الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية يليق بك ملاكي بقلم كيان كاتبه كاملة

انت في الصفحة 15 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

شوية .. وحشتني قعدتك في الأيام اللي انشغلت فيها .
بعد قليل جاءت بالمشروبات لتجده جهز لهم منضدة وجعل مقعديهما متجاوران يشكلان زاوية قائمة جلست بعد أن قام لاستقبالها وتناول منها الشاي و تناول كفها ليقبله .. أجفلتها حركته فلم تكن تتخيل أنه قد يسعى لإرضائها .. جلست ولازالت عينيها معلقتان على أنظاره
خلاص .. الشقة خلصت و هتحدد معاد الفرح .
لأ .. مش ده اللي عايز أتكلم معاكي فيه .
نظرت له صامتة تخشي أن تسأله فيم يريد التحدث معها .
أنا عايزك تبقى أقوى يا نعمة أنا متعود أنك دايما قوية و بتحولي الحياة مهما كانت صعوبتها لمرح وضحك .. فاكرة يوم فرح نهى وألا تاني يوم جوازنا لما نجوى قالتلك اتزوقيله .. طيب فاكرة يوم الخناقة لما طلعت و كنتي عاملة هندية وافتكرت إنك ممثلة هندية مشهورة واستغربت جت امتى ودخلت أوضة نومي إزاي ..إنتي جننتيني .. وألا شخصية الممثلة الأمريكية اللي عملتيها بعدها هههههههههه و كل أسبوع تعملي شخصية جديدة .. فين نعمة اللي حبيت فيها ضحكتها .. اللي الدنيا كلها بتضحك في وشي بضحكتها
ماهي ضحكتلك أهي و كلها شوية وتعمل فرح وتتجوز .. هو فيه ضحك أكتر من كده !
هههههههههه أنتي مش معقولة .. لا يا نعمتي دا مش ضحك .. إن مكنش الضحك طالع من قلبك ميبقاش ضحك .. مش عايز أحسك مقهورة كده .. مفيش حاجة في الدنيا تستاهل تزعلي بسببها كده .. و ألا كل ده عشان أعرف أنتي بتحبيني أد إيه 
ابتسمت بخجل وأخفضت عيناها 
أنا مش قصدي .. أنا يعني .. أصل ..
متبرريش حاجة أنا فاهمك كويس وعارف أنتي حاسة بإيه .. أنا عايز أقولك بس إني محضرلك مفاجأة متأكد إنها هتعجبك أوي يوم ما تطلعي الشقة فوق
قصدك يوم ما تروح تجيب العروسة .
ههههههههههههه متبقيش نكدية .. بقولك مفاجأة وأفرحك وتعجبك .. فكيها ياللا كفاية بؤس .. أنا هرضيكي و أخليكي فرحانة اليوم ده كأنك مفرحتيش أبدا في حياتك قبل كده .
خليك فاكر أنك وعدتني ..أوعى تدبحني .. أوعى أفوق على ڼار جديدة .. كفاية عليا اللي فات بمراره
عايزاكم تقرأو الحوار ده بشخصية الممثل لطفي لبيب
جالسة متحفزة تكاد ټنفجر من العصبية 
أنت اټجننت يا راجل أنت !! عايز ابنك اللي محليتناش غيره يتجوز واحدة شرشوحة زي دي ..هي دي آخرتها !
رد ببرود 
و ماله .. خليه يجرب مش يمكن هي دي اللي تستحمل وتعيش .
تعيش فين خدها ربنا .. أنت سامع نفسك وأنت بتتكلم !
ما اللي مش شرشوحة معرفتش تستحمل واطلقت .. وبعدين لو منفعتش يبقى يطلقها هي يعني أول مرة !
زاد صوتها ارتفاعا وعصبية وجعلت تتحدث وهي تضغط على أسنانها
إيه البرود ده ياراجل أنت .. عايز ابنك كل شوية يتجوز ويطلق !
يا ستي .. أهو يهيص كل يومين مع واحدة وكله بحلال ربنا .
صړخت بعصبية و جعلت تهز قدميها بتوتر
أنت هتجنني ياراجل أنت !!!! قول بأه أن أمها عاجباك وعايز تتجوزها .
رد سريعا ينفي التهمة 
لأ .. جواز إيه ! أنا عمري ما اتجوز عليكي .. هي أصلا مش بتاعت جواز ويمكن البت تطلع زي أمها وابنك يقضيها معاها ولا جواز ولا يحزنون .
اڼفجرت في وجهه بقمة انفعالها 
أما أنك راجل معندكش ډم صحيح .. كمان عايز تمشي وتمشي ابنك في الحړام .. دانت جهنم قليلة عليك .
