رواية عشقت فاطمه بقلم سولييه نصار
والحرير والخمر والمعازف وأنا مش عاوزه يبقى في حد في بيتنا بيستحل المعازف
أبتسم أبتسامة واسعة وقد أعجب بالحديث وقال يعنى التحريم في الأغانى ولا في الموسيقى.
قالت بسرعة لا أنا ممكن أكون أخطأت التعبير. التحريم في المعازف نفسها لكن
بالنسبة للأغانى وكلماتها فده على حسب الكلمات يعنى لو كلمات جميلة بتدعو لحاجة كويسة ومحترمة هتبقى حلال لكن لو
أبتسم مرة أخرى وقطب جبينه مداعبا وقال طب بالنسبة للنوع التانى. بتاع الشهوات ده. ينفع الست تغنيه لجوزها بصوتها كده من غير موسيقى
أطرقت برأسها خجلا من مقصد سؤاله ولم ترد حاول عبد الرحمن تغير مسار الحديث وقال
إيمان حاجة واحدة بس بالنسبه للصور أنا مش هعلق صور على الحيطان مهما كانت الصورة دى عزيزة عليا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال أن البيت اللى فيه صورة متعلقة مش بتدخله الملائكة. وطبعا البيت اللى مش بتدخله ملائكة هيبقى فيه أيه غير الشياطين ويمكن ده سبب محدش واخد باله منه للمشاكل الكتير اللى بتحصل في البيوت
قال عبد الرحمن بجدية لا طبعا يضايقنى أيه ده أنا مسلم زيى زيك يعنى دى أوامر دينى أنا كمان
أبتهجت إيمان وقالت أفهم من كده انك موافق على الكلام ده
أشرق وجهه بابتسامة عذبة قائلا تصورى البنات دلوقتى لما تقول عايزة أقعد مع الراجل اللى متقدملى الواحد يتخيل أنها هتقعد تتشرط عليه وتطلب بقى اللى هي عايزاه.
كان ينتظر منها ردا ولكنه وجدها صمتت في خجل من أطراءه عليها فقال متابعا أنت قولتى هتدى رأيك النهائى بعد ما تقعدى معايا. ها رأيك النهائى أيه
عادت إلى الداخل في سرعة بخطوات
________________________________________
مرتبكة بعد أن تركت جلستها تلك أثرها البالغ في نفس عبد الرحمن كلماتها جعلته يتأكد من حسن اختيار أبيه أنه بالفعل اختار له الزوجة الصالحة التي ستحمل أسمه وتحافظ عليه خجلها والملامح التي كست وجهها وهي تحدثه جعله يشعر بأنه له مكان ما
أطلقت أصوات الزغاريد في بيت آل جاسر بعد تحديد ميعاد العقدين معا في آن واحد ويوم واحد بعد عشرة أيام.
كانت العائلة كلها في سعادة غامرة إلا أثنين فقط وليد ووالدته التي كانت تأكل الغيرة قلبها لكرهها لأولاد أحلام كما تقول دائما ولانها كانت تريد عبد الرحمن لابنتها وفاء أما وليد فقد أظهر عكس ما يبطن تماما فهو بارع في هذا.
وكانت هناك من تستمع للخبر وتقفز فرحا وسعادة وهي تقول في الهاتف ألف مبروك يا حبيبتى ليكى أنت واخوكى. أنت عارفه يا إيمان أنا الود ودى أنزلك مخصوص بس اعمامك واخدين مني موقف وخاېفة حضورى يبوظ الفرح وابقى أنا سبب تعاستكم يا بنتى. أنا هتصل على إيهاب واباركله بنفسى مع السلامة يا نور عينى.
وضعت سماعة الهاتف واستدارت لزوجها بانتصار قائلة شوفت تخطيطى يا عصام. علشان كنت مش مصدقنى لما قلتلك فلوس العيلة دى هترجعلى أضعاف مضاعفة ولحد عندى
صفق لها زوجها عصام بأعجاب وقال كده أبصملك بالعشرة. أنت معلمة
وضعت قدم فوق أخرى وهي تقول باستعلاء ولسه. مفضلش غير مريم وتبقى العيلة كلها في جيبى.
كانت الأيام تمضى بطيئة على البعض وسريعة على البعض الآخر بل كانت أول مرة تتمنى فرحة أن تأتى الأختبارات تباعا وتنتهى في سرعة أخيرا ستتكلم معه وتنظر له وينظر لها دون محاذير لم يكن حال إيهاب مختلفا كثيرا عنها فهو يحدث نفسه دائما بأنها ستصبح حلاله يبثها حبه وقتما شاء لن يغض بصره عنها بعد الآن أخيرا ستكون هذه الطفلة المدللة طفلته وزوجته إلى الأبد.
