رواية رائعة بقلم فرح طارق
جواه.
ربنا يصلح حالهم يا رب.
حملت حور حقيبة والدتها واردفت وهي تمسك ذراعها
يلا بقى عشان ترتاحوا انتوا الاتنين وأنا هروح الشركة..و وأنا راجعة هطلب لينا أكل.
اجابت وفاء على حديث حور
طب يا بنتي ارتاحي النهاردة وبكرة روحي !
التمعت عيني حور قائلة بشغف وسعادة
لأ..متحمسة إني أنزل أشتغل اعوض لو جزء بسيط من اللي خسرته متحمسة أوي صدقيني.
ذهبت كلاهما لغرفتها ورحلت حور بعدما أخذت شاورا وبدلت ملابسها لأخرى تتكون من..بنطال قماش من اللون الأبيض واسع ومريح..وتيشيرت أبيض يعتليه بليزر من اللون الأبيض.
وصلت للشركة وهي تشعر بتوتر في بداية الأمر لم تأتي لهنا منذ عام مر ! قبلها كانت تأتي مع جدها..الذي حرص على معرفتها هي وشقيقتها كل شيء بالشركة مما سهل عليها أن تزيل توترها شيء ف شيء وتبدأ في الانسجام بين الجميع ومعرفة ما يدور داخل الشركة بمهارة وسرعة اكتسبتها من جدها.
ابتسمت وهي تدور حولها تطلع بعينيها في جميع أرجاء المكتب الذي يغلفه اللون الأبيض وذلك كان هي وجدها للون الأبيض..مكتب فخم خاص بها تجلس على مقعده..يعتليه إسمها من الأمام وبعض الملفات المهمة عليه وعلى جانب منه يحتوى طاولة كبيرة للاجتماعات الصغيرة بالشركة والجانب الآخر يحتوي على مكتبة ب عرض الحائط يتعلق بها الكتب من مختلف المجالات..وبجانب مكتبها أريكة ضخمة جلدية أمامها طاولة صغيرة وأعلاها لوحة كبيرة تتوسط الحائط من خلفها .
نهضت حور من مكانها وهي تبتسم ب ثقة ف هي كانت واثقة من قدومه لها بالشركة ذلك هو الفهد..الذي حفظته وحفظت شخصيته حقا عن ظهر قلب .
ازيك يا فهد اتفضل أقعد.
جلس فهد أمامها ثم اردف
بخير يا حور وانت
الحمدلله.
نهضت حور من مكانها واتجهت نحو الأريكة وهي تشير إليه
اتفضل نقعد هنا أفضل.. اخبارك ايه وأسر اخباره ايه .
ابتسم لها فهد ف هي بدأت بفهم ما يدور حول مكتب رجال الأعمال..ف قدوم شخصا على معرفة به خاصة وإن كانت شخصية لا يصح بأن الجلوس بينهم يكن على المكتب..
عايز أفهم ايه اتغير عن ما كنت ف أوروبا يا حور كلامك مش هو هو..! جيت مصر بقى كل كلامك عبارة عن شروط بس.!
ابتسمت حور بسخرية واردفت
شروط كل حاجة قولتها ليك بالنسبة ليك شرط بحطه قصادك ! خلينا نفترض انها شروط مستحقش إنك تنفذها مستحقش بأنك تعافر عشان تحقق اللي قولته
تنهدت حور بقلة حيلة..ذلك هو فهد لن يتغير شيء به سيظل تفكيره يحتويه فقط التكبر الداخلي وغرور المشاعر لديه!
نهضت من مكانها واردف بجدية
ده اللي عندي يا فهد فكر فيه زي ما تفكر لأني مش هبذل جهد واقولك تفهمني ازاي ولو سمحت عن أذنك لأني ورايا شغل واظن الكلام بينا مبقاش ايه أي لازمة.
نهض فهد من مكانه وقبض على ذراعها وهو يعيدها للوقوف أمامه مرة أخرى ثم أردف بنبرة حادة
لما أكون بكلمك تقفي تسمعيني !
نفضت حور يدها من ذراعه واردفت وهي تشير بإبهم الشهادة أمام وجهه
انت اللي هتسمعني يا فهد هتسمع بأنك شخص أناني ! بتفكر بس بدماغك ورافض تشوف أي حاجة غيرها غرورك عامي قلبك وعنيك..حتى عقلك !
