رواية جوازة نت للكاتبه مني لطفي
وقاطعته قائلة بابتسامة مريرة ترتسم على شفتيها الذابلتين
مش محتاجة تخمين كل الحكاية ان انت احيانا بتمر بموقف صعب عمرك ما مريت بيه قبل كدا بيحتاج منك وقفة جامدة علشان تهدا وتفكر وتحلل وتوصل لحل للوضع اللي حصل
تطرق احمد للموضوع مباشرة
انت اتخانئت مع سيف
نفضت منة رأسها لتطاير خصلات شعرها الكستنائية اللون ثائرة محيطة بوجهها الصغير الفاتن وهى تسبل جفنيها كي لا تفضحها عيناها
ابتسمت ابتسامة ساخرة صغيرة وأجابت وهى تطلع الى اخيها المشرف عليها
أيه بئيت حكيم عيون حضرتك
نظر اليها أحمد بجدية سائلا اياها بحسم
أجابت منة بتلعثم طفيف وهى تهرب بعينيها من نظراته القوية
انا قلت لك يا احمد مش بالظبط عموما أنا اعرف احل مشاكلي ازاي وبعدين إنت ليه مصر انك تعرف سيبني لغاية ما أرتب أفكاري وصدقني انت أول واحد هقوله كل الموضوع انى عاوزة اعتمد على نفسي انا مابقيتش طفلة يا احمد أي حاجه تحصلها
اجاب أحمد بحزم
طيب تقدري تفهميني سيف تحت في عربيته بئاله اكتر من 3 ساعات ليه
أصابت الدهشة منة وقالت بغير تصديق
إيه سيف تحت في عربيته قبل ان تنهي سؤالها كان أخيها يهز برأسه ايجابا ويقول متنهدا بعمق
ايوة يا منة مرابط تحت البيت ولا راضي يطلع ولا يفهمني فيه ايه كل اللي طالع عليه خليها ترد عليا خليها تكلمني أنا عمري ما شوفت سيف مڼهار زي انهرده ثم عقد جبينه متسائلا
أجابت منة بجمود بينما خافقها الأحمق كاد ان يطير من بين جنبات ضلوعها خوفا على من تسبب في هذه الفوضى التي تعيشها مشاعرها الخائڼة
خليه يطلع يا احمد بس ارجوك مش عاوزة بابا وماما يعرفوا حاجه لغاية ما يمشي قولهم انه جاي يزورني وبس نظرت اليه بعينين محملتين بالرجاء وهى تتابع
أرجوك يا احمد سيبني أتصرف لوحدي وصدقني لو معرفتش هجيلك واحكي لك واطلب منك تدخل زفر أحمد عميقا وقال وهو يوميء باستسلام
ياللا قومي كدا اغسلي وشك ورتبي نفسك وانا هكلمه يطلع
ثم انصرف مغلقا الباب خلفه في حين تسمرت نظرات منة الى البعيد وهى تدعو الله أن يلهمها الصواب
كاد سيف أن يعانق أحمد فرحا ما ان فتح له الاخير الباب فهو لم يصدق أذنيه عندما هاتفه أحمد داعيا اياه للصعود الى المنزل مخبرا ان منة قد وافقت على الجلوس اليه
تركه احمد بعد ان أتى له بكوب من عصير الليمون الطازج وهو يقول بهدوء
بص يا سيف انا معرفش ايه اللي حصل بينكم بالظبط منة مش عاوزة تحكي لكن تأكد انى هبقى في صف اختي لاني واثق ومتأكد انها أبدا مش متسرعهوبتفكر كوي ساوي وعقلها سابق سنها وبالتالي أي قرار هتاخده هتلاقي الدعم الكافي من عيلتها ليه ثم استأذن منصرفا تاركا اياه عرضة لقلق عظيم ينهش روحه خوفا من حديث احمد
قابلت منة والدتها قبل دخولها الى سيف اقتربت منها امها ووضعت يدا حانية على وجنتها وهى تقول بحنو
منون حبيبتي انا أمك واكتر واحده فاهماكي انا عارفة ان الموضوع مش حكاية ضړبة شمس زي اخوك ما قال وان وجود سيف دلوقتي في اللحظة دي وفي الحالة اللي انا شوفته عليها لما دخلت أسلم عليه بيقول انه اكيد حصل بينكم زعل بصي حبيبتي الزعل والخصام هما دول الملح والفلفل بتوع الجواز عاوزاكي تفكري بعقلك كويس اوي مافيش حد كامل يا منة كلنا فينا اخطاء فلازم نتعلم ازاي نتقبل الطرف