رواية كاملة بقلم نور محمد
بالحديث رغم روحه المرحلة ليعلم أنه حقا حديث هام أومأ له ليذهبا نحو مكتب ظافر دلفا للمكت ليجلس ظافر أمام شقيقه قائلا
خير يا باسل في ايه
تنهد باسل قائلا بنبرة لا تزال جدية
عايز أتجوز !!!!
الفصل الخامس
تفاجأ ظافر بما قاله باسل تمتم بنبرة متسائلة بجدية
تتجوز دلوقتي !!!
أومأ باسل بإصرار و تحد يلتمع بعيناه و هو يبادر بنبرة جامدة
أشتعل صدر ظافر ڠضبا لينهض صارخا به
أنت أتجننت يا باسل أخوك يبقى عامله المصاېب دي ومرمي في المستشفى و امك لسة طالعة من نكسة وتقولي عايز أتجوز !!!!
نهض باسل قبالته قائلا بعقلانية
ظافر أهدى .. مش لما تعرف الأول هتجوز مين !!
مسح ظافر على وجهه پغضب و هو يقول بسخرية لاذعة
رهف ..
قالها كمن قال شئ أعتياديا غير عابئا بما فجره في وجه أخيه الذي لم يستوعب ما قاله أستغرق دقيقتين ليتقبل ما قاله و بعد ذلك الصمت الرهيب لم بحقيبتها على الأرضية بأهمال تجلس على الأريكة عقدت اصابعها معا تنظر أمامها شاردة لا تعلم لما بدأت تلك الاحاسيس تدفق عليها كتدفق الډم بالشرايين نظراته الدافئة لم تتغير من صغره منذ ذلك اليوم الذي أنقذها من بين براثن أبيه و منذ رؤيتها لعيناه وهي صغيرة لم تتجاوز الخمس سنوات .. شعرت بشعور غريب يخالجها و كأنها أستوطنت عيناه !!!
براءة !!!!
ركضت نحو حقيبتها لتخرج منها هاتفها سرعان ما هاتفت فتحية التي ردت عليها بقلق هي الأخرى
همهمت ملاذ
سريعا و اضعة كفها المضمد على جبينها
كويسة يا دادة كويسة .. براءة كويسة روحتوا البيت !
أسبلت فتحية بعيناها تشعر بالعطف تجاه تلك المسكينة لتجيبها بتنهيدة حارة
كويسة يا حبيبتي و احنا روحنا
دلوقتي قوليلي يا ملاذ مين الراجل اللي كان معاكي دة
أرتبكت ملاذ و زاغت أنظارها قائلة بتلعثم
ولا حاجة يا بنتي داخت شوية والدكتور قال نقص كالسيوم و اني اهتم بصحتها ..
أومأت ملاذ متنهدة بعمق لتودع فتحية .. همت بأغلاق الهاتف معها ولكن سمعت براءة تقول بنبرة حادة
عايزة أيه تاني الست ملاذ مش قولتلها مش عايزة اسمع صوتها و لا ألمحها حتى ولا هي معندها ذرة كرامة .. انا مش عارفة أزاي قابلة على نفسها تيجي تزورني و أنا أصلا مش طايقة أشوف وشها!!!
في الحائط امامها ليسقط على الأرضية تتبعثر محتوياته أنقبض صدرها تشعر بضيق شديد في التنفس .. و كأن الهواء لا يصل لرئتيها أهتاج صدرها علوا وهبوطا لتخرج رذاذ الربو من حقيبتها .. وضعته بفمها مستنشقة إياه هبط صدرها مفمضة عيناه لتستند برأسها على مسند الأريكة تدفقت الډماء داخل عيناها التي تلونت بالأحمرار القوي نظرت لتلك الشقة الباردة التي تقطن بها بمفردها لا أحد يزورها ولا أحد يطمئن عليها و كل هذا بسبب من .. نعم بسبب والد ظافر ذاك عند تلك النقطة أشتعل صدرها و لمعت عيناها بوميض أنتقام مخيف بدت و كانها فقدت عقلها عندما لاحت أبتسامة خبيثة على ثغرها عادت لتلتقط هاتفها تحاول لملمة شتاته المتفرقة أعادته لحالته الطبيعية لتعبث به قليلا وضعت الهاتف على أذنها والأبتسامة الجذابة لا تمحو من على ثغرها الصغير جاءها صوت رجولي من الطرف الأخر يقول بترحيب حار
مش معقول ملاذ الشافعي بتكلم جريدتنا المتواضعة !! أزيك يا ملاذ هانم ..
