الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية جوازة نت للكاتبه مني لطفي

انت في الصفحة 92 من 116 صفحات

موقع أيام نيوز


عملها بالنسبة الى مكتبه حيث كانت قد أحضرت النماذج معها للعمل عليها ولكنه قاطعها مؤكدا أن أهم شيء سلامتها وألا تلتفت الى أي شيء آخر وقام بسرد نادرة من نوادره الطريفة ليذهب عنها الحزن الذي سمعه في صوتها ضحكت منة على طرفته وأنهت المكالمة وهي لا تزال تبتسم نظرت اليها زينب وابتسامة صغيرة ترتسم على محياها وقالت وهي تشير الى المحمول في يدها

الحمدلله اني سمعت ضحكتكي شكل المكالمة ديه وشها حلو عليكي 
أجابت منة بتلقائية
دي من نادر ابن خالتي كان بيطمن عليا عرف من ماما اني تعبانه بصراحه نادر الوحيد اللي لما تقعدي معاه يقدر تخليكي تضحكي وانت في عز زعلك 
سكتت زينب قليلا ثم سألت باهتمام 
هو ولد خالتك ديه متزوج أشارت منة برأسها نفيا وقالت
لا ابتسمت زينب ابتسامة نصر صغيرة على شفتيها وقالت وهي تغمز بعينها اليمنى في خبث
حلو جوي فاكرة الخطة اللي جولتلك عليها عشان نربي سيف ولدي أومأت منة بالايجاب وهي في حيرة من أمر حماتها التي تابعت بحماس
اتفرجي بجه علي وأتعلمي يا بت المدارس أني صحيح حرمة جاهله لا دخلت مدارس ولا جامعه ومتربية في الصعيد إهنه مش في البندر لكن وبفضل الله حماتك مخها يوزن بلد ولما وعدتك اني هجيبلك حجك من ولدي ما كانشي كلام وبسلاه بكرة هتتوكدي من كلامي صوح ودلوك بجه جه الوجت اللي هنربيه فيه لحد ما يجول حجي برجبتي 
لم يتثنى لمنة التعقيب على كلام حماتها اذ سرعان ما طرق الباب بطرقات صغيرة أتبعها دخول سيف تجهم وجه منة ما ان شاهدته فهي لم تخاطبه ولم تنظر اليه منذ ما حدث فما ان أفاقت من اغماءتها وقد شاهدته راقدا بجوارها حتى قاطعته ولم تقبل بالحديث معه أبدا ولكنه لم يكف عن زيارتها والاطمئنان عليها بينما ذهبت البنتان لدى سميحة للاقامة معها لحين شفاء أمهما وكانا يأتيان لرؤيتها يوميا والعودة مع شقيقته ثانية والتي أحباها وأحبا اللعب مع أولادها 
أشاحت منة بوجهها جانبا في حين تعامل سيف مع الأمر بصورة عادية سار حتى وقف الى جوارها ونظر الى صينية الطعام ليرى أنها
لم ينقص منها الا أقل القليل تحدث بعتاب خفيف
كدا بردو يا منة ما أكلتيش 
قالت زينب بزفرة عميقة
مرتك مخها ناشف جوي غلبت فيها يا ولدي ما عيزاشي تاكل واصل يدوب شربت حبة شوربة بالعافية شكلها إكده صعيدية مش بتوافج بسهولة سكتت قليلا لتتابع غامزة منة في غفلة من سيف بمكر
ولا نجيب لك ولد خالتك علشان ترضي تاكلي اللي يخليه يجدر يضحكك يبجى سره باتع 
شحب وجه منة وهي ترى سيف والانطباع الذي وصله أغمضت عينيها بقوة وهي تتمتم في سرها
لا لا ما لاقيتيش غير نادر يا حماتي دا غلبان هي تعلم تماما مدى ضيق سيف من ذكر نادر حانت منها التفاتة اليه لتراه ينظر اليها بتساؤل ونظرة سوداء أعتمت مقلتيه بينما ينتفض عرق في رقبته دليل توتره تحدث سيف بخشونة
ابن خالتها اجابت زينب
ايوة يا ولدي اسمه نادر 
لاحظت منة بطرف عينها قبضة سيف وهي تتكور بقوة ويشد على اصابعه حتى بانت سلاميات اصابعه البيضاء تساءل سيف محاولا قمع غضبه الذي بدأ بالتصاعد
وانتي تعرفي نادر منين يا أمي 
أجابت زينب
ما هو بسلامته كان بيتحدت إمعاها دلوك علشان يطمن عليها بصراحه من يوم منة ما جات إهنه واني ما اسمعتش ضحكتها زي دلوك 
نظر سيف الى منة بحدة وعلق
طيب كويس يعني ضحكت معاه 
قالت زينب وهي تقف وتتناول صينيه الطعام قبل ان تتجه الى الخارج
أومال ديه كركعت كمان مش ضحكت بس إتعلم منيه شوفه بيجول ايه يخلي اللي جودامه ما يجدرش يمسك نفسه من الضحك زي ما مرتك حاكتلي وانصرفت غير مدركة للقنبلة المدوية التي فجرتها بكلماتها 
نظر سيف الى منة قليلا بنظرات تسودها الغموض قبل ان يتقدم ليجلس بجوارها فوق الفراش وهو يمد يده ليمسك يدها قائلا بهدوء
مش راضية تاكلي ليه يا منة عجبك رقدتك دي 
نفضت يدها بقوة من يده ورمته بنظرة ساخطة ثم أشاحت بوجهها جانبا ولم ترد عليه كتم سيف غضبه بصعوبة وأعاد إمساكه ليدها ولكن بإحكام هذه المرة فكان نصيبه نظرة زاجرة لم يعلق عليها وتابع بصوت بدأت وتيرته تتغير وان كان يحاول التحكم في غضبه الۏحشي كي لا يفلت من عقاله
ما كنتش أعرف يعني إن نادر ابن خالتك بيكلمك لا تصدقي فيه الخير كله زوء بصراحه 
استنكرت منة نبرة السخرية التي يتحدث بها سيف وجذبت يدها من قبضته بقوة فيما نهضت من فوق الفراش والټفت لتنظر اليه ليتطاير شعرها حول وجهها بينما إنعكست اشعة الشمس القادمة من النافذة خلفها على شعرها لتجعل خصلاته الكستنائية تتوهج كألسنة اللهب فيما بدا مظهرها في رداء النوم المحتشم الذي يلتف حولها يغطيها من أعلاها الى أسفلها بلونه الأبيض المزدان
 

91  92  93 

انت في الصفحة 92 من 116 صفحات