الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية عشقت فاطمه بقلم سولييه نصار

انت في الصفحة 44 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

يا حبيبتى.. انت عارفة انى مش متسرع.. وبعدين انا معرفش مكانه لحد دلوقتى
قالت وقد أفلتت دمعة من عينيها
مر الأسبوعين وأضطرت فاطمة إلى العودة للمنزل لحضور حفل زفاف ابنتها فى هذه الفترة كانت مريم لا ترى يوسف تقريبا كان يخرج باكرا جدا ولا يعود قبل منتصف الليل فيدخل غرفته ولا يخرج منها إلا وقت أذان الفجر لم تكن تسمع صوته إلا مرة واحدة عندما يطرق باب غرفتها قائلا
الفجر يا مريم قومى صلى
ولم تكن تراه إلا حين عودته من صلاة الفجر وهو يلقى عليها السلام ذاهبا إلى غرفته مرة أخرى حتى أيام العطلات لم يكن ليبقى فى المنزل حتى لا يضايقها بل كان يتطوع مكان عبد الرحمن ليسافر فى عمليات التخليص الجمركى
كان حفل الزفاف فى أضيق الحدود لم يحضرها سوى المقربين فقط من العائلتين واضطر حسين إلى الضغط على أولاده وأزواجهم لحضور الحفل من أجل وفاء ووالدها فقط جلست فاطمة بالقرب من ابنتها ولم تتحرك إلا لمصافحة المدعوين ببرود.
ضغطت إيمان على يد زوجها قائلة يعتاب
انت مش هتبطل تبصله بقى.. الراجل مش عارف يودى وشه منك فين.. شيله من دماغك بقى
ألتفت إليها وقال بجدية
وهو يهمك فى حاجة يا هانم
أبتسمت بحب قائلة
اه يهمنى .. يهمنى انك تعرف انى بحبك انت وبس
لانت ملامحه كثيرا وقال بخفوت
من ساعة ما شفته بيبصلك أول مرة لما اخوه جه يتقدم لوفاء وانا بكرهه لله فى لله ومبطيقهوش
قالت مداعبة
بس انا بقى بتبسط لما بشوفه
ضغط على يدها بقوة وقطب جبينه قائلا
نعم بتتبسطى لما بتشوفيه
أبتسمت پألم وهمست تشاغبه قائلة
أصله بصراحة لى عليا فضل كبير أوى.. من ساعة ما شوفته بيبصلى وانت بقيت تغير عليا وتحبنى
نظر لها بتأمل وعمق يتفرس فى ملامحها عن قرب وقال 
لا انا كنت بحبك من قبلها بكتير بس انا مكنتش عارف
أسندت رأسها إلى قبضتها برقة قائلة
وأيه بقى اللى خلاك تاخد بالك
تنهد بارتياح وقال بثقة
ربنا..
نظرت له بعينين حائرتين فتابع قائلا
ربنا رزقنى حبك يا إيمان وأنا مكنتش لاقى تفسير لده .. لحد ما قربت منك اكتر واكتر وعرفت انت قد أيه قريبة من ربنا وانك بتلجأى له سبحانه وتعالى فى كل شىء كبير أو صغير ومبتشتكيش لحد غيره .. وساعتها عرفت معنى الحديث اللى بيقولمن كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة
ساعتها بس عرفت ليه ربنا طوعلك قلبى وبقيت احس بيكى فى دمى وان ربنا حط حبك
فى قلبى ومن غير مقدمات لقيت نفسى بعشقك ومبقتش اقدر استغنى عنك زى ما اكون بحبك من سنين
كانت ايمان تستمع إليه وعيونها تنطق بالحب والهيام تعلقت عينيهما ببعضهما البعض لفترة طويلة وهما تبوحان بالكثير قطع صمتهم المتحدث هذا زفرته القوية وهو مازال يتفحصها وقال بعذوبة
هو مش احنا حضرنا وعملنا الواجب ماتيجى
نمشى بقى
ضحكت وقال برقة
أحنا لحقنا !
قال بنظرة تعرفها جيدا
أنا بقول نروح بقى.. أصل احنا مخلصناش موضوع السياحة بتاعنا
أبتسمت وقد احمرت وجنتاها وقالت
هو الموضوع ده مش هيخلص ولا ايه دى مكانتش كلمة دى
مالك يا مريم
ظهرت علامات الألم على وجهها وقالت بصوت متقطع
مغص بيقطع فى بطنى يا يوسف الحقنى
________________________________________
أن أفرغت ما فى معدتها حتى شعرت بالإعياء الشديد وخارت قواها كانت متشبثة به وهى تسير بجواره حتى وصلا إلى السيارة ثم سقطت مغشيا عليها.
