الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جوازة نت للكاتبه مني لطفي

انت في الصفحة 32 من 116 صفحات

موقع أيام نيوز


وقاطعته قائلة بابتسامة مريرة ترتسم على شفتيها الذابلتين
مش محتاجة تخمين كل الحكاية ان انت احيانا بتمر بموقف صعب عمرك ما مريت بيه قبل كدا بيحتاج منك وقفة جامدة علشان تهدا وتفكر وتحلل وتوصل لحل للوضع اللي حصل 
تطرق احمد للموضوع مباشرة
انت اتخانئت مع سيف
نفضت منة رأسها لتطاير خصلات شعرها الكستنائية اللون ثائرة محيطة بوجهها الصغير الفاتن وهى تسبل جفنيها كي لا تفضحها عيناها

مش بالظبط ترى أي شيء جعلها تنفي شجارها الدامي لقلبها مع سيف هي لا تعرف ولكن ما تعلمه فقط أنها لا تريد إشراك أخيها بالأمر فهي ناضجة كفاية لتحل مشكلاتها بمفردها كما أنها لا تريده ان يخسر صديق عمره حتى لو إنفصلت هي عن سيف يجب ألا تجعل أخيها يخسر شقيقه الروحي كما يحلو له تسميته ألم عميق أصاب قلبها عندما طرأ على فكرها أنها بالفعل قد وضعت كلمة النهاية بالنسبة لعلاقتها هي وسيف أفاقت من شرودها على صوت تذمر اخيها الواضح وهو يقف قائلا بحيرة بالغة
ما هو مش معقول انا شايفك بعينيا وانت طالعه بتجري من مكتبه وهو أول ما شافني معاكي كان هاين عليه يقولي ما تسمعش كلامها وتبعد 
ابتسمت ابتسامة ساخرة صغيرة وأجابت وهى تطلع الى اخيها المشرف عليها
أيه بئيت حكيم عيون حضرتك 
نظر اليها أحمد بجدية سائلا اياها بحسم
يعني سيف مالوش يد في حالتك الغريبة دي انهرده
أجابت منة بتلعثم طفيف وهى تهرب بعينيها من نظراته القوية
انا قلت لك يا احمد مش بالظبط عموما أنا اعرف احل مشاكلي ازاي وبعدين إنت ليه مصر انك تعرف سيبني لغاية ما أرتب أفكاري وصدقني انت أول واحد هقوله كل الموضوع انى عاوزة اعتمد على نفسي انا مابقيتش طفلة يا احمد أي حاجه تحصلها
تجري على اخوها الكبير تشتكي له 
اجاب أحمد بحزم
طيب تقدري تفهميني سيف تحت في عربيته بئاله اكتر من 3 ساعات ليه 
أصابت الدهشة منة وقالت بغير تصديق
إيه سيف تحت في عربيته قبل ان تنهي سؤالها كان أخيها يهز برأسه ايجابا ويقول متنهدا بعمق
ايوة يا منة مرابط تحت البيت ولا راضي يطلع ولا يفهمني فيه ايه كل اللي طالع عليه خليها ترد عليا خليها تكلمني أنا عمري ما شوفت سيف مڼهار زي انهرده ثم عقد جبينه متسائلا
هو ايه اللي حصل بينكم بالظبط 
أجابت منة بجمود بينما خافقها الأحمق كاد ان يطير من بين جنبات ضلوعها خوفا على من تسبب في هذه الفوضى التي تعيشها مشاعرها الخائڼة
خليه يطلع يا احمد بس ارجوك مش عاوزة بابا وماما يعرفوا حاجه لغاية ما يمشي قولهم انه جاي يزورني وبس نظرت اليه بعينين محملتين بالرجاء وهى تتابع
أرجوك يا احمد سيبني أتصرف لوحدي وصدقني لو معرفتش هجيلك واحكي لك واطلب منك تدخل زفر أحمد عميقا وقال وهو يوميء باستسلام
حاضر يا منة زي ما انت عاوزة وفي أي وقت عاوزة تتكلمي تأكدي انى هسمعك كويس أوي أنت مش اختي وبس لأ انت بنتي كمان يا منون بس اوعديني يا منة اوعديني أنك لو حاسيت انك لو مقدرتيش فعلا توصلي لحل للموقف اللي بينكم انك هتصارحيني انا اخوك قبل ما اكون صاحبه وانتم الاتنين غاليين عندي ويهمني مصلحتكم انتو الاتنين 
ياللا قومي كدا اغسلي وشك ورتبي نفسك وانا هكلمه يطلع 
ثم انصرف مغلقا الباب خلفه في حين تسمرت نظرات منة الى البعيد وهى تدعو الله أن يلهمها الصواب 
كاد سيف أن يعانق أحمد فرحا ما ان فتح له الاخير الباب فهو لم يصدق أذنيه عندما هاتفه أحمد داعيا اياه للصعود الى المنزل مخبرا ان منة قد وافقت على الجلوس اليه 
تركه احمد بعد ان أتى له بكوب من عصير الليمون الطازج وهو يقول بهدوء
بص يا سيف انا معرفش ايه اللي حصل بينكم بالظبط منة مش عاوزة تحكي لكن تأكد انى هبقى في صف اختي لاني واثق ومتأكد انها أبدا مش متسرعهوبتفكر كوي ساوي وعقلها سابق سنها وبالتالي أي قرار هتاخده هتلاقي الدعم الكافي من عيلتها ليه ثم استأذن منصرفا تاركا اياه عرضة لقلق عظيم ينهش روحه خوفا من حديث احمد 
قابلت منة والدتها قبل دخولها الى سيف اقتربت منها امها ووضعت يدا حانية على وجنتها وهى تقول بحنو
منون حبيبتي انا أمك واكتر واحده فاهماكي انا عارفة ان الموضوع مش حكاية ضړبة شمس زي اخوك ما قال وان وجود سيف دلوقتي في اللحظة دي وفي الحالة اللي انا شوفته عليها لما دخلت أسلم عليه بيقول انه اكيد حصل بينكم زعل بصي حبيبتي الزعل والخصام هما دول الملح والفلفل بتوع الجواز عاوزاكي تفكري بعقلك كويس اوي مافيش حد كامل يا منة كلنا فينا اخطاء فلازم نتعلم ازاي نتقبل الطرف
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 116 صفحات