الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية مذاق العشق بقلم سارة المصري

انت في الصفحة 25 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


ان ينظر الى عينيها يوما وترى اتهامه لها بانها السبب فى ابتعاده عنهم أخرجت هاتفها لتغير مجرى الحديث برمته وهي تقول في طفولتها المعتادة 
ماتصورناش المرة دي قبل ما ناكل 
لم يتمالك نفسه فابتسم ..تلك الطفلة المشاغبة لن تتوقف عن عادتها... تخرجه من أدق الامور الى أكثرها تفاهة في لحظة وهو كدأبه لا يملك سوى مجاراتها رفعت هاتفها وأخذت تديره في كل اتجاه حتى زفرت في ضيق وهي تعطيه له قائلة في ملل 

خدها انت من عندك مش راضية تظبط من هنا خالص 
عض على شفتيه فى غيظ وتناوله منها ليرفعه ويحاول التقاط الصورة بينما اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها وفتحت أول زر من قميصها وهى تتأفف من حرارة الجو قبل ان تأخذ وضعها فى التصوير ...قطب حاجبيه فجأة وأنزل الهاتف ناظرا لها فى ڠضب وهو يشير بسبابته 
صوفيا اقفلي الزرار بتاع الشيميس ده 
نظرت الى قميصها وقد فتحت زره الاعلى فأظهر عنقها بالكامل ولكنه ليس مبتذلا على أي حال فهمست فى تأفف 
يوه بقا يا زين الدنيا حر ..أنا هتخنق 
كرر جملته من بين اسنانه 
اقفليه يا صوفيا قلت 
زفرت فى حنق فهتف فى نفاذ صبر وهو يميل اليها يغلقه قائلا 
اللي اقوله يتسمع 
واضاف بعد ان انتهى ليعود الى مكانه 
وكفاية لحد دلوقتى سايبك من غير حجاب 
شهقت في ذهول 
حجاب كمان!!! 
أضاف في جدية 
ونقاب كمان يا ست هانم ..أنا مش كل ما أخرج معاكي فى حته هرتكب چريمة عشان اللى بيبصولك دول 
نظرت حولها في بطء فوجدت الكثير من العيون تتمعن بها بالفعل حتى عيون النساء تراقبها فى حنق من البعض وغيرة من بعضهن الاخر مررت يدها فى شعرها تسأله في عجب 
يعني اعمل ايه ..أنا غيرت استايل لبسي خالص أهو ..بيبصولي ليه بقا 
مسح وجهه بكفه يجيبها في قلة حيلة 
عشان حضرتك جميلة زيادة عن اللازم 
اتسعت ابتسامتها من اطراءه حتى وان كان رغما عنه ... طالما قابلت كلمات الغزل من غيره بكل برود وحنق ولكن مع حبيبها الأمر يختلف تماما ..همست في دلال وهي تعبث بسلسال فضى في عنقها 
بجد يا زين أنا جميلة زيادة عن اللازم 
واصل وهو يدقق النظر فى عينيها معشوقتيه ويقول في صدق وهيام واضح للأعمى 
انتي
أجمل بنت فى الدنيا كلها ...اجمل بنت شوفتها فى حياتي 
احمرت وجنتاها وأطرقت ارضا وهي تخفى ثغرها المبتسم بكفها فتلاشت ابتسامته وهو يقول في تحذير واضح 
ولو فستانك يا صوفيا اللي هيتلبس فى الفرح فيه حاجة كدة ولا كدة أنصحك تغيريه ومتنسيش احنا اتفقنا على ايه 
تمتمت بالفرنسية وهي تهز رأسها 
متسلط ولكنني أحبه 
ابتسم وهو يخبرها بالفرنسية بدوره 
عنيدة ولكنني اعشقها 

الزفاف كان فى أفخم فندق من فنادق المعمورة اهتم يوسف باعداد كل شىء فى دقة بالغة وأشرفت ايلينا بلمساتها الرقيقة ليكن الحفل بعيدا عن أي صخب أو ابتذال لا داعي له أطلت بثوب زفافها الملكي الرائع والذي اختار يوسف أشهر المصميين للاشراف عليه وبالفعل جعلها تبدو كأميرة اسطورية قليلا من الزينة كانت كافية جدا ليحتفظ وجهها بملامحه الملائكية . 
تأبطت ذراع محمود ليسلمها الى يوسف الذي فغر فاه بمجرد أن رآها وقد بدا جذابا بدوره في حلته الأنيقة تعالت دقات قلبه مع كل خطوة يخطوها والده والى جواره ايلينا حتى وصلت اليه فتقدم فى بطء ليزيح الطرحة عن وجهها ويقبل جبينها فى حب ... 
للحظات تناسى العالم من حوله وقبل خديها ولكن نظرة تحذير من أبيه أوقفته مع حمرة خجل منها أذابته تماما فاكتفى بأن يعانقها في حرارة وهو يحملها ليدور بها عدة مرات غير مباليا بفستانها ووزنه ولا بأى كائن حى بينهما أنزلها اخيرا لتتأبط ذراعه الى المكان المخصص للعروسين وهو لايترك يدها أبدا من كفه كأنه يخشى فرارها او أن تكون حلما جميلا لايريد الاستيقاظ منه . 
