رواية قريب حبي منها كامله
شعرت كأنه لم يتعرف اليها من الفراغ الذى رمقها به اما الان فنظرته كانت مختلفة
ما فيش عناد ابدا لكن انا فعلا صحتى كويسه ومحمد زودها شويه من قلقه
سألها بتحفظ
متأكده
اطرقت برأسها أرضا وقالت
ايوه
لهجته تبدلت للوقاحة مجددا وهو يسألها بعجرفة
بتعملي ايه هنا
ياللاحراج انه اكتشفها في منزله ولم يكن لديه فكرة عن حضورها هى فهمت من جدتها انه مقيم في نفس الفندق الذى تقيم فيه نوف وأن الشقة فارغه وها قد وجدها عمر في شقته لقد امسكها بالجرم المشهود تلعثمت وهى تجيبه
طلبوا ايه
اطرقت رأسها ارضا ولم تجيب
سحب مقعدا للخلف بعيدا عن الطاولة وجلس عليه بتوتر انها الصدفة كلاهما اختار نفس مقعده المفضل كما في السابق تخيلت انهما في موعد وانه يدعوها للعشاء كما في الايام الخوالي لكنها عادت إلي الواقع عندما دققت النظر
في الطاولة الخالية أمامها
وجودها في منزله بدون أن تكون زوجته كان قاسېا جدا علي كليهما حتى انها كانت شبه اكيده ان عمر بدأ في التاثر بشدة هو الاخر كان مختلف عن جميع المرات السابقة التى تقابلوا فيها من بعد عودته
تخشبت كانت تخشي الحركة او حتى النفس كى لا تضيع تلك اللحظة الساحرة ربما لو تحركت فسيستعيد عمر سيطرته علي نفسه ويتذكر من هى
هى كانت تعلم جيدا انه لا يحق له لمسها لكن عقلها الباطن رفض تصديق انها ليست زوجته السنوات تلاشت وكأنها لم تمر ابدا رفع ذقنها ليتطلع في عينيها پألم لأول مرة خلال فترة علاقتهما كانت تلاحظ انه يحاول الفهم كان يحاول سبر غور فريده الجديدة المختلفة
الأحداث التالية مرت عليها وهى تتحرك مثل الالة كانت تقوم بالاشياء المفروضة عليها وهى متخشبة مثل الالهة الخالية من المشاعر
بعد رحيله ظلت علي نفس وضعها متجمدة كالتمثال لفترة غير معلومة فقط اتصال من رشا نبهها الي الوقت رشا كانت مندهشة للغاية فبعد تحذيراتها القاسيه لها وجدت نفسها تجلس لساعات مع عمر بدون أن تعود لالتقاطها كما امرتها
وتمنت أن يكون عمر قد لان من جهتها لكن أي فرصة لها بوجود نوف في الجوار
انها قد اتخذت قرار السفر ولن تتراجع الآن السفر هو ملاذها الامن الذى سوف يحميها لقد عاشت لسنوات وهى تحمى نفسها من الألم وعندما ذاب الجليد من حولها اصبحت تشعر بالحب والغيرة وأيضا الالم نعم اصبحت حيه وتشعر بالحياه لكنها تتألم وبشدة الم يفوق احتمالها شعور الغيرة شعور فظيع مدمر ېمزق الروح ويسبب الالم الجسدى وليس فقط الالم المعنوي قبل اأن تغادر ارادت وداع كل شبر من منزل عمر وحفظه في ذاكراتها وعندما وصلت الي غرفه النوم وتخيلت عمر يشارك نوف فيها الغيرة نهشت قلبها ستهرب الي ابعد مكان تستطيع الوصول إليه فربما الوقت ينسيها حبها كما فعل عمر
موافقة الزوج
اومأت الموظفة برأسها
ايوه يا دكتوره مطلوب عشان السفر جواز سفر صالح وموافقه خطيه من الزوج متوثقه في الشهر العقاري و قاطعتها بإحراج
انا مطلقه
الموظفة مجددا تفهمت تساؤلاتها واحراجها فقالت بتفهم وصبر
فهمتك يبقي محتاجين موافقة ولي امرك والدك او اخوكى مثلا لكن بطاقتك لسه مكتوب فيها انك زوجة عمر فخري نجم يبقي لازم تغيري البطاقه وتكتبي فيها مطلقه هتروحى السجل المدنى بقسيمة طلاقك وتطلبي تعديل البيانات هذه المره صاحت بفزع
