الأحد 24 نوفمبر 2024

اوتار

انت في الصفحة 25 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

مسلطة على الكلاب ظن يامن أنها فرصة مناسبة للظهور بمظهر الشاب الشجاع القادر على قهر الوحوش الضارية وأتته الفرصة على طبق من ذهب غمز بطرف عينه للحارس محركا شفتيه وكأنه يملي عليه شيء ما كي يرخي رباط أحدهم فتهاب الموقف أكثر ففعل الحارس ذلك دون أن يفلته كليا شهقت هالة صاړخة وقد اعتقدت أنه سيهاجمها واختبأت تحتمي بجسده وقبضتها متشبثة بذراعه سعادة غامرة تملكته لنجاح خطته البسيطة ادعى الجدية واستدار برأسه نحوها ليتأملها عن كثب وكأن جمال الدنيا وسحرها تركز في عينيها اللامعتين سيطر على العاصفة الهوجاء التي ضړبت عواطفه قائلا لها
مټخافيش أنا معاكي خليكي بس هادية وامشي ورايا 
لم تجادله بالطبع أومأت برأسها في انصياع تام له كان جسده كالدرع الواقي يشكل الحماية المثلى بالنسبة لها
واتخذ كفها موضعه في راحته لتتلاحم الأيدي معا سار سويا بتمهل حذر إلى أن تخطى كلاهما البوابة الأمامية رفض يامن ترك يدها حينما لاحظ أنه تحاول سحبها متعللا
جايز تجري ورانا!
تخلت عن فكرتها تلك رغم عدم اقتناعها به بدا وكأنه يتخلق الأعذار ليظل بقربها فتركت لقلبها فرصة التمتع بتلك اللحظات الجميلة كانت كمن يحلق في السماء وطيور الحب تغرد من حوله نظر لها يامن بعينين هائمتين فتلك هي المرة الأولى التي يراها هكذا أحس بوجود معنا خاصا للحياة بقربها ل هالة هالة من الجمال تفوق مثيلاتها من الفتيات استمتع معها بسيرهما الهادئ حتى وصلا إلى باب الفيلا ابتسمت له تشكره وهي تنظر له في خجل
مش عارفة أقولك إيه أنا شغلتك وعطلتك طول اليوم 
كان لا يزال محتفظا بابتسامته الودودة وهو يرد
متقوليش كده!
تمنى لو طال به الوقت ليقضي معها كل ثانية لكن لحظه التعس هو مجبر على الرحيل أسبلت هالة نظراتها نحوه فأخرج يامن تنهيدة محبطة وهو يوصيها
خدي بالك من نفسك!
ردت بنعومة رقيقة
حاضر 
رمقها بنظرة أخيرة مليئة بالكثير من المشاعر التي تود أن تفيض بشغفها فهمت نظراته الواضحة وأحست بلهيب الحب يزداد اشتعالا في قلبها لوحت له بيدها تودعه قبل أن تستدير وتقرع جرس الباب أراد يامن أن يمنحها هدية وداع بسيطة جال بخاطره أن يقطف إحدى الوردات البيضاء التي تزين مدخل الفيلا ويعطيها لها وبسرعة البرق اقتطفها مناديا باسمها
هالة
استدارت لتواجهه بتلهف وكأنها تنتظر على أحر من الجمر ذلك النداء منه
أيوه
مد يده بالوردة نحوها قائلا لها
اتفضلي 
اتسعت ابتسامتها الرقيقة نظرت له في إعجاب مصډوم مرددة
وردة
ولكي يضمن احتفاظها بها مازحها بهمس وهو يدعي التلفت حوله
خديها وخبيها بسرعة قبل ما أوس يشوفني ويعلقني ده أنا أخدها من بؤ الأسد!
كتمت ضحكة كادت تجلجل في الأجواء وامتزجت مع إشراقة نظراتها الخجلة وقبل أن ترحل عن أنظاره المتيمة به هتف بنزق
بأحبك!
دق قلبها پعنف من تلك الكلمة البسيطة التي عنت الكثير ذابت عشقا وأوشكت على الاڼهيار تابع يرجوها على أمل أن تبوح بمكنونات الفؤاد
ونفسي أسمعها منك
كانت متخبطة متوترة في حالة لا تحسد عليها لكنها متأكدة من صدق مشاعره نحوها يأس من ردها عليه فأولاها ظهره وهم بالسير وقفت هالة عند أعتاب الباب مستجمعة شجاعتها لتقول له بجراءة
وأنا كمان
استوقفته كلماتها فأحس بتلك الخفقة القوية ټضرب صدره استدار عائدا إليها يسألها
بتقولي إيه
التهبت بشرتها وتشعبت بحمرة لا تعرف من أين تتدفق لتتلعثم وتتجنب النظر إليه هلل يامن بحماس
أخيرا أبو الهول نطق!
حذرته بارتباك
ششش هيسمعك!
سأله وقد انعقد ما بين حاجبيه
مين ده
ابتسمت برقة قبل أن ترد
الباشا!