أما صوفيا فقد وقفت أمام المرآة فى أحد الحمامات الملحقة بالفندق وهي تعض على شفتيها فى غيظ لقد احترق ثوبها الذي كانت ستحضر به الحفل حينما كانت تقوم بكيه ولم يكن لديها متسع من الوقت لشراء غيره فاضطرت لارتداء هذا الثوب هو مغلق من الصدر تماما ولكن ظهره وذراعييه عاريين بشكل سيراه زين ڤاضحا تنهدت وهي تحكم الشال على كتفيها أكثر وتتمنى لو مر هذا اليوم بسلام فهي لاتريد أن تغضبه مطلقا ...تعرف أنه سينزعج وربما ... 
انتبهت على صوت أحدهم يفتح باب الحمام ولكنه تراجع بعد أن رن جرس هاتفه تنهدت وهي تتعرف على تلك الرنة الغريبة التى لاتضعها سوى ايتن وبمجرد أن ردت عرفت أنها تحادث هذا المحتال ابتعد الصوت تدريجيا فلم يكن لدى صوفيا حيلة أخرى سوى أن تتبعها فتحت الباب في حذر لتراها تتجه للخارج تبعتها فى ترقب وحذر شديدين رأت هذا المحتال من جديد ...ماذا يريد منها وأي شرك ستوقع به نفسها تلك المچنونة لو تحدثت اليها فلن تصدقها أبدا تأملت ابتسامتها.. يبدو أن هذا المخادع يحاول تصفية الاجواء معها وهي بنظراتها الساذجة يبدو أنها صدقته وسترضخ له الأمر يتطور بالفعل ولكن ماذا عليها أن تفعل ... 
................................. 
الټفت يوسف الى ايلينا بعد ان قبل كفها قائلا 
أخيرا بقا أنا مش مصدق نفسي 
ابتسمت فى حب فيوسف الذي طالما أخفى مشاعره أصبح ينثرها ببذخ ودون أدنى اعتبارات رجولية سخيفة أخيرا ...وربنا ما يبعدنا عن بعض أبدا يا حبيبي 
مال اليها وعينيه تتأملها في وله 
بس ايه الجمال ده كله 
ردت في تذمر مازح 
يعنى هوا أنا قبل كدة مكنتش جميلة 
مال اليها اكثر قائلا 
لا حبيبتي ..انتي على طول جميلة ...بس كل يوم جمالك بشكل مختلف ..انتي .. 
ورفع كفه ليضيف 
استني أنا هقولهالك بشكل تاني 
وتركها ليذهب الى المختص بالدى جى .... 
لحظات وأمسك مكبر الصوت ليغني لها 
اجمل نساء الدنيا 
وقف أمامها يغنيها وهي تجلس على أريكتها كأميرة متوجة حتى اقترب منها لتنهض أمامه وهو يضمها اليه بين الحين والاخر حتى انتهت الاغنية وهو يحملها ليدور بها فى سعادة وسط تصفيق وتصفير من أصدقائه ... 
أنزلها في رفق للحظات تستعيد توازنها قبل أن ترفع عينيها اللامعتين بكل حب العالم اليه وتقول 
أنا كمان عاملالك مفاجأة 
رفع حاجبه بابتسامة شغوفة فازدرت ريقها خجلا وهي تشير بعينيها الى نقطة خلفه ..تخلى ناظريه عن وجهها بصعوبة ليتجها الى حيث أشارت ...اتسعت ابتسامته وهو يرى علي يجلس على كرسي متقدما الفرقة الموسيقية وبيده عوده الذي بدأ يضبط وضعه على قدميه ...نظر يوسف الى المدعويين وهو يصفق بشدة ليطلب منهم تشجيعه فارتجت القاعة بالتصفيق حتى أشار علي بكفه يشكرهم ويطلب منهم التوقف ليبدأ في العزف ...مال يوسف الى ايلينا مازحا 
محدش هنا يعرف فرنساوي غير أنا وانتي وصوفيا وزين تقريبا ...الناس هنا مش هتفهم حاجة 
هزت ايلينا كتفها فجاؤه الرد قويا حين صدح صوت علي بأقوى قصائد احمد شوقي .. 
مضناك جفاه مرقده 
وبكاه ورحم عوده 
حيران القلب معذبه 
مقروح الجفن مسهده .. 
اتسعت عينا يوسف في ذهول فابتسمت ايلينا وهي تنظر الى أخيها في سعادة وفخر ...ترمق نظرات المدعويين الذين نهض بعضهم من شدة انسجامهم بصوته العذب ...خلت القاعة تماما من أي صوت سوى صوت علي وموسيقاه ..وحين شدا بالمقطع 
الحسن حلفت بيوسفه 
والصورة أنك مفرده 
وتمنت كل مقطعة 
يدها لو تبعث مشهده .. 