وأنا مالى هو أنا اللي رحت لهم من نفسي ! مش ابنك هو اللي راح زي الأهبل ورا البت لعندهم ابنك عندك أهو لو قدرتي ترجعيه عن اللي في دماغه رجعيه وأنا ولا كأني شفتهم قبل كده .
انصرفت من أمامه بعصبية ودخلت غرفة ابنها وبدأت تستعطفه 
كده يا خليل !! دانا محلتيش غيرك في الدنيا .. كده توقع نفسك في الجوازة دي !
أعمل إيه يا ماما عشان أريحك أنتي في كل الأحوال مش عاجبك حاجة .. طلقت مراتي عشان أريحك و دلوقتي مش عاجبك أتجوز تاني .. يعني هقعد من غير جواز 
لا يا حبيبي إتجوز .. بس إتجوز ست ستها مش دي .
مانتي اللي مرضيتيش بست ستها .. وأنا خلاص معتش عايزها .. زهقت منها وقرفت .. أنا عايز واحدة قوية مش تضعف وتغضب وتطلب الطلاق .. أنا خلاص هتجوز دي مش عايز غيرها .. وألا كل ده عشان مامتها بتلف حوالين بابا عايزاني أسيبها 
أبوك أنا هتصرف معاه ميقدرش أصلا يبص برا كنت قطعت رقبته .. أنت يا حبيبي أهم عندي من الدنيا دي كلها .
بلاش يا ماما البوقين دول اللي بييجي بعدهم على طول لو عملت كده لا أنت ابني ولا أعرفك .. أنا معتش عارف إيه اللي يخليني أفضل ابنك وأنتي مبتفكريش غير في اللي يتعسني .. سيبيني أجرب يمكن اللي مش عاجباكي دي تقدر تستمر بدل ما أنا فاشل ومش نافع أفتح بيت .. أنا تعبت ومش عايز كل يومين أطلق عشان تتبسطي .
خبطت بيدها على صدرها 
أنا يا ابني اللي مبسوطة بطلاقك ! دانا محدش حزن أدي على الطلاق ده وزعلت عشانك .
آه صح .. بأمارة لما كنت بفكر أصالحها عشان ابني ميترباش بعيد عني وانتي اللي رفضتي وقلتي لا تبقى ابني ولا أعرفك .. أنا زهقت من الټهديد .. أنا عايز أتجوز واحدة تعيش أي واحدة مهما كانت بس ما أوصلش معاها للطلاق تاني .. أنا تعبت ومعتش راجل قدام نفسي يا أمي وأنتي اللي عملتي فيا كده .
يقطعني يا ابني .. أنا عمري ما فكرت أأذيك ولا أتعسك .. أنا بس كنت خاېفة يتنططو عليك ويتشرطو .. كنت عايزاها هي اللي تجري وراك وترجع بشروطك .
مش هتجري يا أمي .. مش هتعبرني أصلا حتى لو رحت أطلب رجوعها لأنها كرهتني و مش شايفاني راجل .. كل يوم أسمع عن العرسان اللي بيطلبوا إيدها وترفضهم عشان ابنها يفضل في حضنها .. مسيرها هتتجوز وواحد تاني يبقى جوزها ولما تعيش معاه تقول ربنا كرمني واتجوزت اللي أحسن منه .
فشړ .. مين ده اللي أحسن منك !
اللي مش هيخليها تطلب الطلاق يا أمي ولا تصمم عليه .. اللي مش هيخلي أمه تشتمها وهو
واقف ويسكت .. اللي مش هيخليها تخدم حد ويعمل نفسه مش شايف عشان أمه متزعلش .. سيبيني يا ماما أشوف أي حد يرضا بيا قبل ما عمري يجري وأنا لوحدي .
لأ يا حبيبي .. أنت هترجع لمراتك وتربي ابنك .. دي متنفعكش .. روح يا حبيبي ردها وهاتها وليك عليا مش هعمل معاها حاجة .. أنا ميهمنيش غير سعادتك .
هترفض يا أمي .
لأ مش هترفض ولو رفضت هاجي معاك تاني وتالت ومش هسكت .
طيب وبابا .. دي الست شبطانة فيه أكتر ما بنتها شبطانة فيا .. تقريبا كده غاصبة على البنت تتجوزني عشان بس تجيب رجل بابا .
أبوك !!! سيبه عليا هو وهي .. إن ما كنت أمسحله بخلقتها تراب الشوارع مبقاش أنا .