قسيمة ايه انا معنديش قسيمة سألتها باشفاق
انتى لسه متطلقه قريب هزت رأسها بالنفي
لا مطلقه من اربع سنين هذه المرة كان دور الموظفة لتفتح فمها ببلاهة
اربع سنين ومعندكيش قسيمه ليه صمتت بمراره بماذا ستجيبها هى لا تملك أي اجابة لم يخطر في بالها من قبل موضوع القسيمة فلم تحتاج اليها ابدا من قبل بالفعل عند الطلاق يقوم الزوج بارسال قسيمة الطلاق لكنها لم تتلقي أي شيء هل تلقتها والدتها
واخفتها عنها
عمر لم يرسل لها القسيمة وهذا يتركها قانونيا زوجته شرعيا عمر طلقها ولا تحل له لكنها أمام القانون زوجته فلا توجد ورقة رسمية تؤكد انها مطلقة علي الرغم من انها تعلم جيدا انه مجرد تقصير من عمر في استخراج القسيمة ربما بسبب سفره هذا علي افتراض ان والدتها لم تخفيها عنها كى لا تؤلمها عندما تراها لكن مجرد
شعورها انها زوجته ولو بالاسم اثار لديها شعور رائع
زوجة عمر فخري نجم ليتها زوجته بالفعل لكن تلك اللحظات القليلة من الصدمة كانت محفز رائع لهرمون السريتونين هرمون السعادة عاد للعمل بعد توقف سنوات تكاد تصل للعشرة صحيح انها لحظات فقط لكنها كانت رائعه
طوال طريق عودتها تمسكت بالامل الضئيل فى أن يكون عمر لم يطلقها رسميا عند المأذون في الواقع لن يتغير من الامر شيئا لكنها ارادت الاحتفاظ بشعور انها تنتمى اليه لاطول وقت وعندما وصلت اخيرا لم تنتظر حتى تدخل بالكامل بل سألت والدتها التى فتحت لها الباب بلهفة قاټلة ماما فين قسيمة طلاقي
سوميه رفعت يداها في علامه تدل علي الحيره ثم عادت لانزالها وعندما رفعتها مجددا قالت
ما فيش قسيمة
اول مره في حياتها تري فريده سعيدة اما فريده فبعدما ابتعدت عنها قالت
خلاص يا ماما متشغليش بالك انا عارفه انا هعمل ايه
نعم هى تعلم كلمة السر شريفه الآن فهمت طلب جدتها الغريب والصاډم عندما طلبت من عماد أن يخطبها من عمر انه كان يخطبها من زوجها تلك العجوز الخبيثة لم تكن تتصرف بعشوائية بل كانت تخطط وتدبر في البداية ظنت انها اخذت جانب عمر وارادت أن تذلها ولكنها في الواقع كانت تحرج عمر وتستفزه كى يتصرف كى يخرج عن صمته
علي الرغم منها ضحكت فكيف كان موقف عمر عندما خطبت منه زوجته انها اول عروس يتم خطبتها من زوجها لا عجب في أن عمر كان مشدودا كوتر رقيق علي وشك التمزق يومها
اه يا جده لقد تصرفتى كثعلب عجوز خبيث اجبرت عمر علي المواجهة ولكن يتبقي السؤال الاهم لماذا لم يطلقها عمر رسميا
ودعت والدتها وغيرت اتجاهها لم تدخل من الباب بل هبطت مجددا في اتجاه منزل جدتها القديم
منزل جدتها القديم المكون من غرف عدة في منطقه قديمة في وسط البلد اثار لديها الحنين مباشرة فور رؤيته ايام طفولتها كانت تقضى الكثير من الوقت في هذا المنزل العتيق بعد طلاقها جدتها سافرت للاقامة في كندا مع خالها وبعد عودتها يوم الزفاف في مفاجأة ساره رفضت العودة معه مجددا وقررت البقاء اما خالها فقد حضر إلي القاهره في سفرة قصيرة جدا لمجرد ايصال والدته ومن ثم غادر مجددا لحياته ولاسرته ولزوجته السوريه
وريما قررت الاقامه مع جدتها كى لا تتركها وحيدة وبمجرد أن فتحت لها ريما الباب علمت أن فريده مختلفة
تجرأت اخيرا وسألتها السؤال الذى ينهش عقلها بلا رحمة الحماس الذى انتابها منذ ان علمت عن موضوع القسيمة غادرها الآن وعادت الي الاحتمال الواقعى الوحيد
