الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية جوازة نت للكاتبه مني لطفي

انت في الصفحة 7 من 116 صفحات

موقع أيام نيوز


خدوا منها اللعبة بتاعتها 
كتمت منة شهقة كادت أن تفلت منها والټفت ناظرة اليه پغضب شديد فيما كان هو واقفا امامها واضعا يديه في جيبي بنطاله يطالعها ببرود قطبت منة جبينها دليلا على سخطها من طريقته الاستفزازية في الحديث سارت حتى وقفت امامه وقالت له وهى تضغط على مخارج حروفها من بين اسنانها
اولا انا ما اسمحلكش انك تتعدى حدودك في الكلام معايا ثانيا انا قمت ومشيت بعد ما استأذنتك وقلتلك رأيي بكل صراحة في طريقتك في التعامل مع الناس اللي بيشتغلوا معاك كون بقه انك مش عجبك الكلام دي مش مشكلتي ولا انت تقول رأيك وټجرح في الناس عادي ولما حد ييجي يقولك رأيك تغضب وتثور وتقول انا المدير ومحدش يكلمني بالاسلوب دا 

ما اعتقدش ان كلامي معناه انى رافض كلامك مع انه معظمه ان لم يكن كله تجريح واستخفاف مش رأي موضوعي ممكن أتقبله وأسمعه ثانيا بقه انا تعليقي كان على طريقتك في الكلام انك تقطعي النقاش اللي بيننا بالطريقة دي وتقومي وتديني ضهرك من غير ما أكمل كلامي أعتقد أنه دا مش من أبسط قواعد الزوء سكت قليلا ثم تابع بسخرية
ولا انت رأيك ايه يا باش مهندسة 
زفرت منة بعمق وقالت وهى تنظر اليه ببرود حاولت التظاهر به لأن البديل كان أن تختبر المطفأة الكريستال الخاصة بالسچائر على رأسه وهي أكيدة أنها ستثبت فاعلية شديدة فهي من نوع جيد من الكريستال الفرنسي قالت منة 
بقول ايه اعتقد انه الكلام في الموضوع دا خد مننا وقت كتير اوي ممكن بقه تقوللي انت عاوز ايه بالظبط علشان انا ورايا شغل كتير عمر مكلفني بيه وعاوزة أفنشه قبل ما أمروح انهرده علشان أعرضه عليه 
سكت سيف لوهلة ولم يعقب في حين شعرت هي بأنها تكاد ټغرق في لجة عينيه اللذان يبعثان اليها برسائل تدغدغ مشاعرها بينما سيف أغمض عينيه لثوان يتنسم فيها عبيرها الذي هاجمه ما ان اقترب منها هو ليس بعطر ولكنه عطر خاص بها حيث تشيع فيه خليط من رائحة الورود ممتزجة بأخرى من عبير الفواكه كل هذا قد اختلط برائحتها الأنثوية الخاصة ليصنعوا مزيجا مثيرا لعبير منعش يكاد يقسم أنه يضاهي أغنى وأجمل العطورات الأكثر شهرة على مستوى العالم همس في نفسه انه لو كان يملك الخيار لكان منعها تماما من استخدام هذا الصابون برائحته المنعشة التي تشعر من يشتمها بأنه وسط حديقة غناءا مليئة بشتى أنواع الورود والأزهار النضرة الفواحة 
قطبت منة حائرة من صمته الذي طال وكانت قد أشاحت ببصرها بعيدا فهي لم تعتد على النظر الى أي رجل بشكل مباشر أثناء محادثته كانت توشك على مخاطبته لتقطع هذا الصمت الذي ران عليهما عندما سعل سيف ليجلي حنجرته محاولا التحدث بطبيعية لا تشي بما يعتمل داخله من أحاسيس غريبة لأول مرة يشعر بها 
أشار سيف بيده الى المقعد الجلدي الذي كانت تجلس عليه سابقا فزفرت بيأس وتوجهت اليه لتجلس وقالت بملل
نعم أفندم 
فاجأها بأن جلس في المقعد المقابل لها وليس في مقعده الرئيسي خلف المكتب
شعرت بارتباك لجلوسه مواجها لها في حين استند هو بمرفقه على سطح المكتب واضعا ساقا فوق ساق وقال بجدية
ممكن نبتدي من الأول 
قطبت حائرة ونظرت اليه وهى تكتف ساعديها مستفهمة
نعم نبتدي من الأول ازاي يعني 
ابتسم سيف قليلا واجاب
يعني اشرح لك سوء التفاهم اللي حصل وبدون ان ينتظر اجابتها شرع في الحديث موضحا
شوفي يا منة انا منكرش ان شغلك كمبتدئة كويس لكن انا ضد الطريقة بتاعت عمر عمر مدح في شغلك بشكل يحسسك انه بيرفكت وانه مافيش بعد كدا بالتالي انت مش هتحاولى تطوري ولا تعملي أحسن من كدا وايه اللي يخليكي تتعبي نفسك وتحاولى تبقي افضل اذا كان شغلك جميل وفل الفل وما حصلش غير سيف جلسته واستند بمرفقيه على ركبتيه بعد أنزل ساقه ومال اتجاهها متابعا
انا في شغلي يمكن أكون جامد احيانا بيقولوا عليا ما برحمش لكن أنا بكون عاوز اللي بيشتغل معايا يطلع أحسن ما عنده وصدقيني اللي انا بكون واثق ومتأكد انهم أفضل وانه ييجي منهم بكون ناشف عليهم شوية لكن اللي انا عارف انهم مهما عملوا دا آخرهم مابتعبش نفسي معهم وتلاقيني أقولهم كويس وما احاولش اضغط عليهم لأن دا آخرهم صمت ناظرا اليها مليا ثم تابع بهدوء
فهمتيني يا منة 
كانت منة تنظر الى البعيد ولم تستطع النظر اليه وجها لوجه ولم تستطع تجاهل الصدق الذي استشعرته في حديثه فاجابته بجدية وهدوء
فهمت بس أنا كمان معذورة انت بنفسك سمعت عمر بيمدح في شغلي ازاي لما الاقيك انت بتقلل من شغلي ومجهودي طبيعي أزعل واتضايق كمان خصوصا ان الشغل دا عمر اللي مكلفني بيه يعني لو فيه أي شيء مش كويس اكيد هيوجهني 
ابتسم سيف قائلا
انت طبعا
 

انت في الصفحة 7 من 116 صفحات