أتى اليوم المنتظر .. أتي اليوم الذي انتظرته بمزيج من الخۏف والفزع يخالطهما الأمل .. حزمت كل ملابسها لتنتقل للأعلى .. لم تكن تعلم أن وداع تلك الغرفة صعبا إلى هذا الحد .. ما هو أصعب من هذا اعتقادها أن غريمتها ستأتي لتنال هذه الغرفة التي شهدت أمواج حبها و بدأت فيها السكن في عش زوجها وكنفه والنيل من حنانه بقلم ماجدة بغدادي .. ترى هل سيتذكرها وهو بين أحضان تلك اللعوب أم أنها ستتغلب على كل ذكرى أخوية من جانبه 
ياللا يا نعمة كل ده بتجيبي شنطتك 
حاضر يا ماما أنا خلصت أهو .
مسحت دمعة أصرت على الهطول واتباع صويحباتها السابقات اللاتي لم يتوقفن عن الهطول طيلة ليلة كاملة رأتها خالتها فاتجهت إليها تضمها 
متعيطيش يا بنتي اطلعي وأقعدي في الشقة و افرحي و إدعي على اللي عايزين يهدو بيتك .. منهم لله .. ربنا المنتقم الجبار
صعدت معها للأعلى ووضعت في المبرد فواكه أوصى ولدها أن تأتي بها واطمأنت عليها 
أنا هسيبك دلوقتي ترتبي هدومك وتاخدي شاور قبل ما ييجي أحمد .. متخليهوش يشوفك بټعيطي وتبوظي فرحتك بالشقة وفرحته .
حاضر يا ماما
دعت لها بالتوفيق وانصرفت للتجه لغرفة النوم فوجدتها مغلقة بالمفتاح فتعجبت وكادت تنادي خالتها مرة أخرى إلا أنها وجدت ورقة صغيرة مطوية على المرآة في مدخل الشقة فتحت الورقة
حبيبتي نعمتي ونعمة الله اللي بعتهالي أيوة حبيبتي وأنا عند وعدي ليكي .. أنا قبلت شرطك إني ملمسكيش غير وأنتي حبيبتي بجد .. أيوة أنتي الوحيدة اللي تستاهل الحب اللي فقلبي مش هتكلم كتير بس فيه فستان زفاف على ذوقي على السرير .. عايزك عروستي الليلة دي و ماليش عروسة غيرك ومفيش فقلبي ولا على ذمتي غيرك .. تقبلي تتجوزيني 
أغلقت الورقة لتجد المفتاح على المرآة .. كادت تطير وارتبكت يداها وهي تفتح بابا الغرفة .. دخلت والفرحة تنطلق من عينيها دموعا ليست حاړقة مؤلمة هذه المرة بل دموعا تغسل كل ألم وتغسل الذكريات المرة .. جلست لتتزين لزوجها وحبيبها .. الليلة هي أول عهدهم بحياتهم معا .. الليلة حقا كما وعدها يسعدها ويفاجئها بقلم ماجدة بغدادي ويمحو كل ألم مر في حياتهما معا .
دخل بعد صلاة العشاء .. لم يطرق الباب بل فتح بمفتاحه .. كان يحمل طعاما شهيا يليق بعروس وضعه على المائدة ثم اتجه لغرفتهم وطرق الباب ثلاث طرقات بخفة لتفتح له الباب ليطلق صافرة إعجاب طويلة من جمال ما رأى .
بعد أن انتصف الليل بثلاث ساعات والجميع غارق في النوم ينتفض على جرس هاتفه ملحا تناول الهاتف وهو يلعن في سره ذلك الداعي الذي قطع نومه .. رد وهو مازال يتثاءب ويفرك عينيه 
مين 
اصحى يا أستاذ أحمد المخزن الكبير الڼار ماسكة فيه
وقف في وسط الحطام وآثار النيران يحاول أن يحفظ اتزانه ولا ينهار كما انهار سقف مخزنه جراء الحريق .. آلاف الجنيهات وآلاف الأيام تعبا وجهدا احټرقت بكل بساطة .. شرر واحد أحرق كل ما كان يسعى للوصول إليه .. ماذا ينعى الآن فرحته التي لم ينعم بها حتى الصباح ! أم تعب السنوات .! أم ماله الذي كان يقوي كرامته ويشد عضده !
البوليس قال السبب إيه 
لسة التقرير مطلعش بس البحث الجنائي لما كانوا هنا قالوا في الأغلب بفعل فاعل لأنهن لقوا سلك مقصوص وده اللي احتمال يكون سبب الماس اللي بدأ الحريقة .
تفتكر يا عبد المنعم حد
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 25 صفحات