لو بس فكرت مكاني لو دقيقة واحدة مش هتخسر أي حاجة ! لكن ازاي فهد باشا يتنازل ويغلط نفسه ف حاجة أو يطلع غيره هو اللي صح خصوصا لو ست
كاد أن يتحدث..لكن قاطعته حور وهي تتنهد پألم جال على وجهها
أنا تعبت كتير اوي يا فهد شوفت كتير ف حياتي معشتش أي فترة من عمري ب سنها الطبيعي ! دايما كان بيتفرض عليا اني أسبق سني ف كل شيء !
لما ابني ماټ بسبب كريم وقتها الدكتور اضطر يعملي استئصال رحم ! خۏفت أقوله يلاقي ليان قبل ما أعمل أي حاجة ويتجوزها !
بعدين مايكل..شوفت معاه عڈاب..رجعت اټصدمت ف مليون حاجة وكلهم ورا بعض.
مسحت تلك الدمعة التي فرت من عينيها لتطالعه بأعين جامدة
أنا عافرت كتير أوي عافرت ف كل شيء ف حياتي ودلوقت مش محتاجة غير ان شخص يعافر علشاني.. وللأسف الشخص ده مطلعش انت لأنك ببساطة مش هتعافر
انت عايز اللي تأمرها وهي تنفذ ليك وبس ! وأنا مش كدة.. أنا واحدة ما صدقت تبقى حرة ! لسة خارجة من سجن كنت عايشة فيه من يوم ما اتولدت ! سجن كنت بتنقل فيه من زنزانة ل زنزانة أبشع من التانية ! مش انا يا فهد اللي هتنفعك ولا انت اللي هتنفعني..عن أذنك.
تركته ورحلت من أمامه وكادت أن تفتح باب المكتب لتتوقف على استماعها ل صوته قائلا
ولو عافرت
استدارت له حور ولازالت يدها تمسك بمقبض الباب لتقول بإبتسامة حالمة
ساعتها يمكن أفكر.
غادرت من أمامه بينما توقف فهد يتطلع من أثرها وهو يفكر ب حديثها عقله يأبى الخضوع ولكن قلبه قد خضع بالفعل ! يرغب بها وبالوقت ذاته ليس هو من يزحف خلف إمرأة ويترجاها ل حبه !
بينما على الجانب الآخر..كان سيف يجلس في أحد الشقق الذي يمتلكها في القاهرة ف هو حقا لن يترك ليان ب مكان هو ليس به ! بل أن الشقة على قرابة من شقتها ب بضع عمارات سكنية..
أخذ ينفث سيجارته وهو يتذكر حديث حور معه قبل سفرها وأخذها لزوجته..
عودة للماضي قبل يوم ..
سمع طرقات على باب المكتب ليسمح للطارق بالدلوف ويجدها حور..اعتدل سسف بجلسته ودلفت هي للمكتب وجلست أمامه واردفت
بأمر الله هنسافر بكرة الصبح..بس مجتش عشان اقولك كدة.
طالعها سيف بتركيز ف أكملت حور
عشان أقولك فكرة إني أخد ليان لا إني اربيك مثلا ع اللي حصل ولا كل الكلام ده يا سيف الموضوع كلوا لأنه ده هيكون ف مصلحتكم انتوا الاتنين.. وخاصة ليك .
ابتسم سيف بسخرية من حديثها
وهو إني أبعد عن مراتي وابني ده مصلحة ليا
أيوة ليك مصلحة ليك تقعد مع نفسك.. تعرف عايز ايه وليه تعرف هتعمل ايه وامتى لو بس يا سيف بعدت مع نفسك شوية هتقدر تحدد كل شيء بيحصل حواليك فكرة إن انت وليان تكونوا مع بعض وف نفس الوقت لأ..ده الصح ليك وليها انت وهي عايشين ف تشتت ! تشتت خلاكوا مع أول مطب هديت العلاقة بينكم وده مينفعش ! مفيش إنسان مبيغلطش..بس لو فضلنا نجلد كل شخص غلط قدامنا ده هيهد كل شيء حوالينا..كلنا بنغلط بس محدش قاضي أو جلاد للتاني ولا لنفسه حتى.
ظل سيف صامتا أمام حديثها لتنهض حور واكملت
ليان هتكون فالبيت وقت ما كل واحد فيكم يرتب نفسه..يعرف ايه دنيته وقت ما تتفقوا على حياتكم سوى ولما ترتب حياتك انت ساعتها تعالى خد أختي يا سيف.
