الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


أضعها في المكانه التي تستحقها سيدة تلك البلدة وأن أدعمها بكل ما أملك من وقت ومشاعر ومال أنا وحيد وليس لي أي أقراب فرضت تلك الوحدة علي دون إرادتي وعشت بها سنوات وسنوات وأبنتك سوف تصبح لي كل شيء أمي أختي زوجتي وابنتي سيدة قلبي وبيتي والضوء الذي يبدد ظلام قلبي وحياتي
مشاعر مختلفه ومختلطة يشعر بها عبدالمنعم الان حتى أنه لا يستطيع تفسيرها او شرحها صډمه زهول عدم تصديق مختلط بسعادة وخوف ظل الصمت يخيم عليهم دون ان يلاحظوا تلك التى ادمعت عيناها من كلمات أرسلان التي لمست قلبها لكنها انحدرت فوق وجنتيها حين قال والدها

يشرفني طلبك سيد أرسلان ولكنك تعلم الاصول جيدا ويجب أن أسأل سمرة أولا
أومأ أرسلان بنعم وهو يعتدل واقفا ومد يده بسلام لعبد المنعم وقال
سوف أنتظر قراركم وأذا كانت الموافقه جوابكم سوف يتم الامر خلال الاسبوع المقبل
وغادر دون أن يهتم بنظرة الصدمه التي أرتسمت على ملامح عبد المنعم لكنه وقف عند الباب وقال
أنا ملزم بكل المصاريف أنا أريد سمرة فقط
ورحل سريعا لينظر عبدالمنعم لأبنته التي ظهرت أمامه بعد رحيل أرسلان مباشرة ليرى دموعها لينظر لها بأستفهام لتقول بخجل
أنا أوافق على ما تراه مناسب
ليبتسم أبتسامة صغيرة وأقترب منها يقبل رأسها وقال
هل أنت متأكدة موافقة أن تكوني زوجه سيد الظلام
موافقه أن أصبح أنا النور الذي يبدد ظلامه
حين عرف بموافقتها بعد عده أيام من زيارته لوالدها أمر رجاله بتجهيز كل شيء تنظيف البيت وتجديد بعض الاشياء فيه وأرسل صارم حتى يحضر الاثاث الذي أختاره من اجلها ولكن ما طمئن قلب الاب بصدق هو حين حضر اليهم ومعه بعض الرجال من البلدة حتى يقوم بخطبه أبنته بشكل يليق بها وأمام الجميع اعطاه مبلغ كبير من المال وهو يقول 
مهر العروس أعلم أنها تستحق أكثر من ذلك بكثير وأعدك أن أحفظها وأصونها
جحظت عيون جميع الرجال حين وقعت عيونهم على الاوراق المالية الموضعه على قدمي عبدالمنعم پصدمة وعدم تصديق وذلك جعله يرفع رأسه أمام الجميع الذي وصل له همسهم بأنه قد باع أبنته لسيد الظلام
في اليوم التالي ذهبت سمرة ونعمة الي السوق وقامت بشراء الكثير من الملابس والاحذية كل ما يلزم العروس من مفروشات وأشياء شخصية ولكنها ايضا أحضرت له بعض الاغراض على ذوقها
في صباح يوم الزفاف الذي يتحدث عنه الجميع والاسئلة عن كيف قرر سيد الظلام أن يتزوج ولماذا سمرة بالتحديد لكن لا أجابه على هذه الاسئلة غير المنطوقة 
كانت سمرة تغلق على نفسها باب غرفتها وترفض أي من الفتايات ان تدخل لها أو تساعدها في اي شيء وقررت هي تجهيز نفسها من كل النواحي والاهم من كل هذا هي لا تريد أن يرى أحد فستانها تريد أن تفاجئ الجميع بذوقه المميز الذي أبهرها وجعل قلبها يرفر بسعادة
وفي غرفته هو كان يقف أمام المرآة ينظر الي هيئته جلباب أسود به خطوط فضيه اللون تضيف اليه بهجه فوق بهائة وفوق كتفيه عبائة سوداء اللون أيضا مفتوحه وبها إطار فضي يلف حول حوافها وأطراف الاكمام وفوق رأسه الوشاح الاسمر ورغم أن عينيه تنظر لكل تفاصيله بتفحص حتى يكون على أكمل وجه كما يريد لكن عقله كان يفكر ماذا عليه أن يفعل الأن هل سيخرج بوجهه دون أن يخبئه خلف الوشاح وبدل من أن يرى نظرات التقزز في عيونها هي فقط يراها في عيون الجميع طرقات على باب الغرفه نبهته أن عليه الخروج ليلف الوشاح حول وجهه كما اعتاد وعدل من عبائته فوق كتفه وتوجه الي الباب وحين فتحه بدء رجاله بالتصفيق والاحتفال به وغناء بعض الاغاني الشعبية المعروفه كان يسير بينهم دون أن يظهر عليه اي تعابير لكن من داخله يشعر بسعادة خاصه وأن وحدته قد أنتهت سوف يصبح له ونس في تلك الحياة حتى لو ظل يرتدي ذلك الوشاح طوال حياته دون أن يبعده عن وجهه للحظة واحدة لكن لتكون فقط زوجته حليلته سيدة بينه وكفى 
مر في طريقه لبيتها على الصوان الكبير الذي ڼصب في وسط الميدان كما كان منذ أيام وقت محاكمه رجاله لكن اليوم الاضواء تملئ الشوارع وأصوات الموسيقى والزغاريد في كل مكان كل الناس التي تقابله تهنئه تبتسم بسعادة كبيرة وحقيقية في وجهه هل الكل حقا يحبه أم أنهم سعداء بزواج سمرة وبأن هناك واحدة منهم داخل بيت سيد الظلام علها تحسن من أوضاعهم أو تضمن عدم بطشه بهم لا يهم يكفي أنه يرى تلك الاجواء وهذه السعادة على وجوههم
في غرفتها أنتفض جسدها بقوة حين وصل لمسامعها صوت الطبول التي تنبهها لأقتراب زفه العريس من بيتها لتقف سريعا تنظر الي هيئتها في المرأة فستانها الذي يلتف حول جسدها يظهر جمال ورشاقه جسدها دون أبتزال بأكمام طويله من الستان الناعم وحجاب رقيق بطرحه طويلة تصل الي الارض تزينها بهاله لامعه ملائكية
طرقات على باب غرفتها وصوت والدها يطلب منها أن تفتح الباب لتفتحه سريعا ليدلف الي الداخل وأغلق الباب خلفه ينظر اليها بعيون