غمز لها بطرف عينه وهو يداعبها بكلماته
هو أنا تاعبني معاه إلا هو!
وكأن حاجز خۏفها قد انهار كليا فتابعت
يامن شكرا على كل حاجة 
لم يصدق أذنيه إنها المرة الأولى التي تناديه فيها على الإطلاق باسمه مجردا وقبل أن يحاصرها بأسئلته المشتاقة لسماع المزيد منها فتحت الخادمة الباب فأسرعت هالة بالهروب من أمام أنظاره اختفت بالداخل لكنه بقي كالصنم متجمدا في مكانه ومعيدا تلك اللحظة العظيمة في عقله لعشرات المرات لقد تجاوبت معه أخيرا تغلغلت في أعماقه حماسة رهيبة نتيجة للتطور العظيم في علاقتهما معا وآمل أن تتوطد أكثر مع مرور الأيام 
استوعبت بالكاد أنه ينتظرها في بهو الفندق فالذئب خرج من وكره ليواجهها على أرض معركتها وربما سيعلن استسلامه بعد حروبهما الشرسة فلو حدث مثلما تتخيل لتغيرت مخططاتها بالكامل شعرت بالانتشاء لمجرد التفكير في ذلك تأنقت وارتدت أغلى ثيابها الكاشفة عن مفاتنها الأنثوية أرادت أن تبدو مٹيرة وقوية في نفس الآن اختارت اللون الأحمر الڼاري لثوبها العاړي الذي يغطي قدرا محدودا من جسدها تركت كتفيها بلا وشاح ورفعت شعرها في عقدة مربوطة بإحكام أفرطت في استخدام عطرها ومساحيق التجميل حتى إن تركته ظل أثرها عالقا بثيابه وبالتالي تفسد ليلته مع زوجته البائسة حينما ټشتم رائحتها لتدرك أنها خصم لا يستهان به وهو مثلها بل يكاد يفوقها قوة وهيبة ومجيئه إليها خطوة تحسب في صالحها 
سارت رغد بخيلاء على الأرضية الرخامية اللامعة إلى أن وصلت للاستقبال سألت عنه فأرشده أحدهم إلى مكانه تعمدت التغنج والتمايل في خطواتها فقد تعودت على أن تدير أعناق الرجال نحوها باتت في مواجهته ونظرت له بترفع وقف أوس في تهذيب مهيب لاستقبالها أثار دهشتها مد يده لمصافحتها في تصرف غير متوقع منه تعجبت من لباقته معها تصرفه معها كان على النقيض من طبيعته ابتسمت في سخرية ولم تخف تهكمها من فعلته وما إن وضعت يدها في راحته حتى أطبق عليها بأصابعه القوية وجذبها منه إليه شهقت مباغتة انفلت من بين شفتيها تأثرا بحركته المليئة بالقوة والخشونة تلك القوة الذكورية المٹيرة التي تستفزها وتجعلها ترغب باستماتة في التمتع بها لوحدها نظر أوس مباشرة في عينيها وهو يرفع كفها إلى فمه أراد سبر أغوار عقلها والسيطرة عليها بأسلوبه المتملك طبع قبلة مطولة على
أناملها ونظراتها المصډومة مثبتة على حدقتيه العميقتين توترت واندفع الأدرينالين يغزو دمائها المتدفقة في شرايينها أرخى أصابعه عنها لتتحرر من حصاره المهلك لأعصابها تغاضت عن تلك اللفتة المهذبة منه لتجلس واضعة ساقها فوق الأخرى ترمقه بنظرات استعلاء لن تبدو صيدا رخيصا سهل المنال استطردت حديثها قائلة بعنجهية ومع ذلك لم تخف إعجابها به
بصراحة ماصدقتش لما بلغوني إنك طالب تقابلني خطوة جريئة منك!
كانت كامل نظراتها مسلطة على قسماته تدرس أدنى تغيير فيها فحضوره في ذلك التوقيت الحرج مريب وتصرفاته مٹيرة للشكوك اتخذت حذرها معه وراقبته باهتمام مضاعف وعلى عكسها كان أوس مسيطرا على زمام الأمور بدا وجهه غير مقروء بالنسبة لها ليثير فضولها تحركت شفتاه لتنطق باقتضاب موحي
فعلا بس تستاهل!
أثارت كلمته الأخيرة والمصحوبة بنظرة غامضة حفيظتها كان يعبث معها بالألفاظ وهي تحبذ تلك النوعية من الألعاب اللئيمة أنزلت ساقها لتنحني نحوه مقلصة المسافات بينهما تعمدت أن يبدو جسدها في مرمى أنظاره كانت كمن يغريه لتوقعه في شباكها الماكرة فسلاحھا الفتاك يكمن فيما تملكه من مقومات تطير عقول الرجال وتسيل لعابهم بشراهة وهو مثلهم مهما قاوم رغباته الذكورية سينهار أمام سحرها المغري هكذا كان تفكيرها بشأنه فطن على الفور لتصرفاتها الرخيصة في استثارة مشاعره وتحفيز حواسه ومن غيره قادر على تفسير إيماءاتها المستهلكة ببساطة وعلى عكس ما كانت تتوقعه تفاجأت به يجاريها فيما تفعل مال نحوها هو الآخر ليقول لها 
أحست بتصدع يصيب حصونها الأنثوية بل ويدكها فهو الحب المستحيل بالنسبة لها! تماسكت قدر المستطاع لتسأله بجدية مقاومة ما يعتريها من اضطراب في خلايا جسدها
قصدك إيه
أجابها بابتسامة خطېرة
هدنة!
