الأربعاء 27 نوفمبر 2024

احببت فريستي بقلم بسمه مجدي

انت في الصفحة 1 من 91 صفحات

موقع أيام نيوز

_ 1 _ 
هدوء.. صمت.. شرود.. لا يوجد سوي صوت أنفاسها..عيناها تروي قصصا من ألم.. دلف الي الغرفة كعادته ليجلس بجوارها متطلعا بحزن..تنهد ليقول بابتسامة هادئة 
حبيبي عامل ايه النهاردة !.
لم تجبه ولم تلتفت حتي وكأنه لم يأتي.! تأمل عيناها الزرقاء الذي اختفي بريقها او ربما لم يكن من الأساس تأمل بشرتها الشاحبة وشعرها الأسود الذي يصل الي خصرها كم يعشقه و كم حذرها من قصه ليكمل بحنان 

طب مش عايزة تعرفي جبتلك ايه !.
لا رد.. اغمض عينه پألم هو يدري انها لن تجيبه ولا تسمعه من الاساس..! فهي في عالم أخر هي فقط جسد بلا روح ليردف باشتياق وعيناه تلتمع بالدموع 
وحشني صوتك اوي يا حبيبتي...وحشتني ضحكتك و وحشني غيرتك. 
صمت ليكمل بضحكة مؤلمة 
وحشتني عصبيتك وقوتك وحشتني ميرا القوية الي مبيهمهاش حد
اقترب ليلثم جبينها كعادته ويمسد بحنان علي خصلاتها نظر لها بحزن جم وخرج من الغرفة ليلج لمكتب الطبيبة المسئولة عن حالتها ليهتف بحزن 
ها يا دكتور ! ميرا هتفضل كده ! دي بقالها 3 شهور علي الوضع ده...
عدلت الطبيبة نظاراتها الطبية لتجيبه بعمليه 
انا قولت لحضرتك قبل كده يا أستاذ يوسف حالتها دي ناتجة عن تراكمات كتير وانا لازم اعرف ايه الي حصلها بالتفصيل عشان أقدر أساعدها !
تنهد پألم ليردف 
طيب انا هحكيلك كل حاجة حصلت...انا وميرا اتقابلنا من سنتين و... 
......قبل سنتان....
جلست تتململ بضيق في مقعدها وعيناها تتلفت يمينا ويسارا تعرق جبينها بحبات عرق رفعت شعرها الاشقر المصبوغ بضيق وهي تتوعده سرا أخرجت مرآتها لتتأكد من زينتها المبالغ فيها تطلعت لساعة يدها للمرة التي لا تذكر عددها..! لتسقط انظارها عليه وهو يدلف الي المقهى بطلته الجذابة وخصلاته البنيه وابتسامته الجانبية الساحرة لم تستطع الا تنظر لعضلاته البارزة وطوله الفاره الذي يليق بسنواته ال جلس أمامها ليقول ببرود 
سوري يا بيبي كنت سهران امبارح لوقت متأخر فمعرفتش اجي في معادي
لتجيبه بامتعاض 
مانت طول عمرك متأخر هي عادتك ولا هتشتريها...
ليقهقه بخفه ويردف بتساؤل 
ها !. كنتي عايزاني في ايه بقي !.
لتجيبه بجديه 
انا عايزة أعرف أخرتها يا يوسف !. هنفضل كده كتير !.
قطب جبينه ليقول بحيرة 
كده الي هو ازاي يعني !
ضاقت ذراعا من تهربه وبروده لتجيبه بحنق 
قصدي علي علاقتنا يا يوسف...قولتلي لازم نتعرف الاول ونقرب من بعض وافقت وقلت ماشي بقالنا سنة كاملة مع بعض ولغاية دلوقتي مجتش تتقدم لي..!
ليقول بتأفف 
هو انتي هتفضلي تزني كتير كده !. كام مره طلبتي اجي اتقدمتلك وقولتلك لسه مش دلوقتي!.
امال امتي يا يوسف امتي !..
أجابها بضجر 
بقولك ايه يا ساندي متوجعيش دماغي خلينا كويسين مع بعض انا مرتاح كده
بس انا بقي مش مرتاحة كده..! انا مش هفضل ماشية معاك في الحړام كتير.! يا تيجي تتقدملي ياما نقطع علاقتنا احسن وكل واحد يروح لحاله.....!
ساندي اناااا.......
لتقاطعه بصرامه 
لا يوسف هي كلمة يا تتقدم يا بلاش خالص..!
طب اسمعيني انا......
لتقاطعه مرة اخري برفض تام 
انا قولت الي عندك ومش عايزة اسمع تبريرات فاضية من بتوعك
بس انا مش هبرر
قاطعته بسخرية 
ايه !.اكيد مقررتش تيجي تتقدم صح !
يا بنتي اسمعي انا كنت هقولك انا موافق..!
علي ايه !
ليردف ببرود تام 
علي الانفصال..! اصلي بصراحه مليت منك نكد طول الوقت وزن كتير فخلاص خلينا ننفصل أحسن...!
اتسعت حدقتيها في دهشة ابتلك السهولة يتخلى عنها!. ويتحدث عن الامر كانه احدي الصفقات التي فشلت..! لتترقرق الدموع بعينيها وتقول بنبره مهزوزة 
يعني انت عايز هتسبني يا يوسف !.
ساندي انا مش عايز دراما انتي عارفه كويس اني مش بتاع جواز ولا بتاع حب... بس مصدقتي اني عبرتك وقولتي يمكن تخليني احبك واتجوزك....انا كنت بتسلي وانتي كمان كنتي بتتسلي بس الموضوع شكله قلب معاكي بجد لان انتوا كبنات عاطفيين شوية ومش بتعرفوا تحسبوها صح......وده مش ذنبي طبعا..!
لتصيح بانفعال وهي تحاول صفعه 
انت بني ادم حقېر وو...
اسمك يديها پغضب قبل ان تصل لوجهه وهو يقول ببطء
ونبره مخيفة 
لمي الدور وخلينا ننفصل بهدوء وبلاش جنانك انتي عارفاني انا أجن منك..!
لتسحب كفها من قبضته پعنف وتصيح پغضب وهي تلتقط حقيبتها وتستعد للمغادرة 
ماشي يا يوسف كنت بتتسلي بيا انا بقي هندمك علي اليوم الي فكرت فيه تجرحني والا مبقاش ساندي الرفاعي...!
وغادرت بخطوات سريعة غاضبة وهو تمسح دموعها بقوة نظر في اثرها ببرود ليشير الي النادل 
عايز قهوة مظبوطة عشان مصدع وياريت لو فطار خفيف كدا
دون النادل طلبه في صډمه وقد متابع لما حدث ورأي ان الفتاة كانت علي وشك صفعه واصواتهم جابت المقهى بأكمله وهو يطلب ببرود يحسد عليه...! 
القت هاتفها بضيق فهذه الشركة الثالثة التي ترفض توظيفها دلفت الي المرحاض لتخلع نظاراتها الطبية وتتأمل وجهها الأبيض وعيناها الزرقاء الحادة لملمت خصلاتها السوداء الناعمة التي تصل الي خصرها وجمعتها بواسطة أحد اقلامها سمعت رنين هاتفها لتخرج وما ان أجابت حتي صدع صوت الطرف الأخر پبكاء 
ميرا افتحي انا قدام الباب !
نهضت ميرا قاطبة جبينها لتنظر الي الساعة لتجدها تشير الي السابعة صباحا خرجت
 

انت في الصفحة 1 من 91 صفحات