هتف بها يوسف يحاول أن يعيدها إلى وعيها ولكنها لم تستجب له أزداد قلقه عليها ووقف حائرا هل يدخل لينادى أختها أو والدته أم يذهب بها إلى أى
مشفى قريبة وأخيرا قرر أن يأخذها إلى أقرب مشفى منهم
حملها وأدخلها برفق فى المقعد الخلفى وانطلق بها وقلبه ينتفض خوفا عليها ظل يبحث بعينيه وهو يقود سيارته عن مشفى يمينا ويسارا تارة وينظر إليها فى مرأته تارة أخرى وكلما ابتعد ولم يجد شيئا ضړب المقود بقوة وأخيرا لاحت له من بعيد لوحة مضاءة كتب عليها اسم طبيبة لم ينتظر حتى يعرف تخصصها وإنما أوقف سيارته فى سرعة وخرج منها فتح الباب الخلفى وأخرجها بحذر حتى لا تصطدم رأسها وأغلق الباب بقدمه بأهمال وصعد بها بمجرد أن خرج من المصعد ووقع بصر بعض النساء اللآتى كن يجلسن بجوار باب العيادة حتى أسرعن إليه بتلقائية وأسندوها حتى غرفة الكشف الداخلية ألقت الطبيبة نظرة عليها وقالت بشك
حصلها أيه
قال بقلق
أحنا كنا معزومين فى فرح قريب من هنا وفجأة بطنها وجعتها أوى وبعدين بدأت ترجع جامد وأغمى عليها
هو حضرتك تبقلها ايه
تلعثم فهل يقول زوجها أم طليقها فحسم الأمر قائلا
أنا جوزها
أرتباكه لفت نظرها فنظرت له بريبة وقالت ببطء
طب اتفضل حضرتك استنى بره لحد ما اكشف عليها
خير يابنى
قال يوسف بلوعة
لسه الدكتورة بتفوقها
نظر حسين إلى اللوحة على باب العيادة وقال بدهشة
وجايبها عند دكتورة نسا ليه.. مودتهاش مستشفى ليه
نظر يوسف إلى اللوحة ثم عاد بنظره إلى والده وقال بضيق
هو انا لقيت حتة تانية يابابا ومودتهاش .. ده انا كل ما اسأل حد يقعد يبصلى ويبص عليها وهى نايمة ورا وبعدين يقولى معرفش.. وبعدين أكيد يعنى هتعرف مالها ماهى دكتورة برضة
وبعد دقائق أخرى خرجت
الحمد لله يابنتى انك فوقتى
قالت مساعدة الطبيبة بابتسامة 
الحمد لله كانت أغماءه عادية متتخضوش كده...
ثم ربتت على ظهر مريم قائلة بعطف
نفسى اعرف بتعيطى ليه دلوقتى
قالت مريم من بين دموعها وهى تشيح بوجهها 
مفيش ... لسه بطنى بتوجعنى شوية
ربتت على ظهرها مرة أخرى وقالت بابتسامة 
طيب ماهو ده عادى ... مش الدكتورة فهمتك كل حاجة !!
الفصل الحادى و الثلاثون
حمد لله على سلامتك يا بنتى ده انا اټخضيت أوى لما يوسف كلمنى وقالى أنك أغمى عليكى
ربنا يخاليك ليا يا عمى متقلقش عليا .. الدكتورة قالتلى ان يمكن اكون أكلت حاجة ملوثة و الحمد لله أنى رجعتها بسرعة
مسح حسين على رأسها قائلا
الحمد لله يابنتى .. يالا اركبى علشان اوديكى البيت وارجع آخد عفاف والولاد من الفرح شكلك تعبانة
تدخل يوسف قائلا
أرجعلهم حضرتك يا بابا علشان محدش يقلق .. وانا هوصلها
نظر لها حسين وكان يتوقع أن ترفض ولكنها قالت
خلاص ياعمى يوسف هيوصلنى
طيب يابنتى الحمد لله انى اطمنت عليكى .. يالا مع السلامة.. فى رعاية الله
أنتظرها يوسف حتى استقلت السيارة بجواره وانطلق بها عائدا إلى البيت كان يخطف النظرات إليها بين الحين والآخر كانت تبدو مختلفة عن كل مره رآها فيها نعم مازالت شاردة واجمة وكأنها فى دنيا أخرى ولكنها مختلفة لم يستطع أن يقاوم فضوله الذى ألح عليه بشدة ليتحدث إليها 
مريم
ألتفتت إليه وكأنه قد انتشلها من بئر عميق دفعة واحدة وقالت
ها .. قلت حاجة
قال مسرعا قبل أن تهرب منه شجاعته
الدكتورة كانت قلقانة مني وطلعتنى بره علشان تكشف عليكى.. مقالتلكيش حاجة.. بعد ما فوقتك
ألتفتت مرة أخرى تنظر أمامها وقالت بإقتضاب
سألتنى تقربلى أيه
قال وهو يخطف النظرات السريعة إليها
وقلتلها أيه
نظرت أمامها ولم ترد فشعر بسخافة سؤاله صمت مرة أخرى طال الصمت بينهما كثيرا حاول الحديث مرة أخرى قائلا
أقولك على حاجة حصلت امبارح ومحدش يعرفها لغاية دلوقتى
أنتبهت لحديثه مرة أخرى وقالت 
حاجة أيه
