الأحد 24 نوفمبر 2024

في ظلمه بيجاد بقلم ايه محمود الفصل الأول

انت في الصفحة 25 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

ولا باباه
باباه غلبان ومش بيحب يزعل حد
اوي غلبان اوي يا عيني دانت حتى ماحاولتش تهتم بيا وفضلت شغلك عليا ومشيت من غير ما تفكر تشوفني زعلانه ولا لاء
لأ ماليش انا في شغل الدلع ده يا قلبي ومواعيد شغلي مش بتأخر عنها لأي سبب واذا كان على الصلح يا ستي استنيني لما ارجع واوعدك هصالحك زي ما صالحتك الصبح كده.
صوت ضحكاته العاليه انار وجهها البشوش وبرزت غمازتيها وهي تستمع له
فوق ما تتخيلي يا روحي يلا سلام دلوقتي وخلي بالك من نفسك ومن ابني لحد مارجع ليكم اه وماتنسيش ترفعي سماعة التليفون بعد ما أقفل معاكي
دقت الساعة معلنة منتصف الليل بالضبط ولم يعود
انشغل قلبها انزعجت روحها خوفا عليه مما اعطي لشيطانها ان يلعب برأسها ويصور لها اشياء مقلقه بل مرعبه
من الممكن أن يكون هذا الغادر قد تربص له و فعل به شيئا
لا لا هو بخير لابد انه انشغل قليلا في عمله فقط
لم يعد للصبر مكان لقد نهش القلق قلبها فتحت باب شرفة غرفتها
و وقفت تراقب الطريق لمده ليست بقصيره الي ان رأت سيارته قادمه من بعيد حتى اقتربت من 
الڨيلا وفتح له بابها حماد الحارس
لم تنتظر حتى يلج إليها وجرت هي لتستقبله بكل حفاوه وشوق وكأنه قادم من سفر طالت مدته كثيرا
علي اساس انك زعلانه مني
رفعت وجهها الذي تملئه الدموع وبدئت تجففه بيدها كالأطفال
ايوة زعلانه
منك بس انت اتأخرت اوي وانا خۏفت عليك
خاېفه عليا من ايه بس يا روحي مش قولنا عايزين نعيش حياتنا بهدوء ونبعد عن القلق والخۏف بقى.
بس انت اتأخرت اوي النهارده ودي مش عوايدك
معلش اصل العملا كانو كتير وماعرفتش اسيب المكتب غير لما ابص على كل القضايا اللي جاتلي.
طب سيبني اروح احضر ليك العشا على بال ماتغير هدومك
لاء انتي زعلانه وانا ليا مزاج اصالحك
طب ما انت صالحتني في التليفون
اه صحيح بخصوص التليفون كنتي بتكلمي من الصبح
ها هاكلم مين يعني كلمتك انت بس و انت قولتلي ارفعي السماعه ومن ساعتها وانا رفعتها
نظرة عينه اربكتها فأحنت رأسها سريعا
متأكده ان ماحدش اتصل قبلي
ايوه
طيب انزلي حضريلي العشا وانا هانزل وراكي هو يامن اكل قبل ما ينام
طبعا ونام من بدري
قالت كلمتها وهي تجري للخارج قبل أن بنظراته لها وصلت الي غرفة الطعام وهي تأنب نفسها على غبائها.
انا غبيه ليه داريت عليه وسكت كان لازم اقوله اهو دلوقتي هايشك فيا
بتقولي حاجه يا بنتي
عاااااااا خضتيني يا دادة سعدية حرام
عليكي
يوه حقك عليا انا افتكرتك بتكلميني
ها اه حضري لبيجاد العشا
حاضر من عيني
استمعت الي خطواته على الدرج فوقفت بجانب الجدار تراقب أين سيذهب وجدته قد دلف الي غرفة مكتبه وعنده
وضع سماعة الهاتف الارضي وفتح جهاز الحاسوب المتصل بكاميرات المراقبه وارجع الصوره الي ميعاد حديثه معها وقبلها بدقائق
شاهدها عندما ولجت متلهفه للرد على الهاتف وعندما تغيرت تعبيرات وجهها وعندما همت بالذهاب بعد أن اغلقت الهاتف پعنف وأيضا عندما عادت للرد عليه ولكنها هذه المره كانت سعيده
رفع رأسه وجدها تقف تفرك يدها بعضهم البعض منحنية الرأس
ليه كدبتي عليا
انت قولت مش عايز حاجه تزعلنا تاني
مين اللي كان بيتكلم
ردييييييي عليا حسن مش كده
اااايوه بس انا قفلت في وشه السكه على طول
يعني ماعرفتيش كان عايز ايه
والله ما حاولت اصلا اتكلم معاه عشان خاطري بلاش تزعل نفسك وان كان على التليفون الغيه
انا هالغيه هو من علي وش الدنيا خالص
مرو عليهم شهران بأكملهم
في سلام تام بعد ان باتت محاولات الصول الي صديقه كلها بالفشل
فقرر الا يحزنها هي و ابنه و يزيد من مشاكلهم و عليه هو حمايتهم من اي خطړ و ان يظلو تحت نظره طيلة الوقت دون أن يشعرو بذلك.
