الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 10 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

وانك مبتستعمليش اي نوع من انواع المكياج غير الكحل فوافق علي استعمالك الكحل بس لكن كان شكله مذهول لما اكدتله ان جمالك طبيعى تماما في وسط زى وسطه اكيد متعود علي امثال فريدة اللي بيحطوا المكياج بالكيلو 
مهما ان كان ادهم متحضر متحرر لكن اصله الصعيدى يجبره علي احترام التقاليد عندما يتعلق الامر بمظهر زوجته امام عائلته واهل بلده 
عندما شاهدها ادهم عند السيارة قبل مغادرتهم للقصر ظهرت عليه الصدممه وعينيه وجهت عتاب صامت لعبير كأنه يلومها علي ان هبه مازالت جميلة علي الرغم من
محاولاته 
راحه نفسيه غمرتها بعد لبسها للحجاب فقررت انها حتى بعد رجوعهم من الصعيد انها لن تخلعه عنها ابدا فلاول مره في حياتها ستأخذ قرار بنفسها وهى سعيدة للغاية بذلك حتى كليتها سلطان اختارها لها ولم يترك لها حق الاختيار
ادهم لاحظ حركة يدها علي حجابها لاول مره منذ مغادرتهم القصر يوجه لها الكلام مضايقه منه 
هبه نفت بقوه ابدا بالعكس انا مرتاحه جدا
ادهم هز رأسه واكمل عمله علي حاسبه المتنقل الذي كانت المضيفة اعطته له منذ قليل 
ادهم اختار العمل علي حاسوبه في صمت تام تجاهل وجود هبه تماما طوال فترة الرحله فشغلت نفسها بقراءة مجلة ادبية اختارتها من مجموعة مجلات عرضتها المضيفة عليها نظرات الحسد والغيرة التى وجهتها لها المضيفة الحسناء اخافتها احست انها تتمنى ان تكون مكانها بجوارادهم وكانت ايضا تقيمها بنظرة متفحصة ويبدو انها اغتاظت من نتيجة تقيمها لها فانسحبت لاخر الرحلة ولم تحاول مجددا مع ادهم هبه نظرت في اتجاهه فوجدته مازال منهمك في العمل علي حاسوبه ولم يرفع رأسه بعيدا عنه الا عندما احس بعجلات الطائرة وهى تلامس ارض المطار 
حتى هذه اللحظة هى فقط تعلم انهم مسافرين الي الصعيد اخيرا عرفت وجهتهم عندما طائرة ادهم وصلت لجزء خاص من مطار الاقصرالدولي
هبه لاول مرة في حياتها تسافر لاول مره كانت تغادرالقاهرة لاول مره كانت تركب طائرة مع ادهم كانت دائما تختبر لذة المرة الاولي في كل شيء 
القرنة 
ادهم قال لها بلدى القرنة بفخرعند وصولهم لمدخل القرية اخبرها وصوته يقطر فخرا 
القرنة فيها اماكن اثرية شهيرة زى وادى الملوك ومعبد حتشبسوت وتمثال ممنون ومعبد الرمسيوم ومعبد سيتي ووادي الملكات اكتر اثار الاقصرعندنا
اعجبت بولائه وانتمائه لقريته ليتها تمتلك الاصل والعائلة مثله ادهم يملك كل شيء افتقرت اليه في حياتها 
عائله واصول عريقه واموال والاهم ثقه في النفس تجعله يتحكم في الجميع اما هى فسلطان كان عائلتها الوحيده وبوفاته اصبحت غريبه في عالم لا يرحم ولولا ادهم ربما كانت 
متعت نفسها بمناظر البلد
الخلابه جو مختلف تماما عن الذي اعتادته في القاهرة النشوة التي احست بها غمرتها لدرجة انها فقدت الاحساس بالوقت لم تستعيد ادراكها الا حينما توقفت السيارة امام بوابة ضخمة 
استقبلهم عند البوابة الخارجية لمنزله رجلان يرتديان الجلباب ويحملون بنادق علي اكتافهم هبه دهشت بشده ولم تستطع التصديق
وجهت نظرة ړعب لادهم وعندما احس برهبتها يده احتوت يدها بحنان بالغ استسلمت في حضڼ يده مع انها كانت تشعر بتنميل في كامل ذراعها نتيجة للمسته 
والده من كمية الغفر اللذين يسيطر عليهم باشاره من يده 
الرجال مع بنادقهم اصبح الان منظرمعتاد من تكراره مرارا امامها فعند سلالم المنزل شاهدت العديد منهم وهم يرحبون بأدهم باحترام واضح حراس ادهم الشخصين المسلحين والتى كانت تستنكر وجودهم