لا حول ولا قوة الا بالله
ثم نظرت إليه بدهشة قائلة
وانت عرفت ازاى
أتسعت ابتسامتة وهو يقول
ماهو انا اللى عملت الواجب ده معاها
لم تكد تصدق ما تسمع وهى تنظر إليه بحيرة قطبت جبينها وقالت بضيق
وانت
عرفت ازاى حاجة زى كده علشان تبلغ عنها أصلا
شرد وهو يقول ببغض 
زى ما وليد عارف مداخلى وطريقة تفكيرى وعرف ازاى يقنعنى بكل اللى كان عاوزه .. أنا كمان عارف مداخله كويس أوى.. علشان كده عرفت اوصله بسهولة واعرف هو راح فين بعد ما ابوه طرده .. وساعتها كان سهل عليا اعرف انه عايش مع سلمى فى شقة مأجرها .. فضلت وراهم لحد ما عرفت انهم بيشغلوا الشقة دى فى أعمال منافية للأداب.. وفرصتى جات لحد عندى علشان أوفى بوعدى ليكى
________________________________________
واخدلك حقك
كانت تنظر أمامها بذهول وهى تستمع إليه وقالت ببطء
يعنى وليد كمان اتقبض عليه
مط شفتيه وقال بحنق
مع الأسف نفد
منها.. الشقة طلعت متأجرة باسم سلمى وهى اللى لبست الليلة كلها
أسندت رأسها إلى زجاج النافذة وأخذت تنظر إلى الطريق من خلاله فى حسرة وهى تشعر بالحزن لأجلها ... نعم هى ظلمتها وساعدت فيما حدث لها ولكن.. ليس من السهل أبدا أن لا تشعر بالشفقة عليها .. أغمضت عينيها وهى تستغفر وتهمس بخفوت 
للدرجة دى.. توصل بيهم لكده
تمتم قائلا وكانه لم يسمعها 
بس مش هيفلت مني برضة
قالت دون أن تفتح عينيها 
سيبه لربنا... ربنا هو المنتقم الجبار
كاد أن يتكلم ولكن رنين الهاتف قاطعه
نظر سريعا إلى شاشة هاتفه قائلا
ده بابا... لو سمحتى ردى يا مريم ..
نظرت إليه فقال
معلش نسيت السماعة فى البيت
تناولت الهاتف وأجابته
السلام عليكم.. أيوا يا عمى ..لا أحنا لسه فى الطريق.. أنتوا لسه طالعين دلوقتى.. لاء أحنا قربنا نوصل .. اه الحمد لله بخير.. ماشى يا عمى مع السلامة
وضعت الهاتف مكانة مرة أخرى فقال
هما طلعوا من الفندق
أومأت برأسها قائلة
أيوا.. عمى بيقولى راح خدهم ومشى على طول وجايين ورانا
أبتسم بحزن قائلا
طبعا هو بيتصل علشان يطمنك انه جاى ورانا ومش هتروحى معايا البيت لوحدك
نظرت له ببرود ولم تجبه فتابع حديثه بسخرية حزينة قائلا
أبويا خاېف عليكى مني
قالت بجفاء
لو سمحت متكلمش فى الموضوع ده تانى
صمتت لثوانى ثم قالت وهى ترفع أحدى حاجبيها بتفكير 
لا.. ولا اقولك .. أتكلم
نظر إليها متعجبا فتابعت ببرود وجرأة
أحكيلى عملت فيا أيه بعد ما أغمى عليا يوم الحاډثة
ضغط مكابح السيارة حتى كادت أن ترتطم بزجاجها الأمامى لولا حزام الأمان التى كانت تلفه حولها بمجرد أن توقفت السيارة پعنف حتى استدار إليها فى ڠضب
أنت ليه بتحاولى تستفزينى وتخرجينى من شعورى كل شوية .. ليه كل ما احس ان ربنا قبل توبتى تفكرينى بذنبى تانى .
ثم عاد لجلسته الأولى وهدأ قليلا ثم انطلق بالسيارة مرة أخرى ظلا فى صمت مطبق إلى أن وصلا إلى المنزل دخل يوسف بالسيارة فى هدوء وهو ينظر يمنة ويسرة و يقول 
هو نور الجراج مطفى ليه
شعرت مريم پخوف يدب فى أوصالها ويقشعر له بدنها وهى تتذكر يوم الحاډثة والظلام الذى كان يحيط بها فقالت فى فزع
مش عارفة
شعر يوسف بها وبصوتها المرتجف خوفا فحاول طمئنتها قائلا
خليكى فى العربية لحد ما انزل اشوف فى أيه
تشبثت بذراعه قائلة
لا متسبنيش لوحدى
فى هذه اللحظة لعڼ يوسف الظلام لعنات طوال فلولاه لكان ينظر الآن لعينيها ليرى هذا الشعور الذى تمنى أن يراه فيهما كثيرا شعورها بالأمان بجواره ربت على يدها بحنان قائلا
مټخافيش .
قالت على الفور 
لاء ارجع بالعربية نستناهم .. زمانهم جايين
ضغط على يدها برفق وقال
طيب تعالى أدخلك من باب الجنينة اللى قدام وابقى ارجع انا اشوف ايه
43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 48 صفحات