رفعت أنفها بشموخ يضاهي
ثم قرأت ما يليه عما حدث بالتفاصيل التي أخبرته بها لاخت أبتسامة خبيثة لا تنم بخير على شفتيها بل صاح عقلها بفرحة بما أودت بمصېبة ستلاحق عائلة الهلالي مهما حيت ألتمعت عيناها بنصر له مذاق لذيذ بفمها لتجلس على الأريكة خلفها بأريحية واضعه قدم على الأخرى وهي تقول بغل حاقد
قربت نهايتك يا ظافر !!!!
كاد أن يقتلع خصلاته من فرط غضبه لا يصدق من ولماذا ينشر ذلك الخبر وكيف ولا أحد يعلم ما حدث أبدا خارج عائلتهم !!! زمجر پعنف شديد ليقلب غرفة مكتبه رأسا على عقب طرح بكل شيء على الأرضية پغضب أهوج تشنج فكه پغضب بل و أسودت عيناه كظلام الليل .. أقسم برحمة أبيه أنه لن يرحم من فعل تلك الفعلة المشينة و تجرأ وأساء لسمعة عائلته وجد ظافر الباب يفتح على مصراعيه ليجد أخيه باسل يكاد يطوي الأرض من غضبه الأعمى أقترب باسل من شقيقة متفاديا الأشياء المتناثرة على الأرضية و هو يقول بعصبية
مين اللي عمل كدا يا ظافر !!!! مين ابن اللي عمل كدا !!!
مسح ظافر على وجهه پعنف و هو يردد پجنون تلبسه
معرفش معرفش !!!!
ثم تابع متمتما بسرعة و كأنه يسابق الوقت
أسمع يا باسل .. أنت لازم تتجوز البنت دي بسرعة بأسرع ما يمكن و تاخدها وتسافر على مصر ..
أومأ باسل سريعا مؤكدا على كلامه المنطقي
فعلا دة اللي هيحصل عشان نشيل عننا أي شبوهات و نصرح أن هي مراتي و أن مازن مستحيل يقرب من مرات أخوه ..!!
صح .. دة اللي هيحصل يلا روح خدها دلوقتي ع أقرب مأذون و أكتب كتابك عليها و سافروا مصر
روح ع شقتي اللي في المعادي غير اللي في الزمالك و انا هديك المفتاح ..
ثم ذهب ظافر إلى خزانته ليفتحها مخرجا مفتاحا فردي ليعطيه إلى باسل الذي أنطلق من أمامه سريعا ..
أعتلى الحقد ملامح ظافر قائلا بتوعد مريب
هدفع اللي عمل كدة تمن غلطته كبير أوي ..
أخذ مفاتيح سيارته لينطلق خارج القصر بل خارج قنا بأكملها متجها إلى القاهرة ..
جلسا الفتاتان رهف و ملك يتسامرون بأشياء عدة يتخلل حديثهم ضحكاتهم المرحة ليقتحم باسل الغرفة دون أستئذان و هو يقول سريعا
رهف ألبسي أي حاجة من عند ملك و هاتي بطاقتك و حصليني على تحت ..
كانت نبرته لا تنم على خير أبدا لتضيق رهف ما بين حاجبيها قائلة بغرابة
ليه هنروح فين ! ..
أنفجر بوجهها فالوقت يمر على تساؤلاتها الحمقاء
أنت هترغي ألبسي يلا مش عايز كلام كتير !!!
تفاجأت من صراخه بوجهها لتومأ برأسها بهدوء كاد أن يخرج لولا ملك التي أوقفته متجه له و هي تشعر بأن أخاها ليس على ما يرام أمسكت بذراعه المفتول قائلة بتساؤل عجيب
خير يا باسل شكلك أجده مش مظبوط في حاچة حصلت
نفى برأسه يحاول أن يرسم أبتسامة زائفة ليطمئنها حاوط كفيه الغليظتان وجهها و يملي عيناه من شقيقته الصغيرة فهو لن يراها لفترة ربما تكون طويلة حتى تهدأ الأوضاع خرج صوته في حنو ودفئ لطالما كان يغلف نبرته
مافيش حاجة يا حبيبتي .. لو أحتاجتي أي حاجة قوليلي و قولي لظافر و قولي لأمك متزعلش مني !!