وعلى النقيض كانت مشاعر عبد الرحمن باردة لا يشعر بسعادة ولا بحزن كلاهما سواء ولكن لم يكن كلاهما سواء بالنسبة لإيمان على العكس كانت تشعر بالسعادة المخلوطة بالخجل ولكنها لا تستحث الأيام كما تفعل فرحة بل كلما مضى يوما تزداد له اضطرابات قلبها.
تم تحديد أقامة العرس في الحديقة وتكفل إيهاب بها لمدة خمسة أيام قبل العرس وبالفعل خرجت من تحت يده زاهية لأقصى حد كان يعمل بها بقلبه قبل يده وخبرته كان عرس عائلى بسيط لم يكن به صخب كثير فقد كانت رغبة الجميع أن يكون الحفل الحقيقي هو يوم الزفاف.
أرتدت إيمان فستان بسيط ورقيق من اللون الفضى المطعم بالخرز والكريستالات الملونة الصغيرة وضعت القليل من الزينة وكان حجابها من نفس لون الفستان والتي تتميز ببساطتها في حين أصرت فرحة على ارتداء فستان منفوش من اللون الذهبى الفاتح يغلب عليه الخرز اللآمع كانت تريد أن تبدو كسندريلا في فستانها ولفت حجاب صغير ووضعت
زينتها تتماشى مع لون بشرتها الخمرية.
تم عقد قران فرحة وإيهاب أولا ثم تولى الحاج إبراهيم الولاية عن إيمان وتم عقد قرانها على عبد
الرحمن وقف إيهاب في مزاح وقال
يالا يا جماعة كله يقولنا في نفس واحد بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير. يالا واحد اتنين تلاتة.
ضحك الجميع مع
اختلاف الأصوات وأطلقت أم عبد الرحمن الزغاريد الواحدة تلو الأخرى حتى كادت أن يغشى عليها من الفرحة والمجهود لا تعلم مريم لماذا كلما نظرت إليه تشعر بغصة في حلقها وكأنها تريد البكاء تلاقت نظراتهما في صمت قطعه يوسف بالحديث مع والده. كان من المقرر أن يجلس كل عريس إلى عروسه بعض الوقت بعد انتهاء الحفل في مكان مخصص لكل منهما قد أعده إيهاب من قبل أنصرف الجميع كل إلى شقته وظل الأربعة تحت مظلة واحدة نظر إيهاب إلى عبد الرحمن قائلا .
أيه
عبد الرحمن أيه!
لوح إيهاب بيده قائلا أحنا هنستهبل من أولها. متاخد مراتك وترح تقعد هناك
قال عبد الرحمن بتصنع عدم الفهم ليه ما احنا قاعدين مع بعض أحسن
نهض إيهاب وهتف به ليه هي جمعية تعاونية ولا أيه. ما تمشى يابنى انت هي الجوازه دى منظورة ولا أيه يا جدعان
نهض عبد الرحمن وهو يضحك ضحكات مستفزة وأمسك بيد إيمان وقال يالا يا إيمان لو استنينا أكتر من كده هنقضى الليلة في التخشيبة.
أخذها عبد الرحمن إلى مظلة صغيرة أخرى كان إيهاب قد زينها بقماش التل تزينها المصابيح الكهربائية الملونة جلس وهو يقول بمزاح
شفتى الواد اخوكى طردنا أزاى.
أبتسمت إيمان في خجل قائلة معلش بقى أصله بيحب فرحة أوى ونفسه يقعد يتكلم معاها براحته.
على فكرة أنت النهاردة زى القمر
أنتبهت على كلماته ونظرت
________________________________________
إليه وكأنها لا تصدق أنه تحدث أخيرا وقالت بحزن بتقول حاجة
لمس عبد الرحمن حزنها فشعر بالأسى وقال بقولك انت النهاردة زى القمر
أبتسمت ابتسامة صغيرة لمجاملته وقالت شكرا على المجاملة اللطيفة
قال بسرعة لا مش بجاملك. أنت فعلا زى القمر. أول مرة اشوفك بميكب
حتى ولو خفيف.
