خان غانم ل سوما
جاوب على الفور ليستمع لرضا و هو يخبره أن أبنته عنده ببيته و يطلب منه الذهاب لعندهم في التو و الحال
ظل يتلفت حوله ينادي على العم جميل يناديه عم جميل يا عم جميل
ذهب هنا و هناك يفتش عنه و لم يجده في الآونة الأخيرة بات يختفي كثيرا
إلي أن وقف أمام أحد الحراس عند الباب يسأل عم جميل
فينه
غانم هو في ايه بقاله فترة
قطع حديثه توقف سيارة سوداء عاليه ترجل منها صلاح عيسى أمام غانم پغضب شديد ېصرخ فيه بتلاعبني يا بن صفوان مش عارف تلعب بشرف نسيت أصول الشغلانة هقول ايه طول عمرك واطي و بتلعب من تحت الطرابيزه
أشتغلت أعين غانم و هدر عاليا لم لسانك و أتظبط بدل ما تزعل
لم يستطع غانم الصمت و ناول صلاح لكمة قوية في فكه و هو يقول له مين ده اللي جبان يالا ده انا ارجل من بلدك
فرد صلاح اللكمه له يخبره أيضا لأ جبان و عيل و خواف و إلا كنت وقفت ناطحتني و قولت لي هاخد العطا ده مش تلعب لعبك الۏسخ إلي في الدرا ده
فهدر صلاح أنت عيل و بوق على الفاضي بتقول أي كلام لو مش خاېف مني ماكنتش عملت شركة جديده تاخد العطا مني و أنت عاملي فيها الواد البرئ قال و مش عارف يا صلاح مين عمل كده و لازم نعرف عشان كده ظهر لنا منافس جديد و في الاخر تطلع أنت إلي مدور الليله كلها
صلاح ناصح أنت كده يعني و أكلتني بكلمتين طب خد دي بقا أنا عرفت أن شركة الفتح إلي أخدت العطا الكبير الأخير تبقى بتاعت جميل جميل دراعك اليمين الي مربيك الي رايح جاي في ديلك و مش بيقولك غير يا ولدي
سقط الحديث على غانم كالصاعقة ظل مبهوت متخشب الملامح لدقيقة كاملة و عقله يسترجع شريط طويل من الأحداث و المواقف التي ربطها و رتبها الآن فقط ليدرك صدمة عمره في العم جميل
يحاول أن يتحدث كانت حالته مذريه للدرجة التي صعب حاله فيها على عدوه صلاح
حمحم يجلي صوته و هو يردد جري ايه يالا في ايه ماتنشف كده أحمممم عادي يعني ما يروح الله يسهله
نفى غانم برأسه يردد ده هو الي مربيني ده كان لسه معايا من شوية يعمل معايا أنا كده
ضيق صلاح ما بين حاجبيه و قال بتوعد و لا يهمك سيبهولي و حياة رحمة أمي لافرمهولك في السوق
تركه و غادر سريعا يخطط بعقله الجهبذ كيف سيقضي على جميل الخبيث قبلما يبدأ
و غانم دار بسيارته و على قلبة ثقل الجبال متجه لبيت رضا والد سلوى ليرى فيما يريده و ليطمئن على سلوى خصوصا بعدما حدث
دلف لبيت رضا بعدما فتحت له الخادمة ليجد العائلة و عائلة العائلة في شرف إنتظاره
نظر لهم بإستغراب و قال مساء الخير
فقال رضا بصوت غليظ خير و هييجي منين الخير بعد ما بهدلت بنتي و ضيعت صحتها و خليتها تدفع معاك تمن ذنب هي ما عملتوش
هز غانم رأسه بعدم إستيعاب و قال ضيعت ايه و ذنب إيه هو في أيه بالظبط و أنت بتكلمني كده ليه ده بدل ما تقول لبنتك تعقل و تهدى و أن مافيش واحده محترمة تسيب بيت جوزها من غير أذنه
وقف قباله رضا و ردد ده لما يفضل جوزها لكن إحنا خلاص عايزين نفضها سيرة
فهدر غانم بنفاذ صبر هو في ايييه ما كفايه دلع بقا أنا أستحملت
كتير بس أنتو سوقتوا فيها أوي ماترحموني شويه أنا مدبوح و قلبي واجعني زيها بالظبط إلي ماټ ده أبني أنا أنا دفنته بأيدي مش هي لوحدها إلي موجوعة و مصدومه عشان تفضل تضغط عليا كده أنا مراعي إلي هي فيه بس هي كمان لازم تفتكر إني موجود في الحياة معاها و مصيبتنا واحدة و لا هي الرجالة ما بتتألمش !