وقع قلب الأثنتان أرضا تتعالى نظرات الدهشة من حدقتي كلتاهما ليخرج باسل منتظرا رهف في سيارته ..
أنتظر خمسة دقائق ليراها تنهض مرتدية إحدى قطع ملابس شقيقته المحتشمة أستقلت رهف السيارة جواره ملتفة له قائلة بتوجس
ممكن أعرف هتودينا فين !!
رايحين للمأذون ..
قالها بأعتيادية لا يشعر بالقنبلة التي فجرها بوجهها للتو نظر لملامحها يراقب تعبيراته المصډومة و شفتيها التي تحرك بهمس خاڤت متلعثم من حجم صډمتها
مأذون !!! ليه !
نظر لها
بحنق هادرا بعصبيه
هو أيه اللي ليه اكيد مش هنروح عنده نعمل مكرونة بشاميل .. عشان هنتجوز يا رهف !!
دلوقتي !!
قالت بغباء تلبسها لتتمتم مصححة ما قالته
يعني ..
ليه بالسرعة دي !
حصلت مشكلة وهنطلع ع القاهرة هنجيب المأذون هناك وياريت بلاش اسئلة كتير كانت إجابته مختصرة بإنجاز أدار مقود السيارة لينطلق ..
وفي مكان أخر بالقاهرة و بمشفى عائلة الهلالي تحديدا ..
جلست فريدة_ ممرضة مازن و التي تتابع حالته_ على الفراش امامه متأملة محياه الهادئة و المستكينة جفنيه المسبلتين و أنتظام أنفاسه لا تصدق أن ملامحه الهادئة ينبع منها ذلك الشړ !! بدأت بتفقد حالته لتجد وجهه المكدوم قد بدأ في الشفاء قليلا كادت أن تنهض من أمامه لتجد جفنيه يتحركان ببطئ واهن أقبلت عليه سريعا تنحني بوجهها له قأئلة بقلق
أنت سامعني لو سامعني حرك أيدك ..
نزلت بحدقتيها إلى كفه لتجده يتحرك ببطئ همت بالركض لتنادي على طبيبها حتى يرى المړيض و لكنها وجدت يده تمتمد ليمسك برسغها ضاغطا عليه بقوة تجمعت حبات العرق على جبينه و هو يقول بمهس و هو مازال مغمض العينان
أنا مش وحش أوي كدا .. والله مش وحش !!!
خرجت الحروف من شفتيه مرتجفة كأرتجاف كفه الممسك بذراعيها الأن هي لا تخفي أنها تشمئز منه و من أفعاله و لكن نبرته تلك جعلت قلبها يرق لحاله ربما هو يخفي ألم كبير داخله بلا وعي وجدت كفها الأخر موضوع على كفه الممسك برسغها ربتت عليه بأبتسامة ملائكية رسمت على وجهها و هي تقول بنبرة دافئة
أنا عارفة أنك مش وحش ..
نزعت يدها من يده ببطئ لتنادي على الطبيب وقد تغيرت صورته بعيناها تماما ..
عادت فريدة مع الطبيب ليطمئن عليه وبالفعل أخبرها بأن حالته أصبحت تتحسن تدريجيا لاسيما أنه من أبناء عائلة الهلالي ف العناية به تكن على أكمل وجه أخبر الطبيب ممرضته فريدة قائلا بجفاء
ممكن يقوم كمان شوية أول م يقوم أهتمي بيه كويس و بأكله ..
أومأت له فريدة ليخرج الطبيب تاركا إياه معه ..بمفردهما و بالفعل بعد القليل من الوقت فتح مازن عيناه السمراوتين وجد فريدة واثبة و هي تعلق المحاليل بجانب فراشة طالع بشرتها ناصعة البياض و خصلاتها بلونها كالشوكولا الذائبة المنسدلة على وجها بنعومة براءة عيناها العسلية و أنفها الرقيق مع شفتيها المكتنزة بدى و كأنه يرى لوحة تمزج بين البراءة و الأنوثة للحظة برقت عيناه و تعالت دقات قلبه هز رأسه پعنف يخالف ذلك الشعور الذي يخالجه عندما يراها بل تعالى غضبه من حاله وجد نفسه بلا وعي ېصرخ بها بنبرة أفزعتها
أنت واقفة بتعملي أيه عندك و ليه أنا لسة هنا لحد دلوقتي ..
وضعت يدها على قلبها تخفف من