في لحظات مچنونة تمنت أن يكون عمر لم يطلقها رسميا لكنها الآن عادت إلي ارض الواقع بمجرد رؤية منزل جدتها الذى ذكرها بيوم طلاقها فهى لم تدخله من يومها ذكرها بفعلتها الدنيئة وسبب طلاق عمر لها فتناقصت احتمالات تناسي عمر لاستخراج وثيقة رسمية
سألت جدتها علي استحياء وهى تتمنى ان تسمع ما تريد سألتها
فين قسيمة طلاقي
فريده تكاد تجزم انها رأت بريق عابث في عيون جدتها التى اجابتها ببساطة
ما فيش قسيمه
اطرقت برأسها واجابتها
ايوه عرفت لكن ليه
الجده اجابتها
عشان عمر مطلقكيش رسمى عند المأذون لحد النهارده
يا الله انها الاجابه التى تمنت سماعها انها
زوجته قانونيا إلي الآن بالطبع لن يشكل ذلك أي فارق في موقف عمر من جهتها لكنها شعرت بالسعادة ولا تدري لماذا فهى تسمى زوجته ولو علي الورق سألتها بلهفه
ليه عمر مطلقنيش رسمى لحد النهارده
اخر اجابة توقعت سماعها ربما توقعت أن تسمع انه لم يجد الوقت أو حتى انه
نسيها واسقطها من حساباته ولم تعد تشغل باله فلم ينتبه الي استكمال الاجراءات لكن الاجابة التى حصلت عليها كانت صادمه بدرجة مخيفة لم تتحملها وأتتها من من مصدر مختلف فالاجابة الصاډمة التى حصلت عليها قدمت من مصدر رجولي يتحدث من خلفها بتأن التفتت بسرعة
ترددت كلماته في اذنيها وهو يقول بتحدى
مافيش قسيمة لانى رديتك لعصمتى قبل ما العده تخلص بيوم ومصطفي وكريم اصحابي شهود علي كده
الحلقة الثانية عشر
رواية غيوم ومطر
للكاتبة داليا الكومي
12سجينة في انتقامه
لا تعرف متى بالتحديد انسحبت جدتها وتركتهما بمفردهما لكنها كل ما وعت له جيدا كان تعجبها من انها كيف من لحظات قليلة كانت تري غرفة جدتها متسعة للغاية والآن تراها ضيقة كجحر جرذ صغير بعدما احتلها عمر بوجوده المفاجىء منذ متى وهو هنا
بالتأكيد من قبلها فهى دخلت كطلقة المدفع ولم تعطى لنفسها فرصة لاستكشاف محيطها قبل دخولها لغرفة جدتها معرفتها انها ما زالت زوجته شرعا وليس قانونا فقط كانت فوق احتمالها وكادت أن
تفقد الوعى ولكن صمته وعدم بوحه عن ذلك السر الرهيب طيلة اربعة سنوات حفز عقلها ومنعها من فقدان الوعى سألته وهى ترتعد
ردتنى اجابها بجمود
ايوه قبل ما العدة تخلص بيوم
تماسكت وهى تسأله مجددا
ليه
كانت تريد سؤاله عن سبب صمته كل تلك السنوات انها الآن مرتبكة بشدة والأمور اصبحت معقدة تماما انها زوجته ولديه خطيبة محبة لماذا الآن فقط علمت هل عاد لتصحيح الأمور
ربما عاد ليطوى صفحة الماضي ويبدأ حياة جديدة هل تملك الشجاعة والقوة كى تحاول استعادة حبه المفقود هل تستطيع جعله يحبها من جديد ارادت ان تسأله الكثير لكن حلقها اختنق بالعبرات فلم تستطيع مواصلة الكلام
وعندها وجدت عمر يقول بإشمئزاز
اوعى تفتكري عشان مطلقتكيش للنهارده انى بحبك او باقي عليكى يمكن ده كان حالي من 4 سنين يوم ما قررت اردك ورجعت من الامارات ندمان انى خسرتك ونويت انى اعوضك عن قسوتى عليكى لكن لما رجعت وشفت قذارتك بعيونى قررت انى اسيبك معلقة كده حتى حريتك خساره فيكى
لم تصدق ما كان يقوله متى عاد من الامارات لقد سافر بعد الطلاق مباشرة ولم يعد ابدا سوى يوم زفاف اسيل ارادت ان تسأله لكن كلمته رأيت قذارتك