التفتت ايلينا الى يوسف تحرك شفتيها لتردد الكلمات له فضغط على كفها في سعادة قبل أن يواصلا الاستماع الى علي حتى انتهى لتهتز القاعة بأكملها من التصفيق ويتجها معا الى علي الذي نهض لتميل ايلينا اليه وهي تقول 
متشكرة اوي يا علي ...ربنا ما يحرمني منك أبدا 
ضمھا علي بقوة وهو يهمس 
ربنا يسعدك حبيبتي 
انتزعها يوسف برفق وهو يداعبهما قائلا 
ايه يا علي أنا كدة هغير منك 
ابتسم علي فمال يوسف يحتضنه ويكمل دعابته 
مش كفاية خطفت الأضواء مننا 
عقدت ايلينا ساعديها وهي تبتسم في فخر 
بس يستاهل 
تخلص علي من ذراعي يوسف في رفق وهو يقول 
ارجعو انتو مكانكو بقى ...الليلة دي خاصة بيكو انتو بس 
مسح يوسف على رأسه وهو يغمز لايلينا 
علي ده حبيبي ...حبيييييبي 
وأمسك بكفها ليعودا الى مكانهما ..ابتسمت وهي تشابك أناملها بانامله فسألها في فضول 
بتضحكي على ايه 
تنهدت في عمق وهي تسترجع ذكرى قديمة 
اصل الأغنية دي ليها ذكرى خاصة عندي ...أول مرة اعترفت فيها بحبي ليك بيني وبين نفسي
كان وعلي بيغنيها عشان كدة طلبت منه يغنيها تاني النهاردة 
رفع يوسف حاجبيه وخفضهما متظاهرا بالغرور 
طبعا ...أنا جاذبيتي لا تقاوم وعارف انك وقعتي في حبي من أول لحظة شوفتيني فيها 
وقبل أن ترد دعابته بأخرى تغيظه كانت المفاجأة الغير المتوقعة لكليهما.....
زين ..زين 
الټفت زين الى صوت ابيه بينما كان يقف على باب القاعة يلتفت يمينا ويسارا بحثا عن صوفيا فلم يرها من بداية الحفل اقترب منه محمود قائلا 
ايه اللى موقفك كدة وسايب الفرح والمعازيم 
وعقد حاجبيه فى تهكم واضح وهو يضيف 
اه اكيد بتدور على الهانم بتاعتك 
زفر زين فى ضيق 
بابا لو سمحت احنا اتكلمنا فى الموضوع ده كتير ورأي حضرتك أنا عارفه فبلاش تجريح فب صوفيا لأن ده شىء مش هقبله 
ضيق محمود عينيه قليلا وهو ينظر الى شىء خلف زين ومالبث أن ابتسم في شماتة وهو يشير برأسه قائلا 
بس تقبل المنظر اللي انت شايفه ده صح ..مكنش عاجبك فستان أختك قال..ولا عاجبك لبس السكرتيرة 
الټفت زين خلفه في بطء وترقب وهو يحاول أن يقنع نفسه أن أباه يبالغ دوما وما أن وقع نظره عليها حتى اتسعت عيناه فى ڠضب وذهول فصوفيا قد ارتدت ثوبا ڤاضحا ووقفت تمازح شاب وټضرب كفها بكفه وكأنها ضړبت كل مااتفقا عليه عرض الحائط وكأنها لاتبالي به ولا بغيرته ومشاعره .. 
قطع شروده لهجة أبيه الظافرة 
لا واضح التغيير فعلا 
وألقى الكلمة الاخيرة هامسا فى اذنه 
للأسوأ 
وذهب تاركا اياه معها وهو يدرك أنها بغبائها تختصر عليه الطريق أكثر كور زين قبضته وهو يحاول السيطرة على انفعاله فلو ترك نفسه له فسيجذبها من شعرها المسدل هذا حتى يقتلعه من جذوره فكيف تجرؤ... 
راقبها للحظات وقد انسجمت تمازح الشاب غير منتبهة لوجوده تماما على بعد خطوات منها وما ان لوح الشاب ليبتعد حتى رآها تشهق وتضع يدها على ثغرها بعد ان رأته احتضنت نفسها وهي تراه يقترب وكأنها تذكرت للتو ما ترتديه فقد نسيت الشال كالعادة فى الحمام وصل اليها ليجذبها من ذراعها فى قوة ويضغط عليه حتى كاد يسحق عظامها الضعيفة وهو يهمس فى ڠضب 
مين ده وواقفة تتكلمي معاه ازاي كدة 
ازدردت ريقها وهي تتأوه من قبضته ولكنه لم يبالي وهو يواصل 
ده يطلع خالك ولا عمك ولا مين المرة دي كمان ..ما تنطقي 
حاولت التملص منه قائلة وهى تنحني للأمام فى ألم 
زين انت بتوجعني ..سيبني أرجوك 
نظر لها بعينين كادتا أن ټحرقاها ڠضبا فهمست من بين تأوها 
أنا كنت هقع ع السلم ...وهوا لحقني
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 71 صفحات