كان يتوسط الفراش بعد أن عاد من عمله يمسك هاتفه يتفحص الاخبار على السوشيال ميديا منتظرها لتخلد للنوم بجانبه
حضرت هي بوجه متهجم و شلحت مأزرها من عليها علقته على المشجب المجاور لهما ثم تمددت بجانبه معطي له ظهرها
ليضم حاجبيه الكثيفين بعدم فهم
حبيبي ماله مكشر ليه من ساعة ما رجعت و مش بيكلمني
مافيش حاجه انا عارفه اصلا انك هاترفض
طب مش تعرفيني هو ايه ده اللي هارفضه و تسبيني انا اقرر اذا كنت هاوافق و لا لاء
امتحانات الكليه بتاعتي قربت اكيد الجدول نزل و طبعا انت مش هاتخليني اروح امتحن و هاتفضل حابسني هنا
تركها من بين يديه و امسك هاتفه مره ثانيه غير مهتم بها
اه طبعا مش هوافق و مافيش خروج من الڨيلا
استرسلت العبرات علي وجنتيها و عادت كما هي مدثرة نفسها جيدا
شوفت بقى كنت عارفه على فكره
طب كويس انك كنتي عارفه و بطلي عياط و اطفي النور خليني اعرف انام
استمعت لما قاله و نفذته و حاولت كتم شهقاتها لكن دون جدوي
انار المصباح من جانبه ثانية و جلس على الفراش
و بعدين هاتفضلي ټعيطي كده كتير
مش بعيط انا هنام اهو
و هو انتي من امتى بتنامي كده معلش
انا عايزه انام كده
و
انا مش هاعرف انام و كمان صوت عياطك مش هاخليني انام
ابتسم أثر كلامها و لسانها السليط الذي مهما اغضبها او اخافها تظن انها تأخذ حقها به لكنه قابل كلمتها بكل برود
اتفلئي يا قلبي و ماتفكريش انك بالطريقه دي هاتخليني ارجع عن قراري
اعتدلت من رقدتها و أطلقت نظراتها الساحره في طيات ليله الموحش تظن انها بذلك تروض ذلك الليث و ترضخه لأرادتها
انت مش بتحبني زي ما قولتلي لو كنت بتحبني مش كنت تفضل حابسني هنا و كنت سيبتني امتحن عشان السنه مش تضيع عليا
لكنها تفاجئت برده الهادئ
ساره
نعم يا حبيبي
اوعي في يوم تفكري ان جوزك اهبل و ممكن تضحكي عليه و تمشي اللي في دماغك بالحركات دي
بيجاد الألفي لما بيقول كلمه عمره ما بيرجع فيها
قولت مافيش خروج يعني مافيش خروج
انفزعت و هبت واقفه غير مستوعبه لما قاله و صړخت فيه
بس انا كده هاسقط و هاعيد السنه حرام عليك دانا في كلية طب
تسقطي و تعيدي السنه ليه هو انتي فاكره نفسك هاتكملي تعليم اصلا
نعم انا بجد مش مصدقه كلامك ده
انشالله ما عنك صدقتي و هي كلمه واحده مافيش تعليم و لا خروج من الڨيلا يا ساره
لاء هاخرج و هاروح امتحاناتي و انت مش هتقدر تمنعني
قفز من علي الفراشة
طب ابقي اتحديني و اعمليها يا ساره و انا الله الوكيل لاكون موريكي أذى بيجاد الألفي على حق.
واذا به يلقيها من يده على الفراش أمرا اياها بالنوم.
مستنيه ايه قولت نامي يلاااااا
انكمشت و جزبت الغطاء حتى اختبئت بالكامل تحته
و لكنه هيهات بأن يتركها بهذه السهوله
شعرت به يتمدد و يغلق زر المصباح الجانبي بيد
خلاص بقى قولت اتنيلي نامي
كورت يدها بضعف
حاضر هنام اهو اسكت بقى و بطل تزعقلي
كالبركان الثائر ظل ينثر توهجه و هو يتحدث عبر الهاتف النقال مع احد أصدقائه
و الذي ظل ماكسا بالمزرعه بحجة العمل بها و الأصل كان خائڼا اخر لصاحب عمله.