حوله يصبح منظرهم متحضر جدا بجوار جيش الغفر الموجودين بغزارة في كافة ارجاء المنزل والحدائق 
ادهم اصطحبها الي واحد من مجالس عده تحتل مساحة ضخمة صممت لتناسب كبير عائلة البسطويسى دخلت معه وهى تجر ارجلها جرا وتتوقع الاسوء يد ادهم الان اصبحت طوق النحاه شعر بها تزيد من الضغط علي يده فتصلبت عضلاته مما
جعلها تشعر بتوتره هو ايضا 
في المجلس كان يوجد نسخه لكن كبيرة في السن من ادهم 
ادهم ولكن بعد مرور ثلاثين سنة من الان لكن ايضا بوجه جامد قاسې خالي من التعبير كأنما لم يعرف الضحك او الانفعال في حياته مطلقا 
ايضا شاهدت سيدة عجوز ملامحها بسيطه وجهها بشوش وحجمها قليل جدا فوررؤيتها لادهم فتحت ذراعيها لاستقباله وقالت بحب وفرحه غامره ولدى 
كيفك يا امى كيفك يا والدى
ادهم قال بنبرة حانيه ابوى امى اقدم لكم هبه مراتى طالبه في كلية الهندسه
سليم مد يده لهبه بالسلام هبه استقبلت يده بحذر يده القوية عصرت يدها لكنها علي الرغم من قوتها شعرت معها بالحنان
ادهم شعر بدموعها فامسك ذراعها بلطف بعد ما تحررت من حضڼ والدته وكأنه ادرك انها ستسقط علي الارض بدون دعمه لها
امى الحاجة نجيه اطيب قلب عاوزك تعتبريها زى مامتك
من غير ما تقول انا ماصدقت لقيت ام هبه فكرت
ادهم تردد لثوانى لكن نجيه شجعته روح يا ولدى انا هاخد بالي منيها لحد ماترجع
ادهم تطلع في عينيها بحنان ثم حررذراعها وذهب مع سليم وتركها في حماية نجيه حنان نجيه وفرحتها برؤيتها قضيا تماما علي مخاوفها لكنها ما زالت لا تعلم مقدار ما يعلموه من معلومات عنها عن زواجهم 
سألت نفسها بقلق يا تري هما يعرفوا انها بنت سلطان الساعى البسيط 
حياة ادهم حياة خياليه لم تتخيل وجودها يوما عم سلطان الساعى البسيط كان كل
دنيتها منزلهم الصغير كان حصن امانها وكانت مكتفيه بذلك وفجأه دخلت دنيا غريبه من اوسع ابوابها
فرحة نجيه الواضحه والمرتسمة علي وجهها طمئنت هبه بإن اقامتها هنا سوف تكون سهله
نجيه اخبرتها بلطف اخلعى حجابك يا بنتى محدش هنا غريب لايمكن راجل غريب يجدر يدخل هنه ابدا 
هبه خلعت حجابها شعرها الاصفر الحرير تحرر من ربطته
نجيه هتفت بانبهار بسم الله ما شاء الله زى ما أدهم وصفك بالظبط
هبه تسألت في دهشه وصفنى 
نجيه اخبرتها ايوه لما سألته ايه شكلها عروستك جالى ملاك شعره لون الدهب الصافي وعنيه لون الزرع وبشرتها لون التلج 
هبه صدمت من وصفه وقالت هو وصفنى كده معقول 
هو فعلا مكنش
بيبالغ شعرك لونه جميل مره ما شفتش زيه في حياتى قبل كده ضحكت بحنيه واكملت انا وابوه سألنا نفسينا كتيرعن سبب تعلق ادهم الجوى بيكى لكن لما شفتك عذرته وفهمت 
ياما عرضنا عليه يتجوز وكان بيرفض لحد ما عرفنا في يوم انه اتجوز ادهم ولدى جوى وبياخد قرار ولا يمكن حد يجدر يعارضه حتى ابوه لما راجل في عز شبابه وينتظر عروسته تكبر سنين ده معناه انه بيحبها جوى
عقل هبه اشتغل فورا حاولت ان تفهم سألت نفسها يمكن نجيه ليس لديها فكره عن الضغط الذي مارسه زوجهاعلي ادهم هى قالت عرض علية ولم تقل اجبره نجيه مازالت تواصل تعريفها بادهم الحقيقي الذى لا تعرفه 
ادهم ولدى الوحيد جبته بعد سنين انتظار كنت خلاص فقدت الامل انى اخلف وكنت بتحايل علي سليم اللي انتظرنى كتيرانه يتجوز تانى وكان بيرفض وبعد ضغط منى ومن العيله سليم وافق اخيرا ويوم ما قرر يتجوزعرفت انى حامل سليم غير رأيه ولغى الجوازه وحصلت مشكله كبيره وعداوه بين العيلتين لسه لحد اليوم قايده بينا وبين عيلة الكفراوى بس متغطيه تحت ستارة المصالح بس علي اي شرارة هتولع ڼار مش هترحم