أبتسمت في صمت حزين وأطرقت برأسها ولأول مرة تشعر أنها قد تسرعت بالموافقة على الزواج منه هو لا يحبها كانت لابد أن تتاكد من مشاعره تجاهها قبل أن توافق
كان يطرق على الطاولة بأنامله ويحاول أن يتكلم أو يقول أى شىء ولكنه كلما وجد جملة معينه يشعر أنها جوفاء ستخرج منه بلا معنى أو أحساس شعرت بتوتره للمرة الأولى تراه متوترا هكذا فرأت رفع الحرج عنه فقالت
تحب نقوم
ألتفت إليها قائلا ليه بتقولى كده
كادت أن تبكى ولكنها تماسكت وقالت يعنى شايفاك مرهق والظاهر أن الأرهاق خلاك متوتر
زفر بقوة وقال فعلا انا مرهق شوية
طب خلاص لو تحب نقوم علشان تنام مفيش مشكلة
قالت هذه الجملة وهي تنظر إلى أخيها وفرحة وهما غارقان في بحر العشق وتقول في نفسها ماشاء الله لا قوة الا بالله اللهم بارك كانت تخاف أن تصيبه بالعين فتؤذيه أوتقلل من فرحته فنهضت قائلة
طيب يالا بجد مفيش مشكلة.
شعر عبد الرحمن أنه لا يملك إلا الصمت لا يعرف ماذا يقول وماذا يفعل فاتجه معها إلى مدخل المنزل ومنه إلى المصعد دلف الأثنان إلى المصعد وأوصلها حتى باب شقتها وقال
تصبحى على خير
قالت بخفوت وأنت من أهله.
تفاجأت مريم بعودة إيمان بهذه السرعة ولكنها كانت غارقة في أحزانها هي الأخرى فلم ترفع رأسها من تحت وسادتها وظلت تتصنع النوم أبدلت إيمان ملابسها وخرجت إلى الشرفة تنظر إلى أخيها وفرحته فوجدتها تقف ثم يمسك يديها ويجبرها على الجلوس مرة أخرى فأبتسمت لشغف أخيها بحبيبته وعادت مرة أخرى إلى غرفتها أطفاءت المصباح ولأول مرة تفعل كما تفعل مريم دائما تضع الوسادة على وجهها وتبكى بصمت.
سمع يوسف صوت غرفة عبد الرحمن وهو يغلق الباب بعد دخوله فخرج من غرفته وتوجه إلى غرفة أخيه دخل خلفه وقال متعجبا
أنت لحقت يابنى ده أنت مكملتش نص ساعة
جلس يوسف بجواره وقال متسائلا أنت مبتحبهاش يا عبد الرحمن
زفر عبد الرحمن بضيق وقال يا أخى حتى لو مبحبهاش كنت المفروض أتكلم معاها أنت مشوفتش وشها وهي بتبص على إيهاب وفرحة كان عامل ازاى وهما منسجمين وبيتكلموا وأنا قاعد جمبها زى خيبتها
ربت يوسف على كتفه وقال أنت كده يا عبد الرحمن مبتعرفش تقول اللى مش حاسس بيه. معلش بكرة تحبها وتعرف تتكلم معاها
شعر عبد الرحمن پاختناق صوته وهو يقول طب هي ذنبها أيه تنام يوم كتب كتابها حزينة كده وقلبها مكسور.
نهض يوسف بشرود قائلا ناس كتير أوى قلبها مكسور من غير ما يكون
ليهم ذنب في حاجة يا عبد الرحمن
كان ضميره يؤنبه بشدة حتى أنه لم ينم جيدا وفي الصباح انتبهت إيمان على صوت هاتفها قفز قلبها بشكل تلقائى عندما وجدت أسمه على شاشة الهاتف أجابت في تماسك على سؤاله عنها
الحمد لله. اه أنا صاحية. بره فين. على باب مين!
ثم قالت وهي تنهض في سرعة على باب شقتنا احنا.
وفتحت الباب فوجدته أمامها ملامحه يكسوها الأعتذار قال في أسف عملتلك قلق ولا حاجة
أغلقت الهاتف وهي تقول لا أبدا أنا كنت
صاحية
نظر لها متفحصا أياها كانت أول مرة يراها بملابس البيت العادية بدون حجابها شعرت بالحرج من نظراته وقالت
في حاجة ولا أيه
أبتسم قائلا أنا جاى أتأسف على اللى عملته امبارح. أنا بجد مش عارف أيه اللى جرالى
أطرقت رأسها في خجل وقالت أنا مش زعلانة. أنا عارفة انك.
قاطعها في