كانت استدامته لينقل جميع تحركات بيجاد الي حسن حتى يأتي اليوم الموعود لېغدرو برفيق الدرب
يا ابني براحه كده فهمني ليه شدد الحراسه على الڨيلا
و الله يا حسن ما انا عارف بس هو من يوم ما جيه و قعد يسألنا عليك واحد واحد بحجة انه عايز يصالحك
و هو مش على بعضه بالعكس ده مش بس جاب شركة أمن تحرس الڨيلا دا كمان ركب كاميرات مراقبه في كل حته الڨيلا و المزرعه و المصنع دا حتى دار الايتام
كل ده مايهمنيش انا اللي يهمني هي
هي مين يا ابا مراته داحنا تقريبا نسينا شكلها دي مابتخرجش نهائي و لا حتى في جنينة الڨيلا
تفتكر يكون خلص منها و ډفنها جوه الڨيلا
بس يلا يا اهبل قال خلص منها اومال هو بيعمل كل ده عشان مين بس على مين و حياتك لاخدها منه ڠصب عنه
قولي الواد ابنه اخباره ايه بتشوفه و لا حابسه بردو زيها
لاء الواد كل يوم حماد بيوديه الحضانه و يرجعه تاني هو و واحد من رجالة الأمن
تمام قوي اهو الواد ده بقى هو اللي هيكسره و يخليه يطلقها ڠصب عنه
بقلميميادة مأمون
كانت الايام كفيلة ان توضح لها الامر بأكمله كم الحراسه الذي اتي به زوجها الي الڨيلا و تغير كل طاقم الحرس القديم تركيب الكاميرات في كل اتجاه
احتجازها بالداخل و حتى ممنوع عليها الخروج بالحديقة
كل هذه الأمور توضح بأنه خائڤ عليها و لكنها أصرت على الا ترضخ لأرادته
لن تسطعفه و تصلح بينهم و اذا كان هو مالكها ستكون هي دائما
متوجة فوق رأسه
هو اليوم جالس في البيت و لم يذهب إلى عمله استيقظ وقت الظهيرة لم يجدها بجانبه فعلم انها مازالت على تمردها
نهض من فراشه و اتجه الي المرحاض حتى يتهيئ لمقابلتها بالأسفل لينهي ذلك الخصام الممېت بالنسبة له
تلك الصغيرة المتمردة أصبحت معشوقته و استحوزت على نبض قلبه بالكامل
وبعد مرور بضعة دقائق كان بالأسفل يبحث بعينه عنها الي ان رأها تجلس أمام شاشة التلفاز تشاهد احد الأفلام القديمه
صباح الخير
انتفضت بشهقه أثر فعلته و لكنها هدئت حين رأته
مالك خۏفتي كده قرصك تعبان
لاء بس كنت سرحانه شوية و اټخضيت بصراحه
جلس بجانبها و اكمل
اټخضيتي من ايه
قصدك ان مافيش حد يقدر يعمل حاجه هو عايزها غيرك انت و هبت واقفه تريد الذهاب من امامه
ليجلسها مره ثانيه بجانبه
و بعدين مش ناوية تتعدلي و تسيبك من موضوع الخصام ده بقي
أعطت له ظهرها ساخرة مما يقوله
خصام ده على اساس اني مش بنام جانبك كل ليله واللي بتقول عليه لازم يتنفذ وانا مش من حقي اقول غير حاضر ونعم وبس
طب بما انك مش بتقولي غير حاضر ممكن تبصيلي يا ساره
التفتت اليه واحنت رأسها أمامه
تعرفي انك بقيتي اهم حاجه في حياتي انتي بقيتي غاليه عندي اوي يا ساره
بتضحك عاليا بتقولي كده بس عشان اسمع كلامك ونتصالح
لاء والله طب تعرفي انا لما اتجوزت فرح الله يرحمها مش كنت بحبها زي ما بحبك كده صحيح كان ليها ماعزه في قلبي بس عمري ماحسيت في مره اني شايفها زيك كده
زيي ازاي يعني
يعني خدتي قلبي وعقلي مني يعني بخاف عليكي خوف اب على بنته زي يامن ابني هو فين صحيح
راح الحضانه بتاعته
طب بما انه مش هنا ممكن نتصالح بقي
لما تقولي هاروح امتحاني ولا لاء.
انا مش منعك من كليتك عشان اتحكم فيكي انا منعك من خۏفي عليكي واذا كنتي مش مقتنعه بكلامي خليكي زي مانتي زعلانه
تركها جالسه كما هي واتجه الي غرفة مكتبه وقفت هي سريعا لتلحلق به لكن أصابها دوار خفيف وترنحت في مشيتها الي ان أمسكت بباب الغرفه ونادته بوهن شديد
بيجاد
اتجه إليها وهو يرها على
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 34 صفحات