الاسم ض
رب هبه عائلة الكفراوى تزكرت عزت المحامى
عندما اخبرها عن الضغوط التي كان يواجهها ادهم من اجل ان يتزوج ابنة عائلة الكفراوى وقال لها ايضا انها فتحت الچروح القديمة الان فهمت ماهى تلك الچرح القديمة موقف كان ادهم لا يحسد عليه ولكنة واجهه بقوه نجيه اكملت 
مش هكذب عليكى يا بنتى ومش عاوزاكى تزعلي منى لكن انا قلبي انقبض لما عرفت ان ادهم اتجوز واحدة مصراويه ومن غيرما يقلنا كمان بس اما شفتك الحمد لله اطمنت وجلبي انفتحلك وهعتبرك بنتى اللي مخلفتهاش في
حياتى واتمنى منك تعتبرينى مكان والدتك
زى مافهمنا من ادهم انك يتيمه من زمان عشان كده لو تجبلينى مكان والدتك الله يرحمها هتفرحنى كتير وتريحى جلبي
الدموع غلبت هبه حنان نجيه الفياض غطاها من رأسها حتى اصابع قدميها نجيه ام وتحب ابنها لدرجة انها مستعدة لحبها مثل ابنتها لاعتقادها انها بذلك تسعد ادهم اه لو يعلموا الحقيقه وانها مجرد لعبه اشتراها كى يسيطر علي اوضاعه 
الدور الفوجانى يا بنتى كله مجفول لادهم ومش هيكون معاكم فيه اي حد حتى الخدم ومساعدتك عبير هيطلعوا بالطلب بناء علي اوامر ادهم هو طلب اكده 
طابق كامل مغلق عليهم بمفردهم هبه قلبها هوى في ارجلها من الخۏف كيف ستواجه ذلك الوضع المستحيل ربما ادهم يرغب في حفظ سرهم ولذلك منع صعود الخدم الا باذن منه كى لا يكتشفوا زيف زواجهم
هبه تزكرت ذهول عبير عندما تجرأت اخيرا وسألتها انتى تعرفي ايه عن علاقتى بأدهم 
عبير اجابتها بذهول طبعا مراته هى دى حاجه تستخبي البيه بلغنى يوم ما اتفق معايا بانى هكون مساعدة عروسته اللي اتجوزها من فترة بس عمليتها اجلت اتمام واعلان جوازهم وبلغ كل اللي في البيت بكده 
لو تسمحيلي اسألك ليه سؤالك ده 
بماذا ستجيبها لذلك صمتت وتجاهلت سؤالها ولكن عقلها بدأ في الفهم والتركيز 
اطلعى ارتاحى ونامى يا بنتى انتى لسه طالعه من عمليه ثم اكملت بخبث ومتنتظريش ادهم جريب لما مجلس العيله بيجتمع بيه بيعدوا ساعات كتير ياما مصالح العيله كلها في يد ادهم 
يا ام السيد وصلي العروسه لفوج خليها ترتاح في جناحهم 
اثر ندائها سيدة عجوزظهرها محنى من اثر الزمن ووجهها رسمت التجاعيد عليه خريطة واضحة المعالم خرجت من باب جانبي صغير
ام السيد اشارت لهبه ان تتبعها وصعدت علي سلالم رخاميه مفروشة بسجاد احمر سميك 
ام السيد فتحت لها باب غرفة نوم هبه دخلت منه بتردد وام السيد خرجت واغلقت عليها الباب بدون ان توجه لها أي كلام
فراش مذهل لم تري في حياتها تحفة رائعة مثله ظهره المنجد بقماش القطيفه ذو لون ازرق تراكوازى مع لحاف السرير الذهبي الستان والناموسية البيضاء شديدة البياض بقماشها الفاخراعطوا الفراش فخامة
عجيبة في طرف اخر من الغرفة كان يوجد صالون كبير منقوش ايضا بالوان ذهبيه متداخله مع درجات متنوعة من اللون الارزق في تناغم مدهش الصالون له طابع عصري يتناقض مع اثرية الفراش 
لكن هناك علي الارض شاهدت حقيبتين السفرالخاصتين بها اللتان جهزتهما عبير الحقيبتان كانتا مازالتا مغلقتان من غرفة الملابس شاهدت باب اخر مغلق لم تجرؤ علي فتحة ففضولها له حدود
هبه عادت لغرفة النوم بعد ان اشبعت جزء من فضولها كانت تشعر بالحيرة فماذا يجب عليها ان تفعل الان صوت عبيرعلي باب غرفتها تطلب الدخول انقذها من حيرتها 
دهشت من رؤية ذلك القميص الغريب فهى لم تره من قبل
الحمام جاهز اتفضلي
هبه انتظرتة بتوتر كانت تتوقع عودته الي
10  11 

انت في الصفحة 10 من 17 صفحات