الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية جوازة نت للكاتبه مني لطفي

انت في الصفحة 11 من 116 صفحات

موقع أيام نيوز


الصباح عليها وكانت الاخيرة واقفة امام الطاهي تصنع قرص البيض المقلي الذي يحبه افراد عائلتها ابتسمت الأم وقالت
صباح النور يا منونتي التفتت منة الى ام محمود ملقية تحية الصباح والتي ردتها بصوتها الحنون 
سألت منة أمها
هو احمد لسه نايم يا ماما
الأم 
لا بيتهيالي يا حبيبتي صاحي من ساعة ما رجع من صلاة الفجر مع باباكي ما نمش 

قالت منة بابتسامة
طيب هروح احضر السفرة علشان ما اتأخرش انت عارفة مشواري طويل انهرده 
حاولت منة التلميح لأمها عل وعسى يصدر منها أى اشارة تجعلها تعرف الاجابة عن سؤالها ولكن امها لم يصدر منها أي شيء وتابعت تحضير الفطور بشكل طبيعي 
تجمعت العائلة حول مائدة الطعام يتناولون إفطارهم وسط مشاغبات منة واحمد المرحة وان كانت منة تكاد تتحرق غيظا للانفراد بأخيها فاحساسها يخبرها انه يتعمد الهروب من سؤالها الظاهر في عينيها وكلما بادرت بالحديث في موضوع سفرها يقوم بتغيير الكلام فورا 
انطلقت رنة المحمول الشخصي لأحمد فطالع الرقم ثم نقل نظره الى شقيقته قائلا بابتسامة
اجهزي يا منون دا سيف اتفقت معاه انه يديني رنة لما ييجي تحت 
ابتعلت منة باقي الطعام في فمها بصعوبة ثم شربت جرعة ماء كبيرة كادت تسعل على أثرها انها اول مرة ترافق رجلا غريبا عنها لأي مكان دائما تنقلاتها كانت مع صديقاتها او شقيقها وأبيها حتى عندما كانت تصدف الظروف وتضطر للعودة من كليتها مع صديقة لها وشقيق الأخيرة لم تكن بمفردها كانت برفقة صديقتها كتمت تأفف بداخلها وقامت محاولة عدم الظهور بمظهر المغلوب على أمره 
قبلت رأس والديها قبل ان تستدير منصرفة يتبعها احمد بنظرات شقية تلمع في عينيه وقد ابتسم لذويهما ابتسامة مشاغبة جعلت كلا من الاب والام يبتسمان بالمقابل ملوحين له بالتحية 
خرجت منة من باب العمارة السكنية التي تقطن فيها مع اهلها شاهدت سيف وهو يقف امام سيارته الرياضية مستندا بجذعه على مقدمتها ناظرا الى اللا مكان أمامه وكان يرتدي ملابسا غير رسمية لم يسبق لها وان رأته يرتدي مثلها من قبل فهو دائما ما يرتدي حلل كاملة واحيانا يستغني عن ربطة العنق اما اليوم فهو يرتدي زيا عاديا جالت بنظراتها فيما يرتديه ابتداءا من سرواله الجينز الاسود اللون مرورا ببلوزته القطنية البيضاء اللون والتي تحمل ماركة ثياب معروفة على جانب منها وكان رافعا لنظارته الشمسية اعلى رأسه بينما لحيته الخفيفة قد أكسبته منظرا رجوليا ساحقا اندهشت منة من ألوان ثيابه فهي ذات الالوان التي ترتجيها ودعت الله ألا ينتبه الى هذه المصادفة وسرعان ما نفضت هذه الافكار جانبا وحمدت الله لارتدائها نظارتها الشمسيةلاخفاء نظراتها المشدوهة عنه شدت منة قامتها وخرجت من ظلال بوابة العمارة متجهة حيث كان سيف في انتظارها 
اعتدل سيف واقفا ما ان ابصرها خارجة راسما ابتسامة مرحبة على فمه الحازم وقال
صباح الخير يا منة 
اجابت منة بهدوء
صباح الخير يا باش مهندس 
اخفى سيف امتعاضه من طريقتها الرسمية في الرد عليه وتابع ببشاشة
اتأخرت عليكي
قطبت منة ونفت بهزة من رأسها فتح سيف الباب المجاور للسائق داعيا اياها للدخول وهو يقول
طيب اتفضلي 
تقدمت منة بخطوات بطيئة وما ان همت بالدخول الى سيارته وقد كانت قاب قوسين او أدنى من ان ترفض الركوب بجواره مفضلة الركوب في الخلف ولكنها خجلت فهو ليس سائقها الخاص لتفعل ذلك 
دعت الله في سرها أن يخرجها من هذا المأزق وتأففت بداخلها للمرة الألف لاعنة نفسها انها لم ترفض هذا المشوار من الأساس وكأن الله استجاب لدعائها فما ان همت بالدخول حتى فاجأها من تقدم سريعا للجلوس في المقعد الامامي مما جعلها تفغر فاها دهشة ثم ما لبثت ان افترت أساريرها عن ابتسامة واسعه 
قطب سيف ناظرا الى احمد الذي جلس بكل أريحية في المقعد المجاور للسائق مال عل النافذة المفتوحة بجواره ونظر اليه شزرا هامسا من بين اسنانه بحدة مكبوتة محاولا ألا يصل أسماع منة شيئا مما يقولانه
أفهم حضرتك بتعمل ايه هنا
أحمد ببراءة مزيفة
ايه انت مش هتسافر انت ومنة وقلت لي امبارح وانا وافقت مسافرين زي ما انت طلبت 
سيف وقد بدأ غضبه بالاشتعال
ايوة بس احنا ما اتفقناش على كدا انا قلت لك انا ومنة مسافرين واظن انت عارف كويس اوي سبب طلبي دا ايه اللي حشرك معانا 
كتم أحمد ضحكة كادت تفلت بصعوبة وبدلا من ذلك
رسم الجدية على ملامحه وهو يجيب بخفوت مماثل
بديهي انى اسافر معاها انت قلت لي انه فيه شغل عاوز منة معاك فيه وانا وافقت ماجتش مناسبة انى اقولك انى هسافر معاكم وبعدين السبب اللي انت قولتهولي هو اللي خلا الحاج عبد العظيم يوافق على سفرها علشان يديكم فرصة زي ما طلبت قبل ما تتقدم لها رسمي ولولا انى معكم دلوقتي كنت تحلم انها تقرب من عربيتك بس ودلوقتي اتفضل علشان نلحق نروح
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 116 صفحات