رواية جوازة نت للكاتبه مني لطفي
وعد على الاتصال بها وقد دعتهما لحضور عقد قرآنها مقدمة اليهما بطاقة الدعوة المذهبة أطرافها
دخلت منة الى المكتب فوجدت نشوى جالسة تحاول الاتصال بهاتفها المحمول مالت فوق المكتب ممازحة اياها
ايه يا نونو بتعاكسي مين شهقت نشوى متفاجئة ثم أجابت بلهفة
منة خضتيني انت فين أتاخرت ليه كدا هزت منة كتفيها بلامبالاة مجيبة
لو سمحت يا منة عاوزك قطبت منة دهشة من طريقة سيف في الحديث ولكنها توجهت اليه وهى مبتسمة قائلة
نعم يا فندم يا ترى حضرة المدير عاوزني في ايه
ما ان أغلق الباب خلفها حتى أمسك بمرفقها بشدة آلمتها ومال عليها قائلا پغضب مكبوت من بين أسنانه
إيه تابع سيف بسخرية وهو يشد على مرفقها بقسۏة
أقولك أنا دي عربية طارق بيه اللي اعرفه أنك خرجت مع مراته ايه سابتكم في نص المشوار وكملت أنت وهو
نظرت اليه منة باتسغراب لوهلة ثم ما لبثت نظراتها أن شابها البرود وقالت بصوت ثلجي وهى تنظر الى يده القابضة على مرفقها
انا بسأل سؤال دلوقتي وعاوز اجابته ايه اللي خلاكي تركبي مع طارق دا
أجابت منة پحده بالغة وهى تحاول جذب مرفقها بشدة من قبضته القوية
وانا بقولك سيب دراعي أحسن يا باش مهندس
ترك سيف مرفقها ونظر اليها بدهشة ما لبثت ان تحولت لڠضب ساحق وهو يقول
وكمان بتؤمري انت بتهربي من الاجابة ليه واحده زيك بعد ما جوزها شاف اللي انا شوفته دا لازم تدافع عن نفسها مش تتكلم بكل وقاحه كدا
ونظرات خاوية
أولا انت مش جوزي تاني حاجه لهجة الاتهام اللي انت بتكلمني بيها دي أنا برفضها تالت حاجه بقه تقدر تعتبرني من اللحظة دي مستقيلة عن اذنك
انتبه سيف من ذهوله لتصريحاتها الڼارية وناداها بغلظة
استني عندك وصل اليها في خطوتين ووقف خلفها في حين كانت يدها تشد على مقبض الباب بغية فتحه ولكن سيف لم يمهلها وهتف پغضب
الحلقة السادسة
نظرت الى هاتفها المحمول الملقى بجوارها على الفراش وهو يضيء بقوة وكأنه ينهرها لتقوم بالرد على المتصل الملح الذي هاتفها لمرات لم تعد تستطيع حصرها وقد أحرق هاتفها من كثرة الاتصال
صوت طرقات هادئة ولكن حازمة على باب غرفتها انتزعتها من افكارها ثم صوت شقيقها مناديا لها مسحت وجهها براحتيها كي تمحو أي أثر لدموعها التي فاضت بكثرة منذ عودتها من العمل برفقة اخيها والذي شاهدها وهي تنطلق خارجة من مكتب سيف كالقذيفة ولم تمهله الفرصة لسؤالها عن سبب حالتها الغريبة التي يراها لأول مرة عليها وهى تكاد ترجوه بصوت متلهف ونظرات ضائعه أن يقلها الى المنزل بينما يقف سيف خلفها بعد ان لحقها بسرعة صاروخية يناديها بصوت مشروخ حزين محمل بنرة غريبة من التوسل ولكنها لم تلق بالا اليه وحاولت التماسك وهى تطلب من اخيها الذهاب الى المنزل فألقى احمد بنظرة متفهمة اليها مفسحا لها الطريق لتتقدمه بينما رمى سيف بأخرى متسائلة و منذرة في حالة ان ثبت له أن له يد في حالة الاڼهيار التي يراها على شقيقته الصغرى
اتفضل يا ابو حميد انا عارفة انك مش هتسكت لغاية ما تعرف سبب الحالة اللي انا كنت فيها انهرده في المكتب وبصراحه استغربت اوي لما لاقيتك ما لاحقتنيش تسألني اول ما دخلنا البيت واقنعت ماما كمان انى تعبت من اللف مع عميلة للمكتب وشكلي اخدت ضړبة شمس علشان كدا شكلي تعبان بالشكل دا
دخل احمد مغلقا الباب خلفه في حين سارت هي حتى جلست على طرف فراشها ممسكة بيديها الاثنتين طرف الفراش بجوارها تناول احمد كرسي مكتبها الصغير الموضوع أسفل نافذة الغرفة العريضة ووضعه أمامها ثم جلس عليه ومال ناحيتها مشبكا يديه بعضهما البعض وقال بحنان أخوي فياض
أنا حبيت اسيبك لغاية ما تهدي خالص لاني عارف السبب اللي خلاكي مڼهارة بالمنظر اللي شوفتك بيه انهرده
رفعت اليه عينين متسائلتين و متوجستين عما يعلمه فعلا عن سبب حالتها النفسية التي تواجهها لأول مرة رفع كتفيه وأنزلهما علامة الجهل متابعا
هو انا طبعا مش عارف السبب بالظبط لكن ممكن أخمن
لتطلق منة أنفاسها التي حبستها مغمضة عينيها ومندهشة في نفس الوقت من نفسها لخۏفها من معرفة احمد بسبب حالتها وان سيف هو المتسبب الرئيسي والوحيد لما كانت عليه من شفير الاڼهيار
ابتلعت ريقها وشردت بنظراتها التي يغشاها الحزن الى البعيد