نهض سيف من مكانه واردف وهو يضع يديه بجيوب بنطاله
غريبة كلامك متناقض ! منين بتقولي محدش جلاد للتاني ومنين بتعاقبيني على إني مش مرتب حياتي
مش بعاقبك لو بعاقبك..هخليك تطلق ليان هقولك انت شخص مش سوي لا ف نفسيتك ولا ف حياتك هقولك حياتك فيها مطبات كتير وأنا خاېفة على أختي ف طلقها لكن مش هديك فرصتك تعدي المطبات اللي ف حياتك وترتب تفكيرك ودنيتك وبعدين تيجي ترجع أختي لحياتك..!
تنهدت حور واكملت حديثها
أنا اكتر واحدة عارفة يعني ايه الدنيا تجبرك تعيش حاجات لو اتحطيت ف اختيارها عمرك ما كنت هتجيب عينك عليها أنا نفسي حياتي مش متظبطة ! محتاجة إني أقعد مع نفسي لوقت أرجع فيه كل شيء باقيلي من تاني أعمل تهيئة ف نفسي إني أبدأ ف أي حاجة جديدة حواليا وده من أكبر الأسباب اللي مخلياني رفضت فهد دلوقت ! ده كدة بعاقب نفسي لأ.. أنا بدي لنفسي فرصة اخليها تهيأ نفسها من جديد عشان تقدر تواجه من تاني وتستقبل أي حاجة سواء مشاعر جو عائلي حب أو أي شيء جديد هيحصل ! وده مش عقاپ بالعكس.. أنت لو مديتش فرصة لنفسك وجيت عليها من تاني..هو ده العقاپ عن أذنك يا سيف .
رحلت حور بينما جلس سيف مكانه يفكر بحديثها معه هي على حق ! هو يجب عليه أن يجلس مع نفسه يعيد ترتيب وترميم نفسه من جديد..ليان ليس لديها ذنب بأن تكن معه وهو بتلك الحالة !
عودة للحاضر..
عاد سيف برأسه للخلف وابتسامة باهتة ارتسمت على شفتيه واردفت بخفوت
مكنتش محتاج غير وجودك معايا ف الفترة دي بالذات يا ليان.
في مكان آخر..
دلفت چيدا للغرفة بعدما طرقت على الباب خطت قدميها بتوتر من رؤيته ولكن لا بد من ذلك !
بينما ابتسم ياسين وهو يراها أمامه لقد أخبره فهد بما حدث..هل معنى ذلك أنها ليس لديها أي عائق بأن تظل معه هل تفكيره هو الخاطيء منذ البداية !
جلست على المقعد بجانب فراشه واردفت بتساؤل
عامل ايه دلوقت عرفت من فهد إنك فوقت الصبح ف جيتلك.
ابتسم لها وهو يجيبها بنبرة متعبة
الحمدلله كويس وبقيت أحسن دلوقت.
ابتسمت بتوتر من حديثه فقد أخبرتها حور بأن تذهب إليه لرؤيته لم تكن ترغب بذلك ولكنها أخبرتها بأن
عدم ذهابها يعني أن تفكيره كان على حق في البداية !
الأمر لا يحتاج شيء سوى معاقبته قليلا ولكن ليس الآن ف هو بذلك الوقت يمر بأزمة نفسية شديدة عليه ! خاصة بعدما حدث له..
أرجعت خصلات شعرها للخلف بتوتر واردفت
يا رب دايما هو .
صمتت ولا تجد ما تقول بينما شرد ياسين أثناء صمتها حينما شعر ببعض التعب من آثار العملية..شرد وهو يتذكر صديق عمره وهو يطعنه !
الخذلان من الأصدقاء اسوء شيء يمر به المرء ليس هناك ۏجعا أشد منه خاصة ذاك الصديق الذي لقبته يوما بأنه شقيق.
لاحظت چيدا صمته لتمسك يده بتلقائية واردفت
متزعلش أنا حاسة باللي انت حاسه دلوقت الحمدلله إن ربنا كشفه ليك وأنك محصلش ليك حاجة وقومت بالسلامة لبنتك..مين عالم إنه وصلت أنه پالنار..كان ممكن يأذيك ف بنتك يا ياسين قول الحمدلله وبس دلوقت.
مش متخيل!
كلمة حاول وصف بها كل ما يعصف داخله ! ليس مصدقا ما حدث..مرحلة لا يصل إليها سوى من يطعن أشد الطعنات