تلمع بالدموع ثمرة عمره وحياته كبرت أصبحت عروس تقف امامه بفستانها الابيض جميلة ومميزة بكل تفاصيلها بشرتها السمراء وعيونها الواسعة صغيرته قد كبرت واليوم تخرجمن كنفه الي كنف زوجها ز اليوم يسلم الامانه التي حافظ عليها طوال حياته 
فتح ذراعيه لتركض اليه تلقي بنفسها بين ذراعيه ليقول بصدق
مبارك يا أبنه أبيك مبارك يا زهرة قلبي وحياتي يا أبنه عمري 
كانت الدموع تملئ عيونها وهي تشد من ضم ذراعيها حول عنقه ليبرت على ظهرها وهو يقول
اليوم أتممت رسالتي وأراك مع رجل حقيقي رغم الغموض الذي يحاوطه واللقب الذي يحمله ألا أنني رأيت داخل عينيه أن بحاجه اليك وتلك النظرة وذلك الاحساس هو ما جعلني أوافق على زواجك منه وأسم عائلته أيضا
أبتعدت عن حضنه تنظر اليه بأندهاش ليكمل كلماته
قريبا سوف تفهمي كل شيء ولكن أستمعي الان أحفظيه يا أبنتي وراعي أحتياجه لك كوني له كل من يحتاجه من أصدقاء وأهل كوني له المرشد والدليل أعيدي له الحياة التي فقدها 
أومأت بنعم ليكمل بأبتسامة
ولا تنسي والدك يا أبنه عبدالمنعم
أنحنت تقبل يديه وهي تقول بحب وصدق
كيف أنساك يا عبدالمنعم أنك والدي وصديق وكل عائلتي أنت يا والدي باب الحياة الكبير الذي عبرت من خلاله وأصبحت ما أنا عليه الان
ليقبل رأسها وقال بعد ان نظر الي النافذة
لقد وصل العريس هيا بنا
حاوطت ذراعه بيدها وحين خرجوا من الغرفه بدأت الفتايات ونساء البلدة في الزغاريد لترتسم الابتسامة على وجه سمرة ورأها ذلك الذي يقف عند الباب يتأمل تفاصيلها بأعجاب شديد يصل حد الانبهار سمار بشرتها الذي تشتعل جمالا يخلق صورة خلابه لعينيه تبهره وتجعل قلبه الوحيد البائس يركض اليها بلهفه وشوق يتوسل قربها وحبها وحنان قلبها سار والدها بها بعد أن تلقت التهاني من أصدقائها مع كل خطوة تقترب فيها منه يشعر بالتوتر والقلق الخۏف شعور قد نسيه منذ سنوات لكنه الان يشعر بالخۏف دقات قلبه تتصارع داخل صدرة
 

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات