في ظلمه بيجاد بقلم ايه محمود الفصل الأول
انا عايزكم انتو الاتنين تروحو تقعدو على القهوه اللي على أول الشارع هناك دي وتحاولو تعرفو بالطريقه اي اخبار عن البيت ده والناس اللي فيه
عبد الرحمن ويونس هاتعملو نفسكم رايحين تشترو اي حاجه من الار... ده وتسألو عن الواد ده صحيح انت قولت اسم الواد اللي قاعد عنده حسن ده ايه يا بيجاد!
بيجاد
العاصي بحسم
قولت لاء انت هتستني هنا لحد هما ما يرجعو لينا بالاخبار...
وقبل ان يجيبه لمح بطرف عينه رجلان يستقلان فوق دراجة ناريه
كانو يقفون يراقبون الموقف من بعيد تمعن النظر في أحدهم بتركيز ثم جهر بعلو صوته وأشار لهم عليهم
وحين استمعو لصراخه ورأو إشارة يده عليهم جري الجميع نحوهم ولكن الاثنان كانو اسرع منهم وتحركو بالدراجة هاربين من بين ايديهم.
لتبدء المطارده بينهم حيث حاصروهم سريعا بالسيارات واحتبسوهم في وسط دائره مغلقه
وأخيرا ما امسكه بين يديه وبدئ يلكمه بتكويرة يده.
بيجاد
أهلا ازيك يا مينا بقى بعد المده دي كلها اول مره تشوفني يا راجل تحاول تهرب مني
مينا
عايز مني ايه يا بيجاد احنا ملناش كلام مع بعض من ايام الملجأ ايه اللي فكرك بيا دلوقتي.
بيجاد
ما انتو اللي جددتو القديم تاني لما تويت حسن عندك وساعدته على خطڤ ابني يا ابن ال...
مينا بزعر
كان رده الان قوي جدا حيث ضم كفه ولكمه في وجهه لكمة اطاحته ارضا ليشدد عليه مجبره على النهوض موجهها في رأسه سلاحھ الڼاري.
بيجاد
كداب ياض ياابن ال... انا عرفت كل حاجه ولو ماتكلمتش دلوقتي هصفيلك دماغك دي حالا.
لكن العاصي كان له رأي آخر حين انزل السلاح من يده واجتذب هذا الفتى الذي كاد ان يفتك به من بين براثنه
لمعت عينه بخسه وطمع حتى وان كانت المكفاءه ستأتي على حساب صديقه فلن يهتم هو لذلك.
مينا بجشع واضح
ماشي بس مكافئتي مائة ألف جنيه وانا مش بس هوصلك لحسن دا انا هخليك تلف حاولين رقبته حبل المشنقه كمان!
تمام موافق بس دلوقتي حالا تقولي طريقهم فين.
مينا وقد لمعت عينه وابتسم لهذا المكسب الذي سيجنيه دون تعب
حسن مشي من الجمالية بحالها اخد الواد وخلع من ساعة ما عرف انك عرفت ان هو اللي خطڤ ابنك.
الاخير
ظلو جميعا معه ولم يتركوه يذهب وحده بعد أن علم ان صديقه الغادر ذهب لاستلام شحنة محملة في الصحراء وما آثار جنونه اكثر علمه بأنه اخذ معه طفله الصغير
ولكن ما اشاد من بأسه بل وزادهم قوة
عندما بدء العاصي اتصالاته بصديقه اللواء احمد السيوفي وحضر برجال الشرطة
الي مكان التسليم الذي ارشده اليه المدعو مينا
لتبدء الملحمة بقوة بين رجال الشرطة وتجار المخډرات
ويبدء بيجاد ورفاقه مرحلة البحث عن حسن وصغيره يامن الي ان رؤه...
يحمل الطفل بين ذراعيه كدرع له يتصدي به من تلك الطلقات الطائشه ويشهر سلاحھ في وجه من يقابله ويحاول الهروب به من عيون الشرطة تتبعو اثره بهدوء تام حتى لا يشعر بهم الي ان حاوطوه في دائرتهم ووقف بيجاد أمامه وجه لوجه.
بيجاد_
والله زمان يا حسن أخيرا لقيتك يا ن...
كان وجه حسن شاحب من كثرة الړعب وحين وقف امامه بيجاد تشبث بأبنه جيدا هتف
حسن_
بيجاد انت ايه اللي جابك هنا بص سيبني اهرب وانا هاسيبلك ابنك خده واهرب من هنا انت كمان.
بيجاد_
لاء الواد انت كده كده هاتسيبه وانا هاسلمك بأيدي للحكومه ومش هتنازل علي اني اجبلك اعدام.
أصبح الحقد يأكل في قلب حسن ليشهر سلاحھ في وجه بيجاد.
حسن_
دا بعد ما اخد عمرك انا.
في هذه اللحظه انطلقت واحده استقرت في بيجاد اما الاخري فاستقرت في يد حسن التي افلتت السلاح وسقط الطفل من يده لينقضو عليه الشباب وكبل بين يدي زين وعبد الرحمن.
جري الصغير الي ابيه ووقف عندما شاهده يركع على ركبتيه يضع كفه على والأخرى يمدها له ويهمس بضعف_
يامن ابني انت كويس!
الغريب ان الطفل كان صامدا وكأنه رجلا كبير لم يبكي ولم ېصرخ خوفا على ابيه او حتى مما يراه لكنه فاجئه بكلامه المخزي.
يامن_
انت السبب يا بابي!
وبعدها سقط بيجاد ارضا وغاب عن الوعي
والټفت الصغير الي من وضع يده على رأسه بحنان وما كان منه الا انه قدمه خوفا مما شاهده ومن القادم
ليحمله العاصي الكبير الي بحنان
تم القبض على حسن ونقل بيجاد الي سيارة الإسعاف بعد أن القى طفله بكامل اللوم عليه.
نقل بيجاد الي المشفى ومنها إلى غرفة العمليات وما ان علمت زوجته حتى حضرت له باكية خائفه ومعها جميع أفراد عائلة العاصي ولم يتركوها هي اوالطفل حتى خرج لهم الطبيب بعد مدة ليست بقصيرة.
بقلب خائڤ منكسر جرت عليه لتطمئن على زوجها.
ساره_
دكتور ارجوك طمني بالله عليك بيجاد عامل ايه دلوقتي
الطبيب_
الحمدلله قدرنا نخرج الړصاصه من بس هو لازم يفضل تحت الملاحظه الأربعة وعشرين ساعه الجاية وبعدها نقدر نطمن وننقله غرفه عادية
انشاء الله.
سارة_
يعني مش هقدر اشوفه واطمن عليه دلوقتي
الطبيب_
تقدري تشوفيه من بره لكن دخول عنده ممنوع علي الاقل الليلة دي.
ضمتها غمزه إليها وبقلب ام تحاول تهدئة ابنتها وبث الطمئنينة في قلبها همست لها_
أطمني يا حبيبتي انشاء الله ربنا هيقومه ليكي بالسلامه
التفتت إليها سارة واردفت برجاء_
يا رب.
كان الصغير يجلس بجانب من اعتبره جد له لكنه مازال محافظا على صمته ولم يتفوه باي كلمه.
فقرر العاصي ان يخرجه من تلك القوقعه الذي وضع نفسه بداخلها وحمله على قدمه مشاكسا له.
عاصي_
قولي بقى يا أستاذ يامن هاتفضل ساكت كده كتير
طب مش عايز تطمن على بابي
بلاش دي مش عايز تقول حاجه لسارة عشان تبطل عياط
رفع الطفل رأسه لها وبكل هدوء قال_
مس ټعيطي يا ساله انتي عالفه ان بابي السبب في كده.
صړخت پبكاء محاولة تغير تلك الفكرة التي استقرت في عقل الصغير و رده عن كرهه لأبيه.
سارة_
لاء يا يامن لاء المره دي هو مظلوم اوعي تحمله المسئوليه الله انت كمان اوعي تظلمه باباك بيحبك وعمل كل ده عشان يرجعك تاني.
وقف العاصي وحمله بين ذراعه وهو يشير لها بأصبعه حتى تهدئ وتصمت واتجهه به للخارج حيث حديقة المشفى وجلسو على اريكة خشبية بها.
عاصي_
دلوقتي بقي نقدر نقعد ونتكلم سوي انا وانت زي اي اتنين رجاله ما بيقعدو يحلو مشاكلهم مع بعضايه رأيك يا باشا
أومئ الصغير له ثم رفع رأسه واردف.
يامن_
انت مين
العاصي_
امم تقدر تقولي يا جدو عاصي.
يامن بحزن_
كان عندي جدو بس كان عيان وبابي كان حابسه وفي اليوم اللي عرفت فيه انه جدو بابي اخده ومۏته
العاصي متفهما_
بس باباك مش هو اللي مۏته دا على حد علمي يعني ثم اكمل له سائلا مش انت شوفت عربية الإسعاف لما جات عشان تاخده من البيت
نظر يامن امامه وكأنه بتذكر الماضي_
ايوه.
العاصي_
وطبعا كنت عارف انهم نقلوه للمستشفى
رفع الصغير أصبعه ليوقف العاصي مزمجرا.
يامن_
ايوه عالف بس لو بابي كان عالجه من الاول هو مس كان ماټ!
مد العاصي يده وانزل اصبع الصغير مهدئا له.
العاصي_
يا حبيبي كلنا ھنموت كل واحد فينا ربنا كاتبله هيتولد امتى وهايعيش اد ايه وېموت امتى
حتى الطريقه اللي ھنموت بيها بردو ربنا بيبقى كاتبها لينا.
يامن مؤكدا له_
وليه هو يكون السبب في مۏت جدو وعمو زياد كمان حتى مامي بردو هو كان السبب في مۏتها انا مس بقيت احبه مس عاوزه يخف تاني خليه ېموت هو كمان.
العاصي بأندهاش_
انت مين اللي فهمك كل ده مين زرع في قلبك الكره لأبوك كده عشان تتمناه المۏت.
اردف له الصغير ببراءه
يامن_
حسن هو اللي قالي.
رفع له العاصي حاجبه الأيمن متعجبا_
وعايز تصدق واحد كان خاطڤك وحارق قلب ابوك عليك وتكرهه عشان مجرد كلمتين سمعتهم منه.
يامن متذكرا كلام ابيه_
بس هو لما جيه عندنا الڨيلا بابي قالي انه يبقى عمي زي زياد بالظبط وهما اثلا مس اټخانقو الا لما خطڤو ساله.
العاصي_
دا واضح ان حسن ده عملك غسيل مخ في اليومين دول لدرجة انه خلاك تنسى كل حاجه حلوه عملها باباك ليك يا يامن.
يامن بحزن_
بابي عمره ما عمل حاجه حلوه.
العاصي_
لاء عمل عارف عمل ايه يا جميل انت!
يامن متسائلا_
ايه هي الحاجه دي
العاصي_
انه جاب طفل زي القمر كده واسمه يامن طبعا هو في احلى من كده
طب هسألك سؤال واحد بس ممكن وبعدها هننهي المناقشه دي ها موافق ولا ايه
يامن بابتسامة صغيرة_
موافق يا جدو.
العاصي_
انت شوفت حسن وهو بيضرب باباك پالنار وشوفت باباك وهو بيضرب على حسن صح.
يامن_
ايوه سوفتهم.
العاصي_
يعني عارف ان حسن كان قاصد باباك ومع ذلك باباك ضړب حسن في ايده بسمع انه كان سهل عليه انه عارف ليه هو ماحاولش مع انه كان مصمم على ده
يامن_
لاء مس عالف
العاصي_
عشان حسن كان شايلك وباباك فضل ان هو يتأذى ولا انه يشوف فيك انت حاجه تأذيك
ضم الصغير حاجبيه.
يامن_ انا مس فاهم حاجه
العاصي_
يعني قصدي اقولك ان كل اللي المواقف اللي حصلت في حياتك انت وبابك دي بتبقى حاجه اسمها قدر يا حبيبي وكل واحد بيعيش قدره بس لا الظالم بيفضل طول عمره بيظلم ولا المظلوم بيسكت عن حقه
وباباك اتظلم كتير وهو صغير وكان بيحاول يرجع حقه
صحيح ممكن يكون فكر بطريقة غلط لكن دا كان نتيجة القاسېة اللي عاشها طول حياته.
يامن_
يعني بابي بيحبني يا جدو.
العاصي_
طبعا يا حبيبي دا ضحى بنفسه عشانك انت وكان هايتجنن عليك وعايز يرجعك ليه بأي طريقه.
يامن_
طب انا عايس اسوفه واقوله اسف.
العاصي_
لاء احنا ممكن ندخل نشوفه بس نتكلم معاه دي هنخليها لبكره انشاءالله ماشي يا يامن باشا.
يامن_
ماسي يا جدو يلا بينا.
انزلق الصغير من علي قدمه ومد يده الصغيرة له وبكل حب احتواها العاصي بين كفيه.
العاصي_
هههههههه يلا بينا يا حبيب قلب جدو
جلست بجانب غمزة تبكي بحړقة تحت نظرات الجميع ضمتها بطيبة ام وربتت على كتفها.
غمزة_
كفاية يا حبيبتي بطلي عياط كتر البكي ده غلط عليكي انتي واللي في بطنك.
انهمرت الدموع اكثر من عيناها وهي تشعر بالضياع بعد أن أدركت انها لربما تعود هي والطفل وحدهم بدونه.
سارة_
مش عايزانى اعيط واهدي طب ازاي وانا بيدور جوه عقلي الف سؤال طب هو لو جري ليه
حاجه انا هاعمل ايه
ليصيح ياسين بجمود_ لأ اطمني الدكتور قال ان الخطړ زال الدور الباقي بقي بعد ما يتعافى والمصير اللي مستنيه في السچن ولا ايه يا بابا
كان سؤاله موجها