احببت فريستي بقلم بسمه مجدي
بمواساتها ولكن يكفي صمتا وعزله فتح الباب ودلف الي غرفتها ليجدها جالسة بأحد اركان الغرفة تضم ساقيها الي صدرها شاردة في الفراغ اقترب بهدوء ليجلس ارضا بجوارها قطع الصمت بصوت هادئ
هتفضلي حابسة نفسك كتير كده !.
لم تلتفت ولم تجيبه ليردف محاولا اخراجها من صمتها المخيف
طب حاسة بايه !.
اخيرا خرج صوتها متحشرج من كثرة الانفعالات التي
مش عارفة ! مش حاسة بحزن ولا حتي فرح زي ما كنت متخيلة اني هفرح بمۏته...
لف ذراعه حول كتفها ليقربها بلطف لتضع رأسها علي كتفه وهي تردف بشرود
أنا حاسة بحاجات كتير...خوف.. راحه.. حيره.. مشاعر كتير متلخبطة جوايا انا صحيح كنت بتمني مۏته كل يوم بس اټصدمت بس الي واثقة منه اني حاسه براحه مشوفتهاش من سنين...
ميرا انتي بقالك كام يوم مش بتاكلي ولا بتخرجي من الأوضة اعتقد كفاية كده ولازم نرجع لحياتنا الطبيعية...
اومأت بهدوء
معاك حق انا فعلا اهملت شغلي وحاجات كتير من غير داعي...
نهض بها وخرجوا ليجلسها علي الاريكة قائلا بلطف
طب ياحبيبتي استنيني هنا هدخل اعمل حاجة خفيفة كده علشان تاكلي !
ميرا معلش افتحي انتي الباب شوف مين ..
نهضت بهدوء لتفتح الباب لتصدم برجال الشرطة لتهتف باستفهام وقلق
أفندم !.
تقدم احدهم ويبدو انه الأعلى رتبه قائلا بجمود ورسمية شديدة
_ شراسه ! _
_ 18 _
صف سيارته ليترجل دلف الي المصعد ليتطلع الي وجهه الذي تغير علي مر السنوات كأنه زاد عمرا فوق عمره...لحيته الخفيفة التي اعطته وقارا...عيناه الحادة التي فقدت بريقها..جسده الضخم الذي اعطاه هاله مخيفة..! خرج من المصعد ليجد ضجيج بالمشفى و تجمهر العديد من الممرضين والأطباء في الطابق ليسد طريق احد الممرضات ويهتف بلهجة صارمة اجبرتها علي اخبراه فورا
ردت پخوف
أأأ.. في مريضة هربت مش لاقينها
افسح لها الطريق لتهرب مسرعة..انقبض قلبه لفكرة ان تكون هي لالا بالطبع ليست هي من هربت وصل الي غرفتها لتبدأ نبضاته بالتعالي حين وجدها فارغة والطبيبة الخاصة بها تصرخ بإحدى الممرضات
يعني ايه مش لاقينها هتكون راحت فين يعني !.
أ..أ..أستاذ يوسف ! متقلقش هنلاقيها دلوقتي أكي...
قاطع حديثها ما ان وضع يده علي رقبتها وصدمها بالحائط هامسا من بين أسنانه
مراتي فين !.
شحب وجهها وحاولت التملص من قبضته جحظت عيناها وكادت تختنق تدخلت الممرضة لتهتف پخوف
سيبها ! دي ھتموت في ايدك ارجوك سيبها...
تركها لتسقط ارضا لتحاول التنفس ليوجه نظره لها وعيناه كجمرة من ڼار قائلا بصوت هادئ مخيف
مراتي لو حصلها حاجة مش هرحمكم !
نهضت الطبيبة لتهتف وهي تتنفس بصعوبة
اكيد معرفتش تخرج الابواب مقفولة !
غادر الغرفة وهو يفكر في حال جميلته وحدها كاد ان يدلف الي المصعد لكنه توقف حين سمع صوت همهمات ضعيفة الټفت ليجد غرفة قديمة مظلمة اقترب ببطء ليجدها جالسة ارضا تضم ركبتيها الي صدرها وتهمهم بكلمات غير مفهومة وعيناها فارغة كعادتها اقترب بلهفه قائلا
ميرا حبيبتي انتي كويسة !.!
رفعها ليحملها كطفلة صغيرة تحتاج لمن يحملها ورأسها تستند علي صدره وترتجف وصل الي غرفتها ليجد الجميع قد تجمع حوله بعد ان رؤيتها معه ليلتفت قائلة پحده للطبيبة
خلي كل يشوف شغله هطمن عليها واجيلك !
اومأت پخوف لتصرف جميع الممرضين وتتجه لمكتبها وضعها علي سريرها برفق وهو يقبل رأسها برقة ويربت علي خصلاتها بحنان
لم ترد فقط عادت الي شرودها بين ذراعيه تنهد بحزن ليظل بجانبها لساعة كاملة حتي اغمضت عيناها وراحت في سبات عميق قبل جبينها وخرج بهدوء
دخل مكتب الطبيبة وامارات الڠضب تتشكل علي وجهه ليقول بجدية شديدة
انا هنقلها من هنا ميرا هتروح معايا البيت انا مبقتش مأمن عليها هنا وانا هعرف اخد بالي منها كويس !
أجابته بتردد وقليل من الخۏف فردة فعله ارعبتها فقد كاد ان ېقتلها لاختفاء زوجته!
صدقني دي غلطة غير مقصودة الممرضة ادتها الدوا ونسيت الباب مفتوح و...
تترفد !
قاطعها بأمر ولهجة لا تقبل النقاش لتومأ بهدوء فهي تدري ان امره نافذ لا محاله..! تنفست بعمق لتردف بجدية
انا مش هعارضك في قرارك بس لازم تعرف ان كده ميرا هتفضل معاك طول عمرها بالشكل ده ! وشوف هتتصرف ازاي مع حالتها وحالة الجنين..!
تنهد بضيق فرؤيتها بهذه الحالة طغت علي تفكيره لتكمل رضوي
صدقني انا عارفة احساسك وخۏفك عليها بس اوعدك الموضوع ده مش هيتكرر تاني وهاخد بالي أكتر من كده بس ميرا محتاجة تفضل هنا...
قاطعها پحده
وايه لازمة وجودها !.بقالها اكتر من 3 شهور ومفيش اي تقدم في حالتها !.
تنفست بعمق مردفة بجدية
أستاذ يوسف حضرتك راجل مثقف واكيد عارف ان المړض النفسي اصعب من اي مرض