رواية يليق بك ملاكي بقلم كيان كاتبه كاملة
المشاعر التي كان يرفضها ويستهين بوجودها دخل بهدوء ويعلم تماما أنها ليست نائمة فقد اعتاد أنها تتظاهر بالنوم إلى أن تطمئن لعودته .. تذكر أيضا ما كان يخبرها عندما كان يتأخر أنه لم يطلب منها أن تنتظره اتجه إليها و جلس على المقعد المجاور و لمس ذراعها برفق
أنا عارف أنك صاحية حاولت متأخرش عشان متتعبش وأنتي بتستنيني .
أنا عارف إن اللي فات كان غلط ومش ناوي أستمر في الغلط .. على الأقل خلينا منبقاش زعلانين كده .. من بكرة اتصرفي عادي وسيبي كل حاجة لوقتها و أوعدك مش هتأخر برا و هخرجك عشان متحسيش أنه سجن و زي ما وعدتك كل يومين هوديكي عند أخواتك الصبح وأنا رايح الشغل ولما أخلص هنتغدى معاهم ونروح .. مبسوطة بأه يا ستي و ألا لسة حاسة أنك في سجن
طيب دلوقتي ممكن تيجي تنامي في السرير وبلاش الكنبة دي ولو مضايقة من نومي جنبك هنام أنا على الكنبة .
لأ مش هينفع .. الكنبة قصيرة ومش هترتاح .
طيب وعايزاني أقبل إزاي أنك مترتاحيش و أنام أنا في السرير وضميري ميتكلمش !
لم ينتظر ردها .. وقف وجذبها من كفها لتقف في مواجهته و بحركة مفاجئة ضمھا لصدره بحنان لم تستطع مقاومته فاستسلمت وأسندت رأسها المتعب إلى قلبه و تنهدت كما لم تكن تتنفس من قبل فقبل جبينها وربت على ظهرها و ساق خطواتها للفراش للجانب الذي اعتادت أن تنام فيه و دثرها بحنان ثم ذهب للجانب الآخر واستلقى ينظر لعينيها المغمضتين بأمان يتمنى أن يدوم .
لتفتح لها سمية .
أبلة نعمة وحشتيني
ارتمت الصغيرة في حضنها فأخذتها واتجهت بها للداخل بعد أن أغلقت الباب .
وأنتي كمان وحشتيني أوي يا سمسمة .. شفتي أنا وفيت بوعدي ورجعت أهو عشان متزعليش .
ربنا مش هيزعل منك لأنك بتساعديني عشان اللي اسمها لوزة دي لما تيجي نطفشها والا انتي عايزاها تيجي تعيش هنا وكلنا نفضل زعلانين .
لا مش عايزاها ولا حتى آبيه أحمد عايزها تيجي .
سمعته يوم ما جم ناس وقعدوا يتخانقوا وماما قعدت ټعيط وتقول ربنا ينتقم منهم هو كان بيزعق ويقول لو آخر واحدة في العالم مش هخلي اسمي يتمرمط على إيدها بعد ما كانت اللي برقبتها شايلاه .
أطرقت صامتة عند هذا الجزء .. هل بالفعل يراها هكذا لو أن هذه الحقيقة فهذا كل ما تريد أعطتها الفتاة المفتاح قبل أن تنصرف وتتركها لأفكارها ولترتيب الغرفة وطهو بعضا من الطعام قبل حضور زوجها من عمله .. حقا تشعر الآن أنها متزوجة وترعى شئون زوجها وتطهو له .. له هو فقط وتنتظره بكل قصصه وحكاياته وتشاركه كل لحظاته ومشاعره .. حقا يرضيها أنه يراها فوق كل أولئك النسوة .. لم يحبها بعد ولكن تقديره لها يرضي قلبها فما يرضي الزوجة ليس العشق والهيام فليست عليه تبنى البيوت إنما الاحترام والتقدير .. فهما حقا يفتحان للمودة بابا و للرحمة أبواب .. أنهت عملها وانتظرته حتى عاد و جلس إلى جوارها يتناولان الطعام
بالهنا والشفا .. طيب دوق الأول مش يمكن ميعجبكش .
رد عليها وهو يتناول بعضه بالملعقة
حتى لو مش حلو كفاية أنك وقفتي عشان تطبخي و استنيتيني و..
