أنا ليه حاسس أن فى حاجة غلط