وقفت سلوى و صړخت فيه و هو مين السبب في كل ده مين الي أبني مش أنت
أتسعت عيناه پصدمة و ردد أنا
سلوى أيوه أنت ذنبك إلي عملته زمان البنت الخدامة دي قالت كل حاجه و أنا طول السنين دي أسأل نفسي في أيه مش بيثبت و يكمل لي حمل ليه روحنا لكل الدكاتره و كلهم قالوا مافيش مشاكل و أحمل و ما يكملش يا ريتني حتى مش بحمل خالص لا كنت هتعب و لا أدوق حلاوة الحمل و الأمل في طفل و بعدها بكل بساطة ينزل شوية ډم كأن ربنا بيزود عذابي لكن المره دي كانت أقوى ده كان خلاص قرب يتولد أنا مااالي أدفع ذنب أنا ما عملتوش ليه
صړخ فيها غانم ذنب أيه إلي بتتكلمي عنه ده !
سلوى ذنب البنت إلي كنت على علاقة بيهل زمان و أجهضتها قريبة الخدامة أنا سمعت كل حاجه أنا مش ذنبي أنك بوظت حياة واحدة زمان و بعدها ضيعت حياة عيلة بحالها و جيت تتجوزني عادي من غير ما تقولي عشان أعيش طول عمري معاك ادفع تمن ذنبك
حاول غانم الأقتراب منها يتحدث رغم صډمته أهدي يا سلوى بلاش تقولي كلام ټندمي عليه بعدين هي فترة صعبة عليا و عليكي أهدي و أنا هحاول أنسى إلي إنتي قولتيه دلوقتي عشان باقي عليكي
كان يحاول مسك يدها بكفيه لكنها نفضته عنها و صړخت فيه و أنا مش باقية عليك و بقولك اهو طلقننني
أتسعت عيناه و تخشب مكانه من صډمته يقول إنتي بتقولي ايه يا سلوى إنتي أكيد أتجننتي
فقالت بهيستيريا مجنونه أنا أبقى مچنونة لو كملت معاك أنا عايزة أجيب طفل لأ أطفال أطفال كتير يملوا عليا حياتي و أنت مش هتعملي ده ابدا يبقى تطلقني
ضحك بخفة و قال إنتي أكيد بتهزري معايا مش كده
فردت بقوة إيه غرورك مش مصورك إن في واحده عاقلة ممكن تفكر تطلب الطلاق من غانم صفوان مش كده
هز رأسه نافيا و قال بخيبة أمل لأ بس ما أتخيلتش إنك تتخلي عني مع إني ما إتخليتش عنك
صړخت فيه تردد ساخرة و الله ده بجد طب و غرامياتك مع الخدامة إيه فاكرني مش عارفة
نظر لها بعمق ثم قال براڤو بتعرفي كل حاجه و إنتي في مكانك بس ما سألتيش نفسك و لا مرة أنا ليه لحد دلوقتي ما أتجوزتهاش مع إني أقدر ليه خليتها تسيب البيت و السؤال المهم بقا لما هو كده كنتي مكملة ليه عشان الطفل مش كده و أول ما شكيتي و لو بنسبة بسيطة إنك و إنتي معايا مش هتجبيه سبتيني مع أني طول السنين إلي فاتت دي كان ممكن أتجوز و هيبقى عذري معايا و أقول أصل أنا عايز أخلف أنا گراجل ما عملتهاش و إنتي عملتيها
نظرت له ببرود و قالت خلصت بردو طلقني
