في ظلمه بيجاد بقلم ايه محمود الفصل الأول
بسببها.
عمو زياد كان بيحبها وكان بيقولي عليها انها حلوة وطيبة.
عمك زياد الحب كان عامي قلبه ومخليه لاغي عقله عشان كده اتغدر بيه بسهوله.
صمت قليلا يفكر ثم الټفت الي صغيره وجده قد استسلم للنوم وهو يضع يده الصغيرة علي فخذه وكأنه يقول له ببراة.
برغم قسۏة كلماتك الا انني احبك ولا اؤمن الا لك انت.
ذهب إلى غرفته وجدها جالسه على تلك الاريكة يكاد وجهها يكتظ من شدة الاحمرار.
تركها كما هي وشلح تيشرته من عليه واتجه الي الفراش ممددا جسده فوقه فارد الغطاء عليه.
مش هتنامي ولا ايه
رمقته بنظرة شرسة وصاحت فيه.
يا برودك يا اخي انت ازاي بتقدر تغير من طبيعتك كده في لحظه
هههههههه صعبان عليكي اوي يامن مش كده بتقولي اني قاسې عليه!
معلش اصلك مش عيشتي يوم في الملجأ ولا جربتي تنضربي بالكرباج زيي.
شعرت بغصة ألم ټضرب قلبها متأثرة بكلماته ولم تنتبه لما يتلفظ به لسانها
انا عارفه كل اللي مريت بيه ده وطبعا حاسه بيك وزعلانه عشانك لكن انت كده هاتعقد الولد وتطلعه غير سوي ومريض نفسي يا بيجاد.
شهقت بخفه من سؤاله المفاجئ لها!
هاه عرفت اه
عرفت من زياد هو كان بيحكي لي عنك كتير وكان بيقولي انك اتعذبت كتير اوي زمان.
زياد كان بيحكيلك عني انا
اه طبعا ده مش كان بيبطل كلام عنك.
اممممم طب تعالي نامي وياريت تبطلي تتدخلي بيني وبين ابني شوية.
ااانا هنام مكاني هنا.
كده انا حره يا اخي الله!
الان تغيرت نبرة صوته وخرج عن هدوءه الغير مألوف لها بالمره.
لاء يا حلوه انا لسه ماغيرتش كلامي انتي مش حره وماتنسيش وظيفتك هنا ايه
انتي هنا مش اكتر من خادمه لابني و بمجرد ما بقيتي مراتي خلاص بقيتي ملكي يعني اخد منك اللي انا عايزه وقت ما انا اعوز.
شعرت بالمهانه وكأن الزمن رجع بها الي عصر الجواري هي بالفعل شأت ام ابت أصبحت جاريه له
سخرت من كلماته وهي تجفف عيناها
انت بأسلوبك ده هاتخلينا عمرنا ما هانتفق ولا نتفاهم ابدا.
ولم تكاد ان تطرف أهدابها الا وقد وجدت نفسها جاثيه على قدمه وقد تشنج جسدها بالكامل أثر فعلته هذه.
اي سيبني عايز ايه
اهدي انا عايز اقولك حاجه واحده بس.
حاجة ايه وهو يعني الحاجه دي ماتنفعش تقولها غير بالوضع ده
انا اتكلم بالوضع اللي يعجبني على فكره وحطي في دماغك حاجه واحده بس شغل السهتنه والحب اللي كنتي بتلعبي على زياد بيهم دول مش هياكلو معايا يا حلوه
انسى موضوع التفاهم والاتفاق ده خالص.
انا تقريبا قضيت نص عمري في الملجأ عشان مش بعرف اتفاهم مع حد
ولو عايزك دلوقتي هتبقى تحت أمري في لحظه وصدقيني برضاكي وهاتتبسطي اوي
وفجأه استيقظت بدفعته القويه لها على الاريكة.
وهب واقفا من جانبها وهو مبتسم بأنتصاره عليها.
لينبهها بهزيمتها امامه ويأمرها ببرود
نامي يا ساره انتي ماتلزمنيش النهارده اصل بصراحه ماليش مزاج ليكي.
وهذا ما كان ينقصها الا يكفيه ازلالها ويزيد على ذلك استسلامها له بهذه الطريقه المهينه.
اسدلت أهدابها الكثيفة على عيناها كاتمه شهقاتها بيديها واذا بها تهرول سريعا خارج الغرفه بأكملها قاصده المبيت في غرفة حبيبها.
وما ان اغلقت باب الغرفه عليها الا وارتمت بضعف على فراشه مطلقه اهاتها المكتومه بداخلها مأنبة لقلبها المتوهج
انت غبيه غبيه يا سارة ازاي تضعفي بالطريقه المخزيه دي قصاده هيقول عليا ايه دلوقتي
انا ليه بستسلم ليه كده ازاي اخليه يلمسني بالطريقه دي وحتي مش احاول ابعده عني غبيه يا ساره انتي اللي خلتيه
يبيع ويشتري فيكي كده.