نظر لها فاتحا عينا متوقفا عن المضغ
إيه إيه اللي جرالك طمني طيب .. إنت لسة عايش!
تناولت ملعقة لتتذوق الطعام فهي لا تدري مالخطب لكنه سبقها وجذب الملعقة من يدها
لأ .. أوعي .. إحنا هنطلب بيتزا عشان ميحصلش خساير في الأرواح .
هو وحش أوي كده
لأ مقدرش أقول وحش .. هو أنا يعني أول مرة آكل من إيدك .. هو حادق جدا
بجد! تلاقيني حطيت الملح مرتين وأنا سرحانة .. انا آسفة هعمل غيره بسرعة .
لا .. أقعدي هنجيب أي حاجة دلوقتي لسة هتقفي تطبخي تاني .
أنا آسفة متزعلش مني .
مش دي الحاجة اللي تستاهل أزعل منك عشانها أنتي عندي أحسن من أي حاجة في الدنيا.
احمر وجهها خجلا من كلماته وابتسم لأنه كلماته حققت بعضا مما يسعى إليه .
فتحت عيناها في الصباح على ضوضاء و طرق و أصوات عالية أمام الباب كانت قد عادت للنوم ثانية بعد مغادرة زوجها لعمله ولكن تلك الضجة أزعجتها .. حتى تبينت أصوات نجوى و ابنتها وبدأت الحړب باكرا أفزعتها طرقاتهم العالية .. قفزت من الفراش تبحث عن هاتفها حتى وجدته
ألحقني يا أحمد التتار هجموا
تتار إيه مش فاهم حاجة .
نجوى و لوزة و بيرزعوا على الباب .. أنا خاېفة .
أنا مش هعرف آجي دلوقتي أنا برا البلد كنت هروح اسكندرية وقدامي على ما أوصل ساعة ونص ع الأقل .. تعرفي تخرجي من غير ما حد يحس بيكي وتروحي عند اخواتك وأنا هكلم عمي يحاول يجيلك بسرعة .
صمتت لثواني وأجابته بعد أن لمعت بذهنها فكرة
طيب هحاول أخرج من غير ما حد يحس .
صمتت حتى انتهت الطرقات وتسللت للشرفة وفتحت الباب بهدوء لتجد الغرفة خالية وحقيبة لوزة على الفراش الذي كان يخصها سابقا فتحت الحقيبة و سكبت على الملابس زجاجة من الحبر و قطعت بخفة بعضا من الملابس ولا تزال مطبقة من جانب منها و أخذت بعضا من ملابس أخويها الصغيرين ملوثة وغير نظيفة وخبأتها أسفل الفراش بعد أن بللتها لتنطلق من الرائحة أكثر و عادت بسرعة و أغلقت الباب وارتدت ملابسها لتستعد لتتسلل خارجا .. انتظرت قليلا حتى سمعت صوت سمية بالأسفل .. نزلت بهدوء و أشارت للصغيرة التي أمسكت بالباب حتى لا يرونها من بالداخل
أنا رايحة لأحمد يا سمسمة .. متطلعوش فوق دلوقتي خليها هي تطلع الأول
انصرفت لتقابل والدها في الوكالة وتصعد لتجلس مع أخوتها و تعود في المساء و كفها مختبئ بكف زوجها ليسمعا صړاخا عاليا فيفلتها من يده مشيرا لها أن تصعد بسرعة ويدخل عند والدته رأى نجوى ممسكة باخيهحامد و لوزة ټضرب سمية التي احمر وجهها و تناثر شعرها وسقطت دموعها من الألم
إيه الصوت ده إيه اللي بيحصل هنا
وكأن ماسا كهربائيا مر بأجساد الجميع فتجمدوا في أماكنهم .. من كان يضرب ومن كان يتلقى الضړب
حتى صاحت أمه پبكاء
إلحقنا يابني .. عروستك وأمها نازلين ضړب في اخواتك و عايزين يطردونا من البيت
نعم !!!!!!
و فجأة دخل أحمد الأسيوطي
إيه اللي بيحصل في بيتي ده و إزاي يجي ضيوف من غير إذني لا .. أنا مش هسكت على كده .. الحاج صالح جاي ورايا عشان نشوف آخر المهزلة دي إيه
وغمز لابن أخيه ليفهم الأخير أن كل شيء مرتب فانسحب بخفة ليطمئن على نعمة ولكن ما إن دخل حتى صدم بشده
إيه ده .. مش معقول !!!
