رواية جوازة نت للكاتبه مني لطفي
الصباح عليها وكانت الاخيرة واقفة امام الطاهي تصنع قرص البيض المقلي الذي يحبه افراد عائلتها ابتسمت الأم وقالت
صباح النور يا منونتي التفتت منة الى ام محمود ملقية تحية الصباح والتي ردتها بصوتها الحنون
سألت منة أمها
هو احمد لسه نايم يا ماما
الأم
لا بيتهيالي يا حبيبتي صاحي من ساعة ما رجع من صلاة الفجر مع باباكي ما نمش
طيب هروح احضر السفرة علشان ما اتأخرش انت عارفة مشواري طويل انهرده
حاولت منة التلميح لأمها عل وعسى يصدر منها أى اشارة تجعلها تعرف الاجابة عن سؤالها ولكن امها لم يصدر منها أي شيء وتابعت تحضير الفطور بشكل طبيعي
تجمعت العائلة حول مائدة الطعام يتناولون إفطارهم وسط مشاغبات منة واحمد المرحة وان كانت منة تكاد تتحرق غيظا للانفراد بأخيها فاحساسها يخبرها انه يتعمد الهروب من سؤالها الظاهر في عينيها وكلما بادرت بالحديث في موضوع سفرها يقوم بتغيير الكلام فورا
اجهزي يا منون دا سيف اتفقت معاه انه يديني رنة لما ييجي تحت
ابتعلت منة باقي الطعام في فمها بصعوبة ثم شربت جرعة ماء كبيرة كادت تسعل على أثرها انها اول مرة ترافق رجلا غريبا عنها لأي مكان دائما تنقلاتها كانت مع صديقاتها او شقيقها وأبيها حتى عندما كانت تصدف الظروف وتضطر للعودة من كليتها مع صديقة لها وشقيق الأخيرة لم تكن بمفردها كانت برفقة صديقتها كتمت تأفف بداخلها وقامت محاولة عدم الظهور بمظهر المغلوب على أمره
خرجت منة من باب العمارة السكنية التي تقطن فيها مع اهلها شاهدت سيف وهو يقف امام سيارته الرياضية مستندا بجذعه على مقدمتها ناظرا الى اللا مكان أمامه وكان يرتدي ملابسا غير رسمية لم يسبق لها وان رأته يرتدي مثلها من قبل فهو دائما ما يرتدي حلل كاملة واحيانا يستغني عن ربطة العنق اما اليوم فهو يرتدي زيا عاديا جالت بنظراتها فيما يرتديه ابتداءا من سرواله الجينز الاسود اللون مرورا ببلوزته القطنية البيضاء اللون والتي تحمل ماركة ثياب معروفة على جانب منها وكان رافعا لنظارته الشمسية اعلى رأسه بينما لحيته الخفيفة قد أكسبته منظرا رجوليا ساحقا اندهشت منة من ألوان ثيابه فهي ذات الالوان التي ترتجيها ودعت الله ألا ينتبه الى هذه المصادفة وسرعان ما نفضت هذه الافكار جانبا وحمدت الله لارتدائها نظارتها الشمسيةلاخفاء نظراتها المشدوهة عنه شدت منة قامتها وخرجت من ظلال بوابة العمارة متجهة حيث كان سيف في انتظارها
صباح الخير يا منة
اجابت منة بهدوء
صباح الخير يا باش مهندس
اخفى سيف امتعاضه من طريقتها الرسمية في الرد عليه وتابع ببشاشة
اتأخرت عليكي
قطبت منة ونفت بهزة من رأسها فتح سيف الباب المجاور للسائق داعيا اياها للدخول وهو يقول
طيب اتفضلي
دعت الله في سرها أن يخرجها من هذا المأزق وتأففت بداخلها للمرة الألف لاعنة نفسها انها لم ترفض هذا المشوار من الأساس وكأن الله استجاب لدعائها فما ان همت بالدخول حتى فاجأها من تقدم سريعا للجلوس في المقعد الامامي مما جعلها تفغر فاها دهشة ثم ما لبثت ان افترت أساريرها عن ابتسامة واسعه
أفهم حضرتك بتعمل ايه هنا
أحمد ببراءة مزيفة
ايه انت مش هتسافر انت ومنة وقلت لي امبارح وانا وافقت مسافرين زي ما انت طلبت
سيف وقد بدأ غضبه بالاشتعال
ايوة بس احنا ما اتفقناش على كدا انا قلت لك انا ومنة مسافرين واظن انت عارف كويس اوي سبب طلبي دا ايه اللي حشرك معانا
كتم أحمد ضحكة كادت تفلت بصعوبة وبدلا من ذلك
رسم الجدية على ملامحه وهو يجيب بخفوت مماثل
بديهي انى اسافر معاها انت قلت لي انه فيه شغل عاوز منة معاك فيه وانا وافقت ماجتش مناسبة انى اقولك انى هسافر معاكم وبعدين السبب اللي انت قولتهولي هو اللي خلا الحاج عبد العظيم يوافق على سفرها علشان يديكم فرصة زي ما طلبت قبل ما تتقدم لها رسمي ولولا انى معكم دلوقتي كنت تحلم انها تقرب من عربيتك بس ودلوقتي اتفضل علشان نلحق نروح