ظلت تبكي بوهن ممېت حتى ارتخي جسدها على الفراش وهربت من ۏجعها الي النوم.
وبعد مرور سبعة ايام مضو بالنسبة لها كأيام عجاف لا تشعر فيهم بالراحه لم تدخل قلبها فرحه واحده
ظلت مبتعده كل البعد عنه تقضي يومها بخدمة الصغير وفي المساء تنام على الاريكه معطيه له ظهرها بعد أن امرها بألا تترك غرفته مره اخرى وتنام خارجها
وهو أيضا ابتعد عنها كل البعد ولم يحاول الضغط عليها أكثر من ذلك فعلي ما يبدو أنها قد تعودت على عيشتها معه هكذا
وعلى كل حال هو الآن ولأول مره مستقر نفسيا ولما لا! وها هي الحياة أخيرا بدأت تبتسم له.
كان جالسا بغرفة مكتبه يدرس بعض القضايا المهمه بعد أن انتهو من وجبة الغداء ذهبت بالصغير الي الخارج الله حتى يلهو سويا في الحديقة وظل هو يراقب لهوهم وضحكاتهم عبر النافذة الزجاجية.
ليغلق الملف بيده ويضم الأخرى تحت
ذقنه و هو يدرس تفاصيل وجهها الجميل بالكامل وابتسامتها التي كانت تزيده اشراقا ووجنتيها المتوهجتان كجمرة من ڼار
وصغيره المتعلق بعنقها والمبتهج جدا وتظهر على ملامحه الراحه النفسية.
ليهمس بداخل نفسه
كان معاك حق تحبها وتتعلق بيها يا زياد.
الي ان هب واقفا عندما رأي صديقه وقد حضر اليه دون ان يعرف السبب.
ظن انه سيدلف اليه مباشرة ولكنه اختبئ خلف الستار وهو يراه يتجه نحوهما
ووقف يتحدث معها دون أن تخشاه او تهابه اوحتى تحاول الهروب منه للداخل.
الفصل السابع عشر
وقفت تتلفت حولها وحملت الصغير بين يديها ليست
زوجها! نعم تعترف بداخلها انه زوجها تهابه نعم ولكنها أيضا تحترم ذلك العقد الذي ربطها به
القى عليهم التحيه ذلك الصديق الغير مرغوب في حضوره وهو يمد يديه للصغير ليحمله من بين يديها...
يامن باشا الألفي عامل ايه يا بطل
كويس اسيك يا عمو حسن.
حبيبي انت يا رب ديما تبقى كويس.
ازيك.
رجعتي ليه
واذا بها تقولها له صريحة دون أن تعي معناها بحق
عشان ده بيتي وصاحبك اللي جوه ده
يبقى جوزي وهو الوحيد اللي قادر يحميني.
تبقى غبيه لو فاكره انه ممكن يحبك بيجاد ماعندوش قلب يحب بيه نفسه اصلا.
ساره!
يقف على الدرج أمامها ثابت كجبل صخري
تخشاه نعم هي تيقن ذلك جيدا لكنه أيضا امانها الوحيد
هرولت اليه مسرعه في خطاها ووقفت أمامه متلجلجة في كلماتها...
بيجاد ااااانا كنت بلاعب يامن وفجأه لقيته هنا.
اومئ لها برأسه وهو ينظر لصديقه بريبة.
اطلعي فوق يا ساره.
لاء تعالي نشربه في الجنينه احسن.
جلسو سويا على طاوله تتوسط الحديقة ومازال وجهه عابثا.
اتفضل يا سيدي دول دفاتر الحسابات اللي طلبتهم.
جبتهم هنا ليه انا قولتلك حضرهم بس مش جبهم لحد هنا.
انا فكرتك محتاجهم دلوقتي عشان كده جبتهم.
فتح تلك الملفات وبدء يتصفحهم ويلقي عليه سؤاله الغير مباشر عليه..
كنت بتقولها ايه
هي مين!
رفع عينه بملامح غير مبشرة بالخير اعتلت نبرة صوته الحاده بعض الشئ.
انت هاتصيع عليا يا حسن ما انت عارف انا بتكلم عن مين
اندهش من غيرته الواضحه جدا عليها وبدء يحاول ان يمتص غضبه.
الله حيلك يا عم في ايه انا كل اللي كنت بحاول اعمله اني اعتذر ليها
بس انت قولي مالك ثاير كده ليه انت غيرت رأيك والبت حليت في عينك وبقيت تغير عليها اهو
وشكلك نسيت التار اللي كنت ناوي تاخده منها هي ظبتطك ولا ايه
حسسسسسن
ومش عايز ألفت نظرك للحكاية دي تاني سيرتها ماتجيش على لسانك تاني
ومش عايزك تيجي بيتي تاني كمان شغلنا نخلصه في المكتب أو المزرعه لكن بيتي لاء يا حسن.