انزوى ما بين حاجبيها وانعقدا بشدة وهي تردد
هدنة!
تراجع بجسده للخلف ليجلس باسترخاء على الأريكة رفع رأسه في كبرياء موضحا لها
بسبب المشاكل اللي بينا أنا شغلي اتأثر وابتديت أخسر كتير من العملاء واحنا مهما كان قرايب وجايز نبقى أكتر من كده!
حملت كلماته تلك غموضا محيرا ومع هذا أرادت أن تشعره بانتصارها عليه لذا ردت بغطرسة
قولتلك من الأول أنا مش أي حد!
وافقها الرأي قائلا بابتسامة ذات مغزى وهو يومئ لها بحاجبه مبديا إعجابه
مظبوط
لاحظت رغد للمرة الثانية نظراته نحوها وهي تنخفض بتمهل متعمد على تفاصيلها الأنثوية وكأنه يتفحصها ويعلن صراحة عن رغبته فيها لم تتحرج من جراءته بل بدت أكثر إحساسا بالانتشاء والغرور والرغبة فجسدها كان تواقا إليه ازدادت ثقة في سلاحھا الأنثوي الممېت مؤكدة لنفسها أنها نجحت أخيرا في استمالته للتفكير فيها حتى ولو بعد مشقة ومعارك طاحنة خسړت فيها الكثير نجحت أخيرا في تشتيت ذهنه فحاد عن التمسك بقيم الإخلاص في الحب ضد منافستها الوضيعة واحتلت هي بأنوثتها الطاغية خيالاته اضطرت أن تضبط هدوئها ببذل المزيد من الجهد حتى لا يظهر تأثير نظراته عليها احتفظت بوجهها الواثق وهي تسأله في فضول وعيناها تتطلعان إليه
وإنت جاي ليه
أجابها بكلمة واحدة عصفت بكيانها
عاوزك 
نطق بكلمة واحدة عنت العديد من المعاني زلزلت إحساسها كأنثى ناهيك عن إرباكه لكافة حساباتها إن لم يكن قد أفسدها بثبات صياد محترف يجيد الإيقاع بفريسته جلس أوس بثقة وغرور يراقب تعبيرات غريمته التي تحولت للاندهاش المصډوم تمالكت رغد نفسها وبصعوبة واضحة عليها سيطرت على الاهتزازة البائنة في نبرتها وهي تسأله
مش فهماك تقصد إيه
لم يجبها عن عمد ليزيد من احتراق أعصابها التواقة لسماع إجابته التي ترضي غرورها الأنثوي رفع يده في الهواء ليفرقع بأصابعه مناديا ذاك الشخص الواقف خلفه على مسافة معقولة اقترب منه مكنس الرأس ليسأله بتهذيب وامتثال
أوامر معاليك
رد عليه بوجه جليدي زاد من هيبته وشموخه
فورا مدير الفندق ده يكون عندي
تضاعف الفضول بداخلها من حديث الغامض نظرت له في حيرة قبل أن تسأله بتهكم ساخر
وده كمان عاوزه
تلك المرة أراحها قائلا باستمتاع
هتعرفي دلوقت!
لن تنكر أن الفضول كاد ېقتلها لتفهم طبيعة تصرفاته المريبة انتابها إحساسا غريبا مشبعا بالقلق تابعت الحركة المتأهبة لطاقم العمل بالفندق وكأن هناك مسئول هام على وشك الوصول أدارت رأسها في اتجاه ذي الثياب الرسمية الذي أحنى رأسه أمام أوس ضم طرفي سترته معا كنوع من إظهار الوقار له تنحنح متسائلا بجدية ودون ان يتجرأ على رفع عينيه في مواجهته
تحت أمرك يا باشا
تركزت عينا أوس كليا على وجه رغد ليتأمل بهدوء ردة فعلها وهو يملي عليه أمره دون أن يمنحه حق التفاوض
الهانم تتنقل فورا لل Royal Suite عاوز خدمة سبع نجوم تليق بيها!
تدلى فكها السفلي في ذهول أكبر وقبل أن تستفيق من صډمتها كان يتابع مهددا
وأي تقصير معاها مش هايكون كويس
رد مدير الفندق بخنوع كامل
اعتبره حصل يا فندم الهانم بس هنستأذنها توقع على ورق ال 
ابتلع باقي عبارته في جوفه وفرائصه ترتعد من تلك النظرة المخيفة التي رمقه بها خرج صوته مهزوزا وهو يعتذر بشدة
أسف يا فندم أنا بنفسي
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 28 صفحات