صمت تماما و هو متفاجأ كأنه يتعرف لأول مرة على سلوى بل و كأنه أمام سلوى جديدة غير التي يعرفها و كان مستعد لأن يدعس على قلبه كي لا ېجرحها
فتحدث بصوت رخيم ثابت أنتي طالق يا سلوى طالق بالتلاتة
هم لكي يغادر بقوة لا يود الإلتفاف خلفه لمن باعه لكن أستوقفه رضا يردد بصوت غليظ أستنى عندك أنت فاكرها سايبة أنت لازم تدفع تعويض إلي حصل ده
وقف عم سلوى و قال لأخيه عايز إيه تاني يا رضا ما الراجل طلقها
أهو تعويض إيه بقا
رضا مش اقل من أربعه مليون جنية كل سنة بمليون
فنهره أخيه بحدة كلام إيه اللي بتقوله ده يا رضا أسكت خالص ما تركبناش الغلط
رضا لأ لازم يدفع مجبور ده بهدل بنتي دكاترة و سقط و عمليات و بعدين إيه مش معاه أربعة مليون و هو إبن صفوان غانم
زم غانم شفتيه و حاول تمالك أعصابه ثم قال ببرود و إزدراء و حد قالك إن إبن صفوان غانم بيوزع ملايين بنتك مش هتاخد مني غير حقوقها الشرعية و بمزاجي وقت ما أحب
صړخ فيه رضا كلام أيه إلي بتقوله ده أنت فاكر إني هسكت لك
غانم و لا تقدر تعمل معايا حاجة ده انا غانم صفوان
فصړخت سلوى بس بقا كفايه أنا مش عايزه حااااجة
أسرعت شقيقتها تضمها لها كي تهدئها و هو نظر لها بإستحقار ثم قال والله أنا إلي المفروض يتدفع لي تعويض على السنين دي
تحرك رضا لكي ېعنفه على ما قاله لكن تمكن شقيقه من تثبيته بينما غادر غانم سريعا و هو لا يرى أمامه
خرج بسيارته من بيت رضا و وقف في منتصف الخان على جانب الطريق
لا يعرف لأين يذهب فكرة أنه يصارع في هذه الحياة بطوله مؤلمة مؤلمة أشد الألم حتى لو كان رجل قوي و ذو نفوذ و مال
الأسرة هي الظهر و الداعم الأساسي لكل شخص و هو اليوم قد فقد كل شيء حرفيا كل شئ
يود البكاء لكن لا يسعه حتى أن يفعل وضع رأسه على مقود السيارة يفكر حتى قفزت عمته إلي رأسه
نعم عمته كيف نساها هي الوحيدة المتبقية من رائحة والده و كانت صديقة مقربه لوالده
هز رأسه و هو يسأل نفسه أين هي منذ فترة و لما لم تسأل عنه طوال كل تلك الأزمات التي مرأت عليه لم يكن
التغافل طبعها و كانت مداومة في السؤال عنه و زيارته
أمرها غريب حقا لكن أخبر نفسه أنه لن يحزن منها بالتأكيد لديها
ما يمنع فذلك لم يكن طبعها أبدا
لذا فورا و بدون تفكير تحرك بسيارته و ذهب لبيت زوجها في مقدمة مدخل الخان
ترجل من السيارة و خطى بقدمة لكي يصعد السلم الذي يتقدم البيت
الكبير كي يدخله لكن تفاجأ بصوت زوج عمته يناديه جاي هنا عايز