بتطردني من بيتك يا بيجاد تمام يا صاحبي انا ماشي ولو عايزني اخرج من حياتك كلها ونفض الشغل مع بعض انا موافق.
وقف من علي مقعده يعلو بصوته حتى يسمعه ذلك الذي هم بالرحيل
صدقني يا صاحبي لو وصلتني لاني اعمل كده مش هتأخر ثانيه واحدة خلينا أصحاب احسن وبلاش نخسر بعض يا حسن.
صعد الدرج قاصد غرفته بعد أن اخبره صغيره
بأنها جرت إليها واخبرته ان يجلس بجوار خادمته لتطعمه.
فتح الباب عنوه ليجدها تقف خائفه ومتأهبه لعراكه الدائم معها وقبل ان ينطق بكلمه واحده حاولت هي ان تتحدث.
اااانت ثاير ليه كده هو حصل اي لكل ده
انتي اللي هتقوليلي ايه اللي حصل حالا دلوقتي والا ماتلوميش غير نفسك على اللي هيجري ليكي.
إصابتها رجفه قويه وظهرت على ملامحها معالم الخۏف.
كان بيقولك ايه انطقي
قال جملته وهو ينفضها بين يديه ويلقيها بقوه على الأرض.
احنت رأسها بحزن والدموع ټغرق وجهها.
لنفسك مني وتزلني الزل ده كله و افضل عايشه معاك خاېفه ومهدده زي المجرمين.
انا اذا كنت غيران زي ما بتقولي فداه عشان انتي على زمتي وشايله اسمي بس
لكن اوعي تفكري اني ممكن احبك او افتحلك قلبي وانتي كنتي السبب في مۏت اخويا الوحيد
يعني المفروض اول ما تشوفيه تخافي ټصرخي تهربي منه مش تقفي وتسلمي عليه وتتكلمي معاه بهدوء كده.
ولااا هو عجبك وحابه تجربي الحكايه تاني معاه ولاا انتي اصلا بت ش.....
ومعلش بقى الحكايه دي انا لازم اتأكد منها بنفسي.
لتفزع من داخلها حين تقدم منها وحملها بين يديه
رفع جزعه العلوي عنها ينظر اليها بدهشه متعجبا مما تلفظت به.
وضعت كفيها على وجهها تداريه بالكامل عن عينه لا تعلم أن كانت خجلت او أيقنت تصريحها الحقيقي والذي تفوهت به دون أن تدري ثم اجهشت بالبكاء بصوت مرتفع.
ابتعد عنها كليا وكأنه صعق بماس كهربي جلس على الاريكة لا يفعل شئ سوي النظر إليها لا يحيد عينه عنها وهي على حالتها هذه.
وخرج صوتها منكسر هامس
هاحكيلك على كل حاجه بس لازم تصدقني انا والله بحبك ولما داريت الحوار كله عنك فداه عشان خۏفت منك وخۏفت عليك.
ابتسم ساخرا عندما استمع لتلك الكلمات التي تذكره بزوجته الأولى.
وانا كل ما اتجوز واحده اسمع الكلمتين دول.
لفت الغطاء حولها وتسلحت ببعض من الشجاعه واتجهت نحوه ثم جلست بجواره وتمسكت بكفه.
مش فاهمه انت بتتكلم عن ايه لكن اللي متأكده منه هي مشاعري نحيتك وحتى ده مش قادره اعرف حصل ازاي برغم كل قسوتك دي عليا.
رفع حاجبه الأيمن مستفهما!
على اساس انك حبيبة اخويا
اجهشت بالبكاء بقوه والتفتت للجهه الأخرى وهي تصرخ
مش عارفه ومش فاهمه ده
حصل ازاي بس انا مش زي ما انت فاهم يا بيجاد والله انا مش غدرت بيه
ولا كنت اعرف انه هايحصل ليه كده.
انا عارف انك مش ليكي ذنب يا ساره و مصدق كلامك.
رفعت وجهها بأبتسامه مشرقه وبحركه سريعه مثل الأطفال بدئت تجفف دموعها بكفيها.
بجد يعني انت عارف اني ماليش ذنب طب ليه كنت كل شويه بتلومني وتحاول تزلني كده.
لاء مانا بردو مش هاكشفلك عن ورقي كله كده مره واحده انا عايزك تحكيلي كل حاجه مخبياها عني الاول وبعدها انا كمان هاحكيلك.
حاضر هاقولك كل اللي حصل من يوم ما هربت من هنا لحد النهارده.
ظلت الكلمات تسترسل من ثغرها الي