.. يتبع اضغط على قراءة الجزء الثالث من القصة
بعض الأخطاء لا تغتفر وبعض الأحداث من المستحيل نسيانها إلا بفقدان الذاكرة كلية .. هذا ما حدث مع نعمة و خالتها كاميليا التي ألهتها الحياة ونست وصية أختها سمية .. نست ما كانتا عليه وحبهما لبعضهما واعتبارهما أن الأبناء كلهم أبنائهما سويا نست ما تعاهدتا عليه من بقاء الود حتى بعد ۏفاة إحداهما .. ألهذا الحد ينسى الإنسان من كانوا يوما كل أحبائه ! لقد كانتا يتميتين تقاسيان ولكن لم يفرقهما أحد ولا شيء سوى المۏت الذي اختطف سمية أثناء ولادتها لابنتها الأخيرة والتي أوصت زوجها أن يطلق عليها اسم أختها كاميليا إن لم تنج . حال الخالة كاميليا يسير من سيء لأسوأ فزوجها غاضب منها لما فعلت مع ابنته وولدها واقع في المشاكل ودائما ما تراه غاضبا في ظل تلك الأحداث المؤسفة و أولادها يعانون وقوعهم في تلك المشكلات عرضا حين ېتهجم من كانت تعتبرهم أصدقاءها و أدخلتهم حياة أطفالها ليرتعوا ويسيئوا لهم قدر استطاعتهم تناقص وزنها وبهت لونها و أصبحت تجلس محڼية القوام تدمع لمجرد رؤية أطفالها ساكنون .. تتحرك بلا روح فبعض أطفالها حزينون غائبون و حضنها قارب على الفراغ .
جالسا بجوارها في الجزء المتبقي من الشرفة و معهما كوبان من الشاي لم يفرغا بعد كفها ساكن كفه مستندة على كتفه نظر لها نظرة خاطفة
نعمة .. هتفضلي لحد إمتى متكلميش ماما
رفعت نفسها عن كتفه و اعتدلت في جلستها و تركت من يدها كوب الشاي على المنضدة واستكملت صمتها مطرقة إلى الأرض .
أنا عارف أنك زعلتي منها و عارف أنك كمان عندك حق ومقدرش أنكر ده بس دي غلطة في العمر كله .. أنا مش هجبرك على حاجة بس يعز عليا أن أمي و مراتي يبقو زعلانين ومش قادر أصالحهم على بعض دا أصلا غير أنها طول عمرك بالنسبة لك أم مش مجرد خالة من بعيد .. مش طالب أنك دلوقتي حالا تتصالحو بس عايزك تفكري في الموضوع ده قبل ما تبقى حماتك هي خالتك ودي صلة رحم .. فكري براحتك
أنهى كلامه بقبلة على جبينها و انصرف .
صعب أوي يا خليل أفضل ساكت .. أنا في النص .. أنا معترف إن نعمة عندها حق لكن أمي يا خليل مقدرش أشوفها كده و مش هقبل أبدا أنها تقف قدام مراتي تطلب السماح مهما كان غلطها .. أنا أطلب السماح بدالها .. لكن أمي لأ .. و ألف لأ .
يعني هتعمل أيه يا أحمد هتجبر مراتك تكلم والدتك
لأ طبعا مستحيل أجبرها على حاجة .. نفسي بس الأمور تهدا .. مش طمعان أنهم يرجعوا زي الأول بس تنتهي العداوة مش أكتر .
حاول تعمل ده بالراحة ومتستعجلش كمان برضو لازم تأثر على والدتك أنها تحاول تبقى أحسن من ناحية نعمة .. أظن أنا حكيتلك قبل كده أسباب طلاقي .. كنت بخاف على أمي ونسيت أن مسئوليتي ناحية مراتي تجبرني أني أراعيها وزي ما أمي عندي مهمة مراتي أمانة ربنا هيحاسبني عليها .
كنت بتجبرها تصالح والدتك
لأ مكنتش بجبرها في البداية بس أنا بقيت أستسهل دايما أني أقنع