الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية جوازة نت للكاتبه مني لطفي

انت في الصفحة 14 من 116 صفحات

موقع أيام نيوز


المكتب الهندسي 
بعد أن تناقش الجميع بخصوص الفيلا وأعرب طارق وغادة عن سعادتهما من سرعة سير العمل انبهرت غادة بالتصميم الداخلي لديكور الفيللا والذي وضعته منة واشادت به قائلة أنه يفوق ما تخيلته بمراحل وفرحت منة لهذا المديح كانت منة قد شعرت براحة عميقة تجاه غادة بوجهها البريء وان لم يخلو من مسحة حزن غالبا ما تطفو عندما تعتقد بانشغال الباقين عنها ولم يفت منة نظرة الشحن في عينيها الرائعتين بخضارهما الزيتوني العجيب وشعرها العسلي الذي تنعكس عليه أشعة الشمس فكأنه ذهب يلمع يكاد بريقه يخطف الابصار بينما تمتلك جسد انثوي جذاب بكل منحنياته الانثوية البحتة ولكن في ذات الوقت لا تعلم لما هذا الاحساس بعدم الارتياح الذي يخالجها بشأن زوجها طارق على الرغم من وسامته الملحوظة التي تجعله أقرب لنجوم السنيما بدءا من جسده الرياضي الممشوق وشعره البنى الناعم الى عينيه بلون السماء الصافية ولكنها ما ان تبصر عيناه يخيل اليها أنها عينا ثعلب ماكر ينتظر الفرصة للانقضاض على فريسته مقتنصا اياها 

قال طارق بنعومة أثارت الشعور بالغثيان لدى منة بينما ابتسامة لزجة ترتسم على شفتيه المخططتين بشارب خفيف يحيط بهما ولحية خفيفة تغطي الذقن فقط 
بصراحه زوقك جميل يا باش مهندسة التصميم اللي انت عاملاه تحففة بجد 
رسمت منة ابتسامة صفراء على محياها وقالت بهدوء
متشكرة لحضرتك بس انا كل اللي عملته انى نفذت رغبة مدام غادة هي كانت حاطة تصور معين للديكور وانا حاولت أوصل للي هي عاوزاه 
قالت غادة بابتسامة 
لا بجد طارق عنده حق انت موهوبة فعلا وانا سعيدة انك انت اللي هتنفذي ديكور الفيللا بنفسك لانك اكيد هتقدري تعملي اللي انا عاوزاه بالظبط 
قال احمد بابتسامة بينما ظل سيف واقفا يتابع الحديث الدائر امامه بجمود ولا يعلم لما يرغب بلكم هذا الطارق على فمه ليمحي هذه الابتسامة البلهاء وكأنه يقوم بدعاية لمعجون أسنان لم يكن سابقا سريع الانفعال كما هو الآن ولكنها هي انه تأثيرها هي ولا بد له أن يفاتحها بأسرع وقت في امر ارتباطهما بل ويحاول بشتى السبل الحصول على موافقتها قبل ان يقدم على عمل أخرق كرغبته بلكم طارق والذي يعد أكبر عميل لديهم 
سمع احمد يقول بهدوء
احنا مبسوطين ان الشغل عجب حضراتكم
وان شاء الله الفيللا تطلع زي ما انتو عايزين وأحسن ثم حانت منه التفاتة الى سيف وتنحنح كي ينتبه هذا الآخر اليه بينما تابع هو قائلا
معلهش احنا هنضطر نستأذن علشان ورانا سفر واي ملاحظة او استفسار طبعا التليفونات معكم والمكتب مفتوح لكم في أي وقت 
هتفت غادة وهى تمسك بالمحمول خاصتها
صحيح يا منة عاوزة رقمك علشان أعرف اتواصل معاكي ولو فكرت في حاجه علشان الديكور يبقى سهل اقولك عليها وانت كمان لو عاوزة حاجه تكلميني على طول نظرت منة الى شقيقها فوافق بهزة من رأسه هي لا تزال تشعر بالغرابة فهذه هي المرة الاولى التي يطلب منها رقم هاتفها كما انها لا تشعر بالراحه لهذا الطارق ولكنها تستطيع ايقاف أيا كان في مكانه اذا تجاوز الحدود معها 
قالت منة بابتسامة بسيطة 
اوكي اتفضلي واملتها الرقم وقامت بتخزين رقم الاخرى في حين لمعت عينا طارق باعجاب لم يفوتها بغريزة الانثى بينما سيف كاد ان يهتف ب لا قاطعه ولكن ما باليد حيلة ولكنه لن يستطيع الصبر اكثر من هذا وسيفاتحها قريبا في أمر ارتباطهما 
قال طارق والذي أعجب بمنة ما ان وقعت نظراته عليها وأكثر ما جذبه اليها عدم التفاتها اليه بل ولم تلق اليه بالا مطلقا وانشغلت بتبادل الحديث مع زوجته
مينفعش يا باش مهندس تمشوا كدا لازم نتغدى سوا الأول 
قاطع صوت سيف الجدي أحمد قبل ان يجيب قائلا
لا معلهش يا طارق بيه اعذرنا سكتنا طويلة 
أصر طارق وساندته غادة في عرضه فقد أرتاحت لمنة وارادت توطيد علاقتها بها فهي ليس لديها اصدقاء وكيف وطارق له الفضل في ذلك بعد زواجها منه وانتقالها من البلد الاوروبي الذي عاشت فيه عمرها كله وتركها لعائلتها هناك لتعود الى الوطن بصحبة زوجها والذي سرعان ما مل منها ولم يكد يمر عامين على زواجهما 
نظر احمد الى سيف ورفع كتفيه علامة قلة الحيلة واضطروا الى قبول دعوة الغذاء وذهبوا الى احد المطاعم التابعة لمنتجع شهير في العين السخنة والمعروف بمأكولاته البحرية اللذيذة 
حول مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب من مأكولات البحر الشهية المختلفة تجمع الخمسة تبادلوا بعض الاحاديث الخفيفة اثناء تناولهم الطعام انفردت منة بالحديث مع غادة في حين تبادل الرجال الثلاثة الأراء حول أمور مختلفة ولكن كان من الملاحظ صمت سيف شبه الدائم فكان لا يتدخل بالكلام الا اذا وجه اليه الحديث 
انتهوا من تناول الغذاء وتفرقوا كلا الى وجهته بعد وعد من غادة بزيارة منة للاطلاع على التصميم النهائي لديكور الفيلا 
